ألقت السلطات التركية أول أمس الجمعة القبض على خمسة أشخاص مشتبه بهم في جريمة قتل طفل سوري في منطقة غازي عثمان باشا بإسطنبول.
وفي يوم 21 سبتمبر، أطلق شخصان النار على الطفل السوري "عبد اللطيف دوارة" 15 عاماً في حديقة بمنطقة غازي عثمان باشا بإسطنبول، وتوفي الطفل في نفس اليوم في مستشفى أثناء تلقيه العلاج.
وأفاد ناشطون حينها أن المهاجميْن كانا يرتديان أقنعة وملابس سوداء وأطلقوا 12 رصاصة على عبد اللطيف وأصدقائه دون معرفة الأسباب والدوافع فأصيب عبد اللطيف في ساقه و خاصرته، و حاول الزحف مبتعداً عن ميدان الإعتداء وحينها قام أحد المعتدين بالعودة إليه و إطلاق الرصاص عليه بشكل مباشر.
وفي بيان صدر في 24 سبتمبر، قالت شرطة إسطنبول إنها اعتقلت خمسة أشخاص وأضافت أن المشتبه بهم "تشاجروا مع المتوفى في الماضي ويُعتقد أن الحادث كان بدافع الانتقام". كما صادرت الشرطة مسدسين غير مرخصين ودراجة نارية واحدة يعتقد أنها مرتبطة بإطلاق النار.
وحسب ما ذكر موقع stockholmcf نقلاً عن وكالة أنباء "دي إتش إيه" الخاصة كان عبد اللطيف دوارة الذي فر من سوريا التي مزقتها الحرب مع عائلته، يلعب مع أصدقائه في حديقة محلية عندما أطلق رجلان يرتديان ملابس سوداء وأقنعة النار عليه.
*لاذوا بالفرار
وفقًا لشهود عيان ومقاطع فيديو من كاميرات المراقبة. أطلق المهاجمون النار على الصبي 12 مرة قبل أن يلوذوا بالفرار. وتوفي عبد اللطيف لاحقًا متأثرًا بجراحه.
وكان عبد اللطيف يعيش مع عمه مصطفى دوارة في غازي عثمان باشا منذ وقوع الزلازل الكبرى في فبراير 2023، والتي قُتلت فيها والدته وإخوته. وكان يعمل في مصنع للنسيج لكسب لقمة العيش.
وبعد إطلاق النار، تم نقل عبد اللطيف إلى مستشفى قريب للولادة، والذي لم يكن مجهزًا للتعامل مع شدة إصابته. ثم تم نقله إلى مستشفى في منطقة باشاك شهير بإسطنبول، ولكن بحلول الوقت الذي وصل فيه إلى هناك، كان الأوان قد فات لإنقاذ حياته.
وتم دفن جثمان عبد اللطيف في كيليس، وهي بلدة بالقرب من الحدود السورية حيث استقرت عائلته بعد الفرار من الحرب.
وهزت الحادثة التي وقعت في منطقة غازي عثمان باشا في إسطنبول مجتمع اللاجئين المحلي وأدت إلى اتهامات بهجوم بدوافع عنصرية، وسلطت جريمة القتل هذه الضوء على التوترات العنصرية المستمرة في أجزاء من تركيا، حيث يواجه اللاجئون السوريون العداء في كثير من الأحيان.
وتستضيف تركيا نحو 3.2 مليون لاجئ سوري، وقد اندلعت أعمال العنف المعادية للأجانب، والتي غالبا ما تغذيها شائعات على وسائل التواصل الاجتماعي، عدة مرات في السنوات الأخيرة.
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية