أفاد خفر السواحل اليوناني أن 4 مهاجرين قضوا غرقاً أول أمس الأربعاء 6 تشرين الثاني نوفمبر بعد انقلاب زورقهم قبالة مدينة براسونيسي الواقعة على الطرف الجنوبي من جزيرة رودس، بينما تمكن 25 شخصا آخرين من الوصول إلى الشاطئ.
وذكرت التقارير أن الضحايا، وهم ثلاثة رجال وامرأة، أجبروا على القفز من على متن السفينة من قبل مهرب مشتبه به، ثم تخلى عن السفينة في شرق بحر إيجه.
ومع ذلك، تم العثور على مجموعة من 25 شخصًا على قيد الحياة على الأرض، حيث حددت الشرطة المحلية في البداية 11 شخصاً حوالي منتصف الليل، ثم الأفراد المتبقين بعد ذلك بوقت قصير.
*روايات الناجين
ونقلت صحيفة newsweek الأمريكية على موقعها الإلكتروني روايات الناجين الذين أكدوا أنهم كانوا في طريقهم إلى اليونان من تركيا بالقارب السريع عندما طلب منهم المهرب مغادرة القارب إلى الماء.
ورداً على ذلك، أطلق خفر السواحل اليوناني عملية بحث وإنقاذ، لكنه ألغى العملية بعد ظهر الأربعاء بعد أن تأكد المسؤولون من عدم فقدان أي أشخاص آخرين.
وفيما أفاد ناشطون أن من بين الغرقى مهاجرين سوريين أشارت مصادر يونانية إلى أن جنسيات المهاجرين غير واضحة.
وفي حديثهم للسلطات، قال الناجون إنهم كانوا متوجهين إلى الجزيرة اليونانية من الساحل التركي القريب بالقارب السريع، عندما أجبرهم المهرب الذي كان يقود الزورق على القفز إلى الماء قبل أن يغادر المكان.
وأفاد الناجون أنه لا يوجد مفقودين، ومع ذلك فإن عمليات البحث والإنقاذ مستمرة لتحديد أماكن المفقودين المحتملين من على متن القارب.
وفي حين شهدت جزيرة رودس القريبة من تركيا عددا متزايدا من طالبي اللجوء الذين وفدوا إليها في الأشهر الأخيرة، أصر رئيس البلدية ألكسندروس كولياديس في تصريحات لصحيفة "رودياكي" المحلية، على أن الجزيرة لا تواجه "مشكلة هجرة" بل تعاني من "نقص في الطواقم وخفر السواحل وعناصر الشرطة لتسجيل المهاجرين، كي يتسنى نقلهم بسرعة إلى مخيمات في البر الرئيسي أو الجزر المجاورة".
*المأساة الجديدة
وفي المقابل، استنكرت منظمة "Aegean Boat Report" غير الحكومية ما وصفته "بالمأساة الجديدة"، وقالت على منصة "إكس"، أنه في ظل "غياب مسارات آمنة وقانونية للأشخاص الباحثين عن الحماية، فسيتم فقدان المزيد من الأرواح".
وتأتي هذه المأساة الأخيرة في الوقت الذي تكافح فيه اليونان للتعامل مع تدفق متزايد للمهاجرين، وكثير منهم مدفوعون بالصراعات والصعوبات الاقتصادية.
وتقع اليونان على طريق شائع إلى الاتحاد الأوروبي بالنسبة للأشخاص الفارين من الحرب والفقر في أفريقيا وآسيا والشرق الأوسط، حيث يتجه عشرات الآلاف إلى الجزر اليونانية، عادة في قوارب التهريب من الساحل التركي القريب، أو يقومون برحلة أطول وأكثر خطورة عبر البحر الأبيض المتوسط من شمال أفريقيا.
وبحلول أوائل نوفمبر/تشرين الثاني، تم تسجيل دخول أكثر من 50 ألف مهاجر إلى اليونان هذا العام، وأكثر من 43 ألفاً منهم عبروا البحر، وفقاً لبيانات مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.
*سياسات أكثر صرامة
وردًا على ذلك، دعا وزير الهجرة نيكوس باناجيوتوبولوس مؤخرًا إلى تطبيق سياسات أكثر صرامة من جانب الاتحاد الأوروبي بشأن الهجرة واقترح إنشاء مرافق احتجاز على جزر مثل رودس وكريت لإدارة أعداد الوافدين المتزايدة بشكل أفضل.
وأصبح طريق وسط البحر الأبيض المتوسط سيئ السمعة باعتباره أحد أكثر المعابر دموية للمهاجرين. ففي العام الماضي وحده، سجلت الأمم المتحدة أكثر من 2500 حالة وفاة أو اختفاء في هذا الامتداد المائي.
وحتى الآن في عام 2023، فقد ما لا يقل عن 1047 شخصًا حياتهم أثناء محاولتهم القيام بهذه الرحلة، مما يسلط الضوء على المخاطر الجسيمة التي يواجهها المهاجرون أثناء محاولتهم العبور إلى بلدان أخرى.
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية