أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

أزمة التعليم واللغة في مدارس النمسا: تأثير السوريين وجائحة "كورونا"

حذر "كريستوف فيدركير"، مستشار التعليم في فيينا، من الارتفاع "الدرامي" في أعداد الطلاب المصنفين كـ"طلاب استثنائيين" في المدارس النمساوية، وهو تصنيف يُمنح للطلاب غير القادرين على متابعة الدروس بسبب ضعف إتقانهم للغة الألمانية.

وأشار "فيدركير" إلى أن هذا الوضع يثير القلق على المستوى الوطني وليس فقط في فيينا.

*الأرقام التي تتحدث
في العام الدراسي 2023/2024، بلغت نسبة الطلاب الاستثنائيين في الصف الأول الابتدائي على مستوى النمسا 21.4%، مقارنة بـ18% فقط في 2017/2018. أما في فيينا، فقد وصلت النسبة إلى 37% خلال العام الماضي، بزيادة 2.5% عن العام 2017/2018. 

كان الوضع أكثر حدة بين طلاب السنة الأولى الابتدائية، حيث ظهرت فجوات لغوية لدى 44.6% منهم.

أما في مناطق أخرى مثل "تيرول"، فقد تضاعفت الأرقام ثلاث مرات تقريباً خلال الفترة ذاتها، بينما سجلت "ستيريا" ارتفاعًا بنسبة 70%.

في المقابل، كانت أرقام ولاية النمسا العليا استثناءً، حيث شهدت انخفاضًا طفيفًا، لكنها لا تزال تسجل ثاني أعلى نسبة على مستوى البلاد (21.6%).

*أسباب معقدة
يرى "فيدركير" أن أسباب هذا الارتفاع متعددة، من أبرزها تدفقات اللاجئين من سوريا وأوكرانيا، والتأثير السلبي لجائحة "كورونا"، التي أدت إلى تعليق الالتزام بحضور رياض الأطفال والمدارس لفترات طويلة.

كما أشار إلى مشكلة متزايدة تتمثل في ضعف تواصل الأهل مع أطفالهم بسبب الاستخدام المفرط للهواتف المحمولة.

وأثار "فيدركير" انتقادات لنقص الموارد المتاحة لدعم تعليم اللغة الألمانية.

ففي "فيينا"، تراجعت المناصب المخصصة لدعم اللغة الألمانية من 365 منصبًا عام 2017 إلى 230 فقط العام الماضي، مما أجبر المدينة على تغطية العجز من ميزانيتها الخاصة.

*هل هناك حلول؟
لتخفيف الأزمة، طالب "فيدركير" بتوسيع برامج دورات اللغة الألمانية الصيفية وجعلها إلزامية للأطفال الذين يحتاجون دعمًا لغويًا.
كما دعا إلى فرض سنة إضافية إلزامية في رياض الأطفال.

وأكد أن معالجة المشكلة تتطلب استثمارات كبيرة، تقدر بحوالي 100 مليون يورو، بالإضافة إلى سد النقص في عدد المعلمين الذي يبلغ حوالي 20,000 معلم ومعلمة في جميع أنحاء البلاد.

*رؤية للمستقبل
أكد "فيدركير" أن اللغة الألمانية ليست اختيارية، بل هي مفتاح أساسي للاندماج في المجتمع النمساوي.

وشدد على أن الأولوية في مفاوضات تشكيل الحكومة الجديدة ستكون لإطلاق حملة وطنية لدعم تعلم اللغة الألمانية، لضمان أن تكون الخطوة التالية في التعليم في النمسا خطوة نحو مجتمع متكامل وقادر على مواجهة تحديات المستقبل.

حسن قدور - زمان الوصل
(20)    هل أعجبتك المقالة (15)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي