على خطى دول أوروبية أخرى تعتزم بريطانيا تجميد القرارات بشأن مصير 6500 طالب لجوء سوري وسط مساعي إعادة اللاجئين بعد سقوط نظام الأسد.
وقال بيان لوزارة الداخلية البريطانية إن قرار إيقاف قرارات اللجوء مؤقتا للمتقدمين السوريين تم اتخاذه بما يتماشى مع الإجراءات التي اتخذتها دول أوروبية أخرى، بما في ذلك جميع أعضاء مجموعة كاليه - المملكة المتحدة وبلجيكا وفرنسا وألمانيا وهولندا.
وقالت وزارة الداخلية إن اتخاذ المزيد من الإجراءات يعتمد على ضمان وجود حكومة فعّالة، وبدون ذلك سيكون من المستحيل تحديد ما إذا كان من الآمن لشخص ما العودة إلى سوريا.
وأردف البيان إن المملكة المتحدة ستواصل تسجيل طلبات لجوء جديدة من المواطنين السوريين في حين لن يتم ترحيل أي شخص إلى بلده الأصلي أو أي دولة أخرى حيث قد يواجه الاضطهاد أو الأذى الجسيم.
*لا يوجد بيان رسمي
ومنذ 8 ديسمبر/كانون الأول، لم تصدر الحكومة البريطانية أي بيان رسمي لتوضيح السياسة الجديدة أو أسباب القرار الذي تم الإعلان عنه فقط من خلال ظهور مسؤولين بريطانيين في وسائل الإعلام.
*حالة من الغموض
ورصدت صحيفة "الغارديان" تبعات هذا القرار على حياة اللاجئين السوريين في بريطانيا من الناحية النفسية والاجتماعية ومنها عائلة بلال 39 الذي يعيش في شيفيلد مع زوجته وأطفاله الأربعة منذ العام الماضي. وأجرى المقابلة الثانية بشأن طلب اللجوء في نوفمبر/تشرين الثاني، وأبلغته وزارة الداخلية أن القرار بشأن قضيته "قريب جدًا".
لكن عائلته أصبحت في حالة من الغموض بعد أن أوقفت وزارة الداخلية البريطانية نحو 6500 طلب لجوء تقدم به سوريون، حيث قالت وزيرة الهجرة أنجيلا إيجل إن الحكومة ترغب في تسهيل عودة اللاجئين إلى سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد.
وقال بلال للصحيفة إنه حتى لو اعتُبر العودة آمنة، فلن يكون هناك مستقبل لأطفاله، الذين تتراوح أعمارهم بين 14 و10 أعوام، وتوأم يبلغان من العمر أربع سنوات، في سوريا.
وتابع : "لا أستطيع التعبير عن حزني بالكلمات. ابني الأكبر على وشك اجتياز امتحانات الثانوية العامة ولا أستطيع أن أمنحه الاستقرار الذي يحتاجه. كيف يمكنني أن أخبره بأننا قد نضطر إلى العودة إلى سوريا؟ كيف يمكنه التركيز على دراسته في ظل هذا الغموض؟
وكان بلال وصل إلى المملكة المتحدة العام الماضي بتأشيرة دراسية للدراسة للحصول على درجة الماجستير في التمويل المصرفي في جامعة شيفيلد هالام، والتي أكملها في سبتمبر/أيلول الماضي. وتقدم بطلب اللجوء في عام 2023 وأجرى مقابلته الثانية الشهر الماضي.
وبحسب "الغارديان" استخدم بلال كل مدخراته من بيع منزله في سوريا ومن عمله في القطاع المصرفي لمدة 16 عامًا حتى يتمكن من المغادرة، لأنه لا يريد الوصول بشكل غير قانوني إلى المملكة المتحدة.
وبموجب شروط تأشيرة الدراسة التي حصل عليها، يُسمح له بالعمل لمدة تصل إلى 20 ساعة في الأسبوع ويكسب ما يصل إلى 800 جنيه إسترليني شهرياً من خلال العمل لمدة 16 ساعة في الأسبوع. وقد سمح له هذا بدفع تكاليف إيجار سكن خاص لعائلته. وتعمل زوجته متطوعة في منظمة محلية لدعم اللغة الإنجليزية في شيفيلد.
ويرغب بلال في أن يتمكن من التقدم للحصول على درجة الدكتوراه أو العمل بدوام كامل، لكنه لا يستطيع القيام بأي منهما دون قرار بشأن طلب اللجوء الذي قدمه من وزارة الداخلية.
*تطور الأحداث في دمشق
وتم منح آلاف السوريين حق اللجوء في المملكة المتحدة، لكن وزارة الداخلية قالت إن القرارات المتعلقة بالطلبات ستتوقف الآن مؤقتًا أثناء تطور الأحداث في دمشق.
وبحسب صحيفة independent البريطانية أظهرت إحصاءات وزارة الداخلية أن السوريين قدموا خامس أكبر عدد من طلبات اللجوء في العام المنتهي في سبتمبر 2024، بعد باكستان وأفغانستان وإيران وبنغلاديش، وقد تمت الموافقة على نحو 99 في المائة من المطالبات عند القرار الأولي.
وبين عامي 2011 و2021 تم منح أكثر من 30 ألف سوري حق اللجوء في المملكة المتحدة، وقد أعيد توطين معظم هؤلاء في إطار برامج إنسانية وضعتها وزارة الداخلية، وجاءوا مباشرة من بلدان أخرى فروا إليها، مثل تركيا ولبنان.
ومع ذلك، تم أيضا إنقاذ أكثر من 9 آلاف سوري على ساحل كينت، بعد أن عبروا القناة في قوارب صغيرة.
وتشير التقديرات إلى أن عدد المواطنين السوريين المقيمين في المملكة المتحدة بلغ 47 ألف شخص في عام 2019، ولكن من المعتقد أن هذا العدد انخفض منذ ذلك الحين إلى حوالي 30 ألف شخص.
الأناضول
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية