تتوافد صور ومقاطع فيديو الفرح من داخل سوريا المحررة بعد سقوط الديكتاتور، لكن تبقى الصور والمقاطع القادمة من معتقلات الأسد، لاسيما "باستيل سوريا" سجن "صيدنايا" الأكثر فرحا ووجعا في الآن نفسه.
شاهدنا مئات وربما آلاف المعتقلين هائمين على وجوههم وهم خارجون من أفظع سجون العالم وحشية، وسط ترقب الأهالي اللاهثين لالتقاط معلومة عن ابنهم المعتقل أو المفقود منذ قيام الثورة.
ضمن هذا السياق يأتي خبر خروج عميد المعتقلين السياسيين "رغيد الططري" ليخفف قليلا من الجراح ولو بعد حين.
يجب أن يتعرف السوريون على "رغيد" الذي رفض أوامر نظام الأسد بقصف مدينة حماة، فتم تغييبه بالمعتقل حتى فجر اليوم 8/12/2024، حيث نال حريته بعد نحو 44 عاما من السجن، دون أي محاكمة.
تزامن اعتقال "رغيد" مع ولادة ابنه "وائل" الذي تحقق حلمه بعودة أبيه عندما قال حين حملة للتضامن معه:"أريد لأبي أن يقضي ما تبقى من عمره حراً، أريده أن يعلم بأنه ليس منسياً وبأن هناك أشخاص حول العالم يطالبون بحريته وحرية كل المعتقلين والمعتقلات في سوريا".
ونقلت "زمان الوصل" عن "رابطة معتقلي ومفقودي سجن صيدنايا"، في مادة سابقة إن "رغيد أحمد الططري" من مواليد دمشق في 25/كانون الأول ديسمبر/1954، التحق بالكلية الجوية عام 1972 وتخرج منها في 1975، وخدم في عدة أسراب.
ودخل السجن قبل أن يتم عامه الـ 27 وتنقل بين سجون إدارة المخابرات العامة و"المزة وتدمر وصيدنايا وعدرا المركزي" انتهاء بالسويداء، واعتقل "رغيد الططري" للمرة الأولى في 1980، لأنه رفض ضرب مواقع في محافظة حماة، مع ثلاثة طيارين آخرين، إذ لجأ حينها قائد السرب وطيار آخر إلى الأردن، بينما عاد "رغيد" وصديق له إلى القاعدة الجوية في حلب دون أن تنفذ الغارات الجوية.
وبحسب الرابطة فقد وجهت له تهمة عصيان الأوامر، إلا أن المحكمة برّأته من التهمة، استنادًا إلى كونه ضابطًا صغيرًا نفذ أوامر قائده بعدم تنفيذ عملية الاستهداف.
وتلخصت محاكمة "الططري" الصورية التي لم تتجاوز دقيقة واحدة بجملتين من القاضي، الأولى سأله عن اسمه، والثانية قال له "انقلع"، كما روى زميله له في تقرير سابق لـ"زمان الوصل".
ونقل عنه قوله بعد محاكمته: "عندما رجعت إلى المهجع، وأخبرت زملائي بما حدث، قالوا لي: مبروك لقد حُكمت..وكانت الأحكام حينها إما إعدام أو مؤبد"!
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية