تعاني مدن وبلدات في ريف إدلب الجنوبي والشرقي وريف حماة الشمالي والغربي وريف حلب الغربي، التي كانت سابقاً ضمن ما يُعرف بمنطقة "خفض التصعيد الرابعة" (إدلب وما حولها)، شمال غرب سوريا، من دمار هائل يعيق عودة النازحين إلى بيوتهم، في ظل أوضاع إنسانية صعبة يعيشها الأهالي القاطنون في المخيمات.
المدن التي كانت مزدهرة ذات يوم، مثل "معرة النعمان، وخان شيخون، وكفرنبل وسراقب"، وأريافها جنوب شرق إدلب، بالإضافة إلى "كفرزيتا، واللطامنة، ومورك"، وقرى سهل الغاب شمال غرب حماة، و"الأتارب، وكفرناها، وأورم الكبرى، وكفرجوم" وأريافها غربي محافظة حلب، أصبحت أشبه بأطلال بفعل الحرب المستمرة وسرقة ممنهجة للبنى التحتية وأثاث المنازل من قبل قوات النظام البائد والميليشيات المساندة له.
*الدمار يعيق العودة
تسبب القصف المكثف والمعارك التي شهدتها هذه المناطق بدمار كبير طال الأبنية السكنية والمرافق العامة من مدارس ومستشفيات وشبكات الكهرباء والمياه. هذا الوضع جعل عودة النازحين أمراً صعباً، حيث يفتقر معظمهم للموارد اللازمة لإعادة بناء منازلهم أو ترميمها.
*سرقة ممنهجة للبنى التحتية
مع سيطرة قوات النظام البائد على هذه المناطق، في وقت سابق، رُصدت عمليات سرقة ممنهجة شملت معدات من المنشآت العامة, وأثاث المنازل وحتى شبكات الكهرباء والاتصالات. هذه الممارسات زادت من صعوبة عودة السكان إلى مناطقهم، وجعلت من إعادة إعمار هذه المدن تحدياً مضاعفاً.
*دعوات لإعادة الإعمار
تتزايد أصوات الأهالي النازحين في المخيمات، مطالبين الحكومة السورية الجديدة والمنظمات الإنسانية والدولية بالتحرك العاجل لإطلاق مشاريع إعادة إعمار واسعة النطاق. يرون أن إعادة بناء المنازل والبنية التحتية هي الخطوة الأولى لإنهاء معاناتهم الممتدة لسنوات والعودة إلى حياتهم الطبيعية.
*أصوات من قلب المأساة
"محمد الأحمد"، نازح من مدينة "معرة النعمان"، يقول لـ "زمان الوصل": "نعيش في المخيمات منذ ثلاث سنوات. البرد، الحر، والظروف الصعبة تنهش أجسادنا. نحن لا نطالب بالكثير، فقط أن نعود إلى بيوتنا، لكن الدمار الذي خلفه القصف والسرقات يجعل الأمر أشبه بحلم بعيد المنال. نأمل أن تبدأ عمليات إعمار حقيقية تنهي هذا الكابوس".
"عيسى الحموي"، من ريف حماة الشمالي، يضيف لـ "زمان الوصل": "كل ما كنا نملك أصبح أثراً بعد عين. حتى لو أردنا العودة، لا توجد مدارس لأطفالنا ولا خدمات طبية أو حتى ماء صالح للشرب. نحن بحاجة لدعم دولي يعيد لنا مدننا التي تحولت إلى خرائب".
"أحمد أبو خالد"، نازح من ريف حلب الغربي، يقول لـ "زمان الوصل": "حلم العودة إلى بلدتي كفرناها يراودني كل يوم، لكن الواقع صعب.
المنازل مدمرة بالكامل، والبنية التحتية غير موجودة. حتى إذا قررنا العودة، كيف يمكن أن نعيش بدون ماء أو كهرباء أو مدارس لأطفالنا؟ نحن بحاجة إلى دعم حقيقي يعيد الحياة إلى هذه المناطق المنسية".
*نظرة مستقبلية
النازحون من هذه المدن يأملون في أن تكون المرحلة القادمة مرحلة تغيير حقيقي، تُبنى فيها المدن من جديد، ويعود الناس إلى منازلهم بكرامة وأمان. ومع هذه الدعوات، يبقى الدور الأساسي على الحكومة الجديدة والمنظمات الإنسانية في إعادة رسم مستقبل أفضل للسكان الذين عانوا ويلات الحرب والنزوح.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية