حصد الفيلم الوثائقي "ذاكرتي مليئة بالأشباح" للمخرج السوري "أنس زواهري"، جائزة نجمة مهرجان الجونة السينمائي المصري الدولي، لأفضل فيلم وثائقي عربي مناصفة مع الفيلم المصري "رفعت عيني للسماء" للمخرجين ندى رياض وأيمن الأمير. وهو العرض العربي الأول للفيلم بعد عرضه بمهرجانات دولية سابقة وحصوله على عدة جوائز.
ويروي الفيلم عبر 75 دقيقة تجربة العيش في حمص بعد الدمار الكبير الذي تعرضت له المدينة خلال السنوات القليلة الماضية، ويوثق ألم ومرارة استعادة ذكريات ما قبل 2011، كما يستكشف واقع الناس بين الماضي والحاضر عبر صور ذاتية لأهالي المدينة المتعبين وجهودهم الكبيرة لاستعادة حياتهم العادية.
وبحسب الموقع الإلكتروني لمهرجان الجونة السينمائي ففيلم "ذاكرتي مليئة بالأشباح" هو مرثية بصرية تستكشف واقعًا مُحاصَراً بين الماضي والحاضر والمستقبل في مدينة حمص السورية. ومن خلف صورة السكان المنهَكين الباحثين عن حياة طبيعية، تبرز ذكريات مدينة يسكنها الدمار والفقد بعد أن هجّر عدد كبير من أبنائها واستوطنها الأغراب.
ورأى الناقد السينمائي "قيس قاسم" في توصيفه لفيلم "ذاكرتي مليئة بالأشباح" أن مدينة حمص تبدو فيه خاوية لا روح فيها. مدينة سَلَبت الحرب والصراعات المسلحة التي شهدتها روحها، فغدت كئيبة يتحرك العائدون إليها أو الباقون فيها وكأنهم منعزلون عنها، هائمون في فراغها. اللقطات القريبة والثابتة المأخوذة لشوارعها وللحياة اليومية فيها، تشي بفراغ ثقيل يشبه ذاك الذي يسود بعد حدوث الكارثة. ذكريات من يقابلهم من دون أن يهتم كثيراً بعرض وجوههم تتساوق مع حالها. وأضاف القاسم أن الحمصيين لم يعودوا كما كانوا قبل الحرب الأهلية، ولم يعد للضحكة التي عُرفوا بها وجود. تلاشت كما تلاشت ملامح مدينتهم وباتت خرائب.
والعائدون إليها بعد أن ضاقت بهم سبل العيش خارجها لم يتعرفوا عليها بل بدت بالنسبة إليهم غريبة وهم أيضًا غرباء فيها، لم يجدوا من جاؤوا من أجلهم.
وبدوره عبر مخرج الفيلم "أنس الزواهري" في منشور على حسابه عبر "فيسبوك" عن سعادته بفوز فيلمه مناصفة بجائزة نجمة الجونة لأفضل فيلم عربي وثائقي في مهرجان الجونة السينمائي في مصر.
يذكر أن الفيلم حاز سابقاً على الجائزة الأولى في مهرجان الأفلام الوثائقية بالدنمارك، ونال إشارة من مهرجان "رؤى الواقع" السينمائي في سويسرا، وجائرة أفضل قصة من مهرجان "بيونس أيرس" السينمائي الدولي.
*تعزيز التواصل بين الثقافات
ويُعد مهرجان الجونة السينمائي واحدًا من أبرز المهرجانات في منطقة الشرق الأوسط، ويهدف إلى تقديم مجموعة متنوعة من الأفلام لجمهور شغوف ومتحمس للفن السينمائي. يسعى المهرجان إلى تعزيز التواصل بين الثقافات عبر السينما وربط صناع الأفلام في المنطقة بنظرائهم الدوليين، بهدف تشجيع التعاون والتبادل الثقافي. كما يلتزم المهرجان باكتشاف أصوات سينمائية جديدة، ويطمح لأن يكون محفزًا لتطوير السينما في العالم العربي، خاصة من خلال "منصة الجونة السينمائية"، ذراعه الصناعية المخصصة لدعم وتطوير مشاريع السينما.
وشارك في النسخة السابعة من المهرجان هذا العام 55 فيلمًا روائيًا طويلًا ووثائقيًا، إضافة إلى 16 فيلمًا قصيرًا من 40 دولة حول العالم، ومن بين هذه الأفلام، 6 أفلام عرضها العالمي الأول، فيما قُدمت 12 تجربة سينمائية لمخرجين جدد.
*صيف… مدينة وكاميرا
وأنس زواهري مخرج سينمائي ومونتير ومنتج مستقل، تخرج في التصميم الهندسي الداخلي عام 2009. وتلقى العديد من الورش في مجال السينما. في عام 2022، شارك في برنامج المواهب في بيروت في لبنان.
أخرج الفيلم القصير "يوم عادي جدًا" عام 2020 والفيلم الوثائقي القصير "صيف… مدينة وكاميرا" عام 2022. وشارك الفيلمان في العديد من المهرجانات المحلية والدولية وفازا بالعديد من الجوائز.
كما أنجز فيلمه الوثائقي الطويل الأول "ذاكرتي مليئة بالأشباح" عام 2024 وحصل الفيلم على عرضه العالمي الأول في مهرجان فيزيون دو ريل.
عمل منتجاً خلال مرحلة تطوير الفيلم الوثائقي "البيت رقم 7". ويعكف حاليا على تطوير فيلمه القصير "رجل عاش بعد المعركة" وإنتاج فيلم بعنوان "على حافة..".
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية