أكدت "مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا"، أن اللاجئين الفلسطينيين السوريين في لبنان يعيشون معاناة إنسانية شديدة في ظل التصعيد الإسرائيلي الخطير والقصف المستمر، خاصة أولئك الذين نزحوا من مدينة صور جنوب لبنان إلى باقي البلدات والمدن اللبنانية، حيث يعانون من صعوبة في إيجاد ملجأ آمن، بالإضافة إلى الغياب الملحوظ لدور المنظمات والجهات المعنية برعاية شؤونهم، مما أدى إلى تفاقم مأساتهم وزيادة معاناتهم.
وقالت المجموعة في تقرير إن فلسطينيي سوريا في لبنان الذين هربوا من ويلات الحرب في سوريا، وجدوا أنفسهم أمام حرب أخرى في لبنان، يعيشون مرارتها بين فكي كماشة الحرب؛ فعدد كبير منهم لا يستطيعون العودة إلى سوريا خوفاً من الاعتقال والملاحقة الأمنية، والبعض الآخر فقد كل ما يملك بسبب القصف الذي طال منازلهم وحولها إلى ركام، ناهيك عن الأوضاع الاقتصادية المتردية في سورية وعدم توفر حياة كريمة لهم.
وأكدت أنه مع ارتفاع حدة التوتر وما شهده لبنان من قصف كثيف وعنيف غير مسبوق لضاحية بيروت الجنوبية ومختلف مناطق لبنان، لاسيما بعلبك والبقاع، تتزايد مخاوفهم من احتمال اتساع رقعة المواجهات وإقدام قوات الاحتلال الإسرائيلي على الاجتياح البري للبنان. وفي حال حدوث ذلك، قد تكون العواقب الإنسانية وخيمة على كافة المدنيين اللبنانيين والفلسطينيين، مما سيؤدي إلى تدهور أوضاعهم الإنسانية المعدمة أصلاً، ويجعلهم يشعرون بأنهم قد تُركوا لمصيرهم، ويعيشون في ظروف مأساوية بلا حلول تلوح في الأفق.
ووفقاً لقاعدة بيانات الأونروا، 89% من اللاجئين الفلسطينيين من سوريا في لبنان يعيشون تحت خط الفقر، و95% منهم يفتقرون للأمن الغذائي. أكثر من 90% من اللاجئين الفلسطينيين السوريين في لبنان يعتمدون على المساعدات النقدية التي تقدمها الأونروا باعتبارها المصدر الرئيسي للدخل.
وأضافت: "في خضم هذه المأساة الإنسانية المتفاقمة، يناشد فلسطينيو سورية المجتمع الدولي لوقف نيران هذه الحرب وتأمين ممرات إنسانية آمنة لهم، كما يطالبون وكالة الأونروا والمنظمات الإنسانية بتقديم الدعم لهم، مع وجود حاجة ماسة لتوفير المأوى الآمن، والمساعدات الغذائية والطبية، فضلاً عن ضرورة إيجاد حلول مستدامة لوضعهم القانوني والإنساني المعقد".
وقالت إن قصة فلسطينيي سوريا في لبنان هي تذكير بمأساة شعب بأكمله عانى من ويلات احتلال الأرض والتشرد في أصقاع الأرض واللجوء والنزوح مرات ومرات، وعدم الشعور بالاستقرار والأمان، يمني النفس بالعودة إلى وطنه السليب والعيش فيه بكرامة واطمئنان.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية