أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

حكيم باب الحارة في حوار مع الجزيرة توك :أنا علماني علماني و لن أكون أبوصياح

أنا مع انتقادات ترسيخ صورة المرأة المظلومة لكن هذا هو تاريخنا المليء بالعذبات و القسوة

أثار و يثير مسلسل باب الحارة الذي جمع عدد كبيراً من النجوم داخل بيئة دمشقية قديمة تحمل أرثا كبيراً من العادات و الأعراف و التقاليد العديد من الأسئلة المجتمعية عن ماضي و حاضر الحياة ا
لاجتماعية العربية , و حرك المسلسل مزاج و اهتمام الشارع العربي بكل فئاته في ظل الزحمة الدرامية الرمضانية , و لعل أبوعصام الشخصية الإنسانية الأهم في هذا المسلسل و التي جسدها الفنان عباس النوري , و استطاعت جذب اهتمام و تعاطف شريحة واسعة من مشاهدي الشاشات العربية في الوطن العربي و المغترب , أبو عصام خص الجزيرة توك بهذا الحوار .

الجزيرة توك : من هو ابوعصام و ما سره مع عباس النوري ...؟
عباس النوري : أبو عصام شخصية من الواقع المعاش و هو شخصية موجودة في البيئة الشامية عموماً و كتبت في زمن الاحتلال الفرنسي لسوريا و في ذلك الزمن لم يكن هناك طب بمعناه الحالي فكان أبو عصام يعمل ( حكيم ) بمفهومين الطبي و الاجتماعي , هذا الرجل يتمتع بخلاصة تجربة كبيرة جداً اجتماعية و مهنية , و شخصية من هذا النوع تبدوا متكررة في حياة الشام القديمة و في الموروث الشعبي الشامي و هناك شخصيات شبيه جداً بهذه الشخصية التي ما زالت موجودة حتى اليوم بإشكال مختلفة كبائعي العطارة , و ما يميز هذه النوعية من الرجال أنهم ليسوا رجال حرب فهم غير صداميين بل لديهم فهم حقيقي للحياة و مسالمين الى حد كبير , و ابوعاصم شخصية مغامرة في كتابتها محورية في هذا الجزء من باب الحارة و تدور حولها و ليس بفعلها أحداث مهمة جداً , فتقوم بأشياء خطيرة و مهمة جدا بصمت و دون ضجيج ....
, و يعكس المسلسل أيضا عادات و تقاليد الأسرة الشامية و كيف كان لها قيم خاصة متمسكة بها بشكل كبير ...

الجزيرة توك : إلا تخشى من تأطير نفسك داخل شخصية "الرجل الشامي القديم" من خلال قيامك بدور مهم في عدد من المسلسلات الشامية الناجحة مثل أيام شامية و ليالي الصالحة و أخيرا باب الحارة بجزئية ..؟
عباس النوري : لا أخفيك اخشي على نفسي من هذا التأطير خصوصاً من الجمهور و قبولي من جانبه على هذه الشاكلة أكثر من غيرها ...
و أنا لا أحب إلا أن أكون ممثلاً يصلح لاي دور , و لي تجارب كثيرة في هذا المضمار و في هذه السنة بالذات قدمت أكثر من شخصية في أكثر من عمل , هناك أعمال منعها التلفزيون السوري منها الحصرم الشامي قدمت فيها شخصيات مختلفة تماماً عن شخصية أبو عصام , و لو شاهدها الجمهور سيحكم حتماً على طبيعة أدائي المتنوع , فانا اعمل على عدم تنميط نفسي و لا أريد أن أكون أبو صياح أو غوار الطوشي , أعمالي متنوعة و الشخصيات التي أؤديها متنوعة أيضا فأنا بالنهاية ممثل ..

الجزيرة توك : كيف تقيم الشعبية الكبيرة لباب الحارة في بلدان بعيدة عن اللهجة و البيئة الشامية ..؟
عباس النوري : هناك جاذبية كبيرة و حميمية للتراث الشامي كون الشام أول حاضرة في المنطقة و لها مكان في نفوس الشعب العربي جميعاً , و أنا لا استغرب هذه الشعبية للمسلسل و كنت سأستغرب لو كان العكس فالمنطق أن ينجذب الناس لهذا المسلسل و لنمط الحياة الشامية و هناك مثل يدلل على حب الناس للشام يقول (إذا بدك تعيش عيشة هنية تجوز و حدي شامية) , و هذا التراث بمفرده ممكن ان يؤسس لحب حقيقي من قبل كل الشعوب للبيئة الشامية و العائلة الشامية القديمة ...

الجزيرة توك : ينتقد البعض باب الحارة و يقولون انه يرسخ صورة المرأة الضعيفة , و يمتدحه آخرون بأنه يرسخ صورة العادات العربية الجميلة من الكرم و الشهامة و غيرهما , كيف تنظر لأمرين ..؟
عباس النوري : لا انصب نفسي منظراً لأهداف المسلسل و لا مروجاً لها , أنا مع أي مشاهد ينتقد أو يصفق للمسلسل فرأي الناس هو الحاسم مهما احتضن المسلسل من نجوم , بابا الحارة انتقده البعض في سوريا و حتى من دول الخليج في انه يرسخ صورة المرأة المظلومة المغلوبة على أمرها و الخادمة للرجل , أنا مع هذه الانتقادات و لكن يجب أن ننظر إلى أننا لا نقدم مقوله في مقالة صحفية بل نقدم تجربة اجتماعية لها و عليها , وعلى فكرة أنا لست محافظاً بل علمانياً علمانياً علمانياً جداً , و ما حصل بباب الحارة أننا قدمنا بيئة قديمة لها خصوصيتها و شخوصها و ليس علينا إذا أردنا أن نجمل الأفكار أن نجمل التاريخ , و أفكارنا ستكون جميلة بمقدار حرية الرأي في تاريخنا المليء بالعذابات و القسوة و بالذل و كفانا افتخار بالمجان فللنظر للتاريخ كما هو ..

الجزيرة توك : بعيداً عن باب الحارة هل هناك فكرة عمل بالهجة المصرية , و ماذا عن ما سمعناها عن بطولتك لمسلسل مصري يجسد حياة الفنان أنور وجدي ..؟
عباس النوري: من حوالي الثلاث ساعات و صلت إلى دمشق قادماً من القاهرة , حيث كنت بضيافة برنامج للإعلامية صفاء أبو السعود و عدد من الفنانين , و هناك أكثر من فكرة و اقتراح لكن لم يحصل أي خطوة جدية حتى الآن , و بالنسبة لتجسيد شخصية الفنان الكبير أنور وجدي هناك كلام قيل بخصوص هذا العمل و دفعت أن أجسد هذه الشخصية التي أتمنى أن أجسدها فيما لو كتبت بنص جميل , لكنها فكرة ما زالت بأدراج احد المنتجين .
الجزيرة توك : كل الحب و الشكر أستاذ عباس ..


فتحي ابراهيم بيوض - الجزيرة توك - دمشق
(173)    هل أعجبتك المقالة (177)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي