أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

منصات التعليم عن بعد.. محاولات للحفاظ على الهوية الثقافية لأطفال سوريا المغتربين

صورة تعبيرية - أرشيف

تُعَدّ هذه المنصات، وسيلة حديثة، مساهمة فعالة في الحفاظ على الهوية الثقافية واللغوية للأطفال السوريين المقيمين في بلاد اللجوء.

وفي ظل الظروف الصعبة التي يواجهها الكثير من السوريين في الغرب، يصبح التعليم عبر هذه المنصات أمرًا ضروريًا للحفاظ على تواصل الأجيال مع ثقافتهم ولغتهم الأم، عبر برامج تعليمية متميزة ومستمرة، يتاح للأطفال التفاعل مع معلمين ماهرين، مما يُسهِم في تطوير مهاراتهم اللغوية والدينية.

 *تجارب واقعية
المعلمة "غزوة محمد" تقول إن معظم المنصات يركز على تدريس اللغة العربية وتلاوة القرآن الكريم.

واعتبرت أن الدروس القصيرة والمُفعمة بالإثارة، يجعل التجربة أكثر تشويقا.

المعلمة التي تعمل في "أكاديمية وحي" إن المتابعة الدائمة من قِبَل المدرسين، بالإضافة إلى دعم من أولياء الأمور، يُعزز من جودة التعلم ويُشجِّع الأطفال على التزامهم بهذه الدروس.

تكشف المعلمة أن هناك إقبالا متزايدا على التعليم من قبل سوريين في أوروبا، مشيرة إلى اللهفة والاهتمام الذي يظهره أولياء الأمور في تعليم أبنائهم اللغة العربية والقرآن الكريم، وحرصهم الكبير على الحفاظ على هويتهم الثقافية.

وهذا ما يعكس الشغف من قبل الأولياء وعيهم بأهمية التعليم اللغوي في الحفاظ على القيم والتقاليد، حسب وصفها.

وتضيف "غزوة" بأن بعض الطلاب السوريين الذين يقيم أهاليهم في دول الخليج والسعودية يجدون صعوبة في تعلم اللغة العربية في المدارس الخاصة، وتشير إلى دور الأكاديمية كبديل ملائم يلبي احتياجات هؤلاء الطلاب السوريين الساعين للحفاظ على لغتهم الأم.

تُظهر التجارب أن التعليم عن بُعد يقدم فوائد جمّة، حيث يُتيح للأطفال فرصة تعلُّم اللغة العربية والقرآن الكريم من أي مكان، ما يُسهِّل وصولهم إلى تعليم عالي الجودة. كذلك، تُساهم هذه المنصات في بناء مجتمع تفاعلي، حيث يتبادل الطلاب وأولياء الأمور تجاربهم وأفكارهم، ما يُعزّز من شعورهم بالانتماء.

وأشادت إحدى الأمهات بالتقدم الكبير الذي أحرزته ابنتها في مشروع القراءة العربية السليمة، مُشيرةً إلى دور بارز لمنصة "وحي" في هذا المجال. يُظهر هذا التعليق التأثير.

*الفوائد النفسية والاجتماعية
تأثير هذه المنصات لا يقتصر على الجانب الأكاديمي فقط، بل يمتد ليشمل الفوائد النفسية والاجتماعية.

يشعر الأطفال بالارتباط مع ثقافتهم ولغتهم، مما يقلل من شعورهم بالغربة والابتعاد عن الوطن، مما يؤدي إلى اكتسابهم شعورًا بالهوية والانتماء، وهو أمر ضروري في مراحل نموهم.

*المستقبل والتطلعات
مع زيادة الطلب على التعليم عن بُعد، من المتوقع أن تستمر منصات التعليم في النمو والتطور. ومن خلال تطوير برامج تعليمية جديدة، يُمكن لهذه المنصات أن تُلبي احتياجات شريحة أوسع من الطلاب السوريين في المنافى.

في الختام، تُظهر المنصات ودورها الفعّال أن التعليم عن بُعد يمكن أن يكون أداة قوية في الحفاظ على الهوية الثقافية، كما يُعد استمرار دعم الأهل والمجتمع عاملاً حاسمًا في نجاح هذه المبادرات.

وبفضل جهود هذه المنصات، يُمكن للأجيال الجديدة من السوريين أن تظل متصلة بجذورها وتحقق نجاحًا في بيئتها الجديدة.

حسن قدور - زمان الوصل
(33)    هل أعجبتك المقالة (14)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي