انخفاض أعداد اللاجئين السوريين في النمسا هذا العام مقارنة بالعام الماضي

انخفضت أعداد اللاجئين بشكل ملحوظ في النمسا خلال النصف الأول من العام الجاري وهذا ما تظهره إحصائيات اللجوء المقدمة يوم الجمعة الماضي، وفي المجمل، تم تقديم 13479 طلب لجوء بالضبط في الفترة من يناير إلى يونيو. وهذا أقل بنسبة 42 بالمائة عما كان عليه في نفس الفترة من عام 2023.

وبحسب وكالة الأنباء النمساوية APA كان طالبو اللجوء من الشباب بشكل خاص في بداية العام وكانت نسبة كبيرة منهم من الإناث. والسبب في ذلك هو الزيادة الحادة في لم شمل الأسرة، وقد جاء عدد كبير بشكل خاص من طالبي اللجوء من سوريا هذا العام. بعد ثاني أقوى مجموعة وهم الأفغان.

وتعزو وزارة الداخلية هذا التطور إلى أربعة عوامل - من ناحية، إلى الضوابط المستمرة على نقاط الحدود والمناطق الحدودية في النمسا، ومن ناحية أخرى إلى مكافحة التهريب على طرق الخارج، على سبيل المثال من قبل ضباط الشرطة النمساوية في صربيا والجبل الأسود وأيضا للتعاون الدولي، مثل إنهاء التأشيرات - جلب الحرية للهنود والتونسيين في صربيا، وأخيرا إجراءات أسرع في هذا البلد.

وأشار تقرير لموقع "النمسا ميديا" إلى أن طلبات اللجوء في النمسا سجلت في أكتوبر ارتفاعاً ملحوظاً، حيث تم تقديم 2459 طلباً، بزيادة تقارب 600 طلب مقارنة بشهر سبتمبر، ولكن مقارنةً بشهر أكتوبر من العام الماضي، شهدت أعداد الطلبات انخفاضاً كبيراً بنسبة 76%. وعلى الرغم من هذه الزيادة الشهرية، فقد تراجع إجمالي الطلبات لهذا العام بنسبة 61% مقارنة بالعام الماضي.

وكانت النمسا في السابق من بين الدول الثلاث الأولى من حيث عدد طلبات اللجوء بالنسبة لعدد السكان. في حين تراجعت إلى المركز السابع خلال النصف الأول من العام الحالي، حيث تصدرت قبرص واليونان وأيرلندا المراتب الثلاث الأولى.

أما الدول التي تشهد أقل عدد من طلبات اللجوء فهي تشيكيا وسلوفاكيا والمجر.

وحتى نهاية أكتوبر، تم تقديم نحو 22,000 طلب لجوء في النمسا، كان 58% منها من الذكور.

وأشار التقرير إلى أن أكثر من نصف هذه الطلبات قدمها أشخاص تحت سن 18 عاماً، ويرجع ذلك جزئياً إلى ارتفاع عدد حالات لمّ الشمل العائلي في بداية العام، والذي شهد تراجعاً ملحوظاً في الأشهر الأخيرة.

وبحسب المصدر المذكور فإن أكبر عدد من طلبات اللجوء تم تقديمه من قبل اللاجئين السوريين، حيث بلغ عددها أكثر من 12,000 طلب.

وفيما يتعلق بالقرارات الصادرة، تم منح أكثر من 14,900 شخص قراراً إيجابياً بشأن اللجوء، بينما تم منح نحو 6600 شخص “حماية فرعية”، و 1200 شخص حصلوا على إقامة إنسانية.

وعلى صعيد الوضع في أوروبا، لفت التقرير إلى استمرار الضغط على الحدود البرية والبحرية مع تركيا، حيث سجلت الوكالات الأوروبية المعنية زيادة في حالات العبور غير القانوني بنسبة 14%، ليصل العدد إلى نحو 57,000 حالة. بالمقابل، تراجعت عمليات العبور غير القانونية عبر منطقة البلقان بنسبة 80%. وبالنسبة لأرقام الترحيل، فقد بلغ إجمالي عمليات الترحيل 11,231 حالة، منها 5433 عملية مغادرة طوعية و5798 ترحيل قسري.

ووفق موقع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين تستضيف النمسا حوالي 146,000 لاجئ وآخرين من حملة صفة الحماية الفرعية، وأكثر من 18,000 طالب لجوء. ويشكل السوريون معظم اللاجئين (ما يقرب من 58,000) يليهم الأفغان (حوالي 41,000)، وهم أيضاً من الجنسيات الأولى من حيث طالبي اللجوء.

وارتفع عدد السوريين المقيمين في النمسا، الفارين من الحرب في وطنهم، بأكثر من ثمانية أمثال بين عامي 2015 و2024، بحسب البيانات الرسمية، إذ بلغ عددهم 95180 شخصا في يناير الماضي.