تتجه الحكومة الهولندية إلى تصنيف أجزاء من سوريا على أنها آمنة، الأمر الذي قد يكون له عواقب على وضع إقامة طالبي اللجوء.
وأفادت وسائل إعلام هولندية أن حزب الحرية ومجلس الأمن القومي في البلاد توصلا إلى إعلان أجزاء من سوريا آمنة، والحد من لم الشمل للعائلات، وتقليل صلاحية الإقامة، مما سيكون له تأثيرات سلبية على وجود اللاجئين السوريين في البلاد، ووفقا للخبراء فإن هذه الخطوة ليست أكثر من مجرد سياسات رمزية تجعل الاندماج صعباً. "إذا لم يكن البلد الأصلي آمنًا، فلا يمكنك إعادة حامل الحالة".
وبحسب صحيفة telegraaf الهولندية تريد الحكومة الآن، وفقاً لمسودة رسالة من رئيس الوزراء "ديك شوف" تشديد سياستها المحلية تجاه سوريا.
وفي الوقت الحالي، لا تزال البلاد بأكملها توصف بأنها غير آمنة. لكن الحكومة تدرس ما إذا كانت ستعتبر بعض أجزاء سوريا آمنة من الآن فصاعدا. وهذا يعني أن طالبي اللجوء من هذه المناطق لن تتاح لهم فرصة الحصول على وضع الإقامة في هولندا وقد يتم إعادتهم مرة أخرى.
ويمنع حكم صدر مؤخراً عن محكمة الاتحاد الأوروبي الدول الأعضاء من إعلان مناطق معينة فقط من الدولة آمنة، وتعهد الاتحاد الأوروبي بالعمل مع لبنان لاستكشاف خيارات عودة المهاجرين السوريين في المستقبل.
ووفق المصدر ذاته فهولندا ليست الأولى التي تتخذ مثل هذه الخطوة، فلدى النمسا وإيطاليا والدنمارك خطط أو اعتبارات مماثلة، وفي قمة الاتحاد الأوروبي الأسبوع الماضي، استخدم المستشار النمساوي "كارل نيهامر" عودة مئات الآلاف من اللاجئين السوريين من لبنان زاعماً أن سوريا أصبحت بلداً آمناً مرة أخرى.
وبدأ اللاجئون السوريون بالعودة إلى بلادهم التي هجروا منها وذلك بسبب الوضع الخطير في لبنان خلال العملية العسكرية الإسرائيلية ضد معقل حزب الله المستمرة حتى الآن.
- تطبيع العلاقات مع الأسد
وأفادت تقارير إعلامية دولية مختلفة أن الزعيمة الإيطالية جيورجيا ميلوني ذهبت خطوة أخرى إلى الأمام خلال قمة الاتحاد الأوروبي.
ويقال إن رئيس الوزراء اقترح تطبيع العلاقات مع نظام الأسد لتسهيل عودة المهاجرين. ولطالما أرادت رئيسة الوزراء الدنماركية ميتي فريدريكسن إعادة السوريين.
- خارج السيطرة
ووفقا لمنظمات حقوق الإنسان، فإن البلاد ليست آمنة على الإطلاق بعد. علاوة على ذلك، منذ هذا الشهر، صدر حكم جديد من محكمة الاتحاد الأوروبي في لوكسمبورغ ينص على أنه لا يُسمح للدول الأعضاء بإعلان مناطق معينة فقط من بلد ما آمنة.
ولطالما أراد لبنان المجاور إعادة الأشخاص إلى مناطق آمنة. وصرح رئيس الوزراء اللبناني المكلف "نجيب ميقاتي" في مايو أيار الماضي، خلال مؤتمر صحفي مع زعيمة الاتحاد الأوروبي أورسولا فون دير لاين، أن الوضع معرض لخطر الخروج عن نطاق السيطرة بشكل متزايد بسبب التوترات بين المهاجرين السوريين ومختلف المجتمعات اللبنانية.
وتم تجنب الأزمة في الوقت الحالي، لكن المخاطر لا تزال قائمة.
وكانت فون دير لاين في بيروت لتوقيع اتفاق الهجرة مع لبنان. وتعهدت بروكسل بالنظر معا في احتمالات عودة المهاجرين السوريين في المستقبل.
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية