عام من الإبادة في غزة.. أرقام مرعبة وصمت جبين الإنسانية بالعار

"عام من الحرب في غزة" تقول الدول الغربية ووسائل إعلامها "الحر"، دون تصوير ما يجري على أرض القطاع، الذي يؤوي أكبر كثافة سكانية في العالم، على أنه إبادة جماعية، استخدمت إسرائيل فيها سياسة الأرض المحروقة، على مدى 12 شهرا صبت خلالها النيران فوق رؤوس الأطفال والنساء والشيوخ؛ هناك في القطاع حيث لا يوجد بقعة آمنة يعصم إليها الهائمون على وجوههم.

الأمم المتحدة قالت في تقاريرها إنه تم تهجير كامل سكان غزة، وعدد كبير منهم نزحوا عدة مرات، ولم يجدوا مكانا آمنا يذهبون إليه.

وقال المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) فيليب لازاريني، يوم الاثنين، إن "عام من الحرب الوحشية" يحيل قطاع غزة إلى "مقبرة لعشرات آلاف الفلسطينيين، بينهم عدد كبير جدا من الأطفال"، مضيفا: "مر عام تتعرض فيه العائلات في غزة يوميا لمعاناة لا توصف، حيث أصبح النزوح القسري والمرض والجوع والموت هو القاعدة اليومية لمليوني شخص محاصرين في جيب مدمر.. عام من الحرب الوحشية يحيل قطاع غزة إلى بحر من الأنقاض لا يمكن التعرف عليه".

ارتفعت حصيلة الضحايا بسبب الحرب الإسرائيلية ضد فلسطينيي القطاع إلى 41 ألفا و909 شهداء، و97 ألفا و303 مصابين منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، حسبما أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة، يوم الاثنين.

وقالت الوزارة: "ارتفاع حصيلة العدوان الاسرائيلي إلى 41 ألفا و909 شهداء و97303 مصابين منذ السابع من أكتوبر الماضي"، كما خلفت الإبادة نحو 10 آلاف مفقود، ودمارا هائلا في الأبنية السكنية والبنى التحتية، ومجاعة قاتلة لا سيما في الشمال أودت بحياة أطفال ومسنين.

في تقرير آخر أكدت الوزارة أنه "تم استهداف ما يقارب 65 بالمئة من المؤسسات الصحية (الحكومية – الأهلية – الخاصة – وكالة الغوث – الدولية) وما تبقى يعمل بشكل جزئي وبنسبة إشغال 300 بالمئة، وبالخصوص أقسام العناية المركزة والحضانات".

وشددت على أن الجيش الإسرائيلي دمر البنية التحتية وشبكات الصرف الصحي ومنع إدخال المنظفات ومواد التعقيم ما أدى إلى انتشار الأوبئة والأمراض مثل التهاب الكبد الوبائي وشلل الأطفال والأمراض الجلدية.

وذكرت أن 12 ألف مريض سرطان لا يستطيعون تلقي العلاجات الأساسية ولا حتى المسكنات، إضافة إلى 50 ألف امرأة حامل محرومه من الخدمات الصحية ورعاية الأمومة، كما أن مئات من مرضى غسيل الكلى فارقوا الحياة نتيجة عدم توفر رعاية صحية لهم وانعدام خدمات غسيل الكلى في كثير من المستشفيات. 

خلال عام كامل حرم أطفال القطاع من مدارسهم، لكن بعضهم قصد مدرسته لاجئا ورغم ذلك تم قصفها مع أنها ترفع اسم "أونروا"، وبلغ عدد المباني المتضررة أو المدمرة بشكل معتدل أكثر من 120ألفا، وبلغ عدد الوحدات السكنية التي تضررت أو دمرت أكثر من 215ألفا، ونسبة المباني التي تضررت أو دمرت 66%.

وبلغ إجمالي التكلفة المقدرة لحجم الأضرار الناجمة عن الأشهر الثلاثة الأولى من الحرب 5ر18مليار دولار، وبلغ حجم الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية في غزة نسبة الطرق الرئيسية التي تضررت أو دمرت أكثر من 92، فيما بلغت نسبة المرافق الصحية التي تضررت أو دمرت أكثر من 84%، كما بلغت نسبة مرافق المياه والصرف الصحي التي تضررت أو دمرت 67%، وطول الشبكة الكهربائية التي دمرت 510 كيلومترات (320 ميل).