أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

محكمة هولندية تنظر في قضية مقتل الشابة السورية "ريان النجار" في أيار الماضي

بدأت محكمة هولندية النظر في قضية مقتل الفتاة السورية "ريان النجار" التي تم العثور على جثتها في بركة مستنقع بالقرب من محمية طبيعية في ليستاد بتاريخ 28 مايو- أيار الماضي، وكانت يداها مقيدتين خلف ظهرها وفمها وأنفها مغطيان بشريط لاصق، واعتقل شقيقان لهما على خلفية الجريمة.

ونفى الشقيقان "مهند" 24 عاماً، و"محمد" 22 عاماً المحتجزان منذ بداية يونيو/حزيران مسؤليتهما عن مقتل شقيقتهما، ملقين باللوم على والدهما الذي فر من هولندا ويعيش في سوريا حالياً، ويقال إن "ريان النجار"- 18 عاماً - كانت تعيش أسلوب حياة "غربي للغاية"، مما أثار غضب والدها على وجه الخصوص.

وبحسب موقع gelderlander الهولندي تم تصوير والد ريان من قبل محامي المشتبه بهم على أنه رجل متسلط وغاضب يهدد ويسيء معاملة زوجته وأطفاله بانتظام بعنف خطير، وبحسب ريان نفسها، فإن هذا الأمر حدث طوال حياتها، بحسب تصريحات سابقة.

*سيارة ساب مظلمة
وتعتقد الشرطة أن ريان قضت الأيام السابقة لمقتلها في روتردام. وفي مساء يوم 27 مايو/أيار، قيل إنها نُقلت إلى هناك في سيارة ساب مظلمة، كان يجلس فيها عدة أشخاص بالإضافة إلى ريان.

وفي الأشهر الأخيرة، كانت الشرطة تبحث بشكل عاجل عن شهود يمكنهم معرفة هوية هؤلاء الأشخاص بالضبط. هل كان شقيقاها أم والدها أيضاً.
وفور وقوع الجريمة التي لم تعرف تفاصيلها قامت الشرطة بتطويق المنطقة القريبة من كنارديجك.

*اعتراف الأب
وقال "يوهان موهرن"، محامي الأخ الأكبر، إن والد ريان اعترف بعد ذلك بأفعاله بالتفصيل في رسالة عبر تطبيق واتساب إلى زوجته، ونقل المحامي المذكور مضمون الرسالة التي جاء فيها: “لم يفعلها أحد آخر، لقد قتلتها”. "أريد الاعتراف حتى لا يشتبهوا في أي شخص غيري".

وتابعت الرسالة في إشارة إلى الشقيقين: "دعوهم يطلقوا سراحهم، لا علاقة لهم بالأمر". "لقد خنقتها وأخذتها إلى النهر والغابة".

وستكون مسألة جلب القاتل من سوريا صعبة فليس لدى هولندا معاهدة مساعدة قانونية مع ذلك البلد، ولا يبدو أن التعاون اللازم من جانب السلطات السورية أمر محتمل.

*محاكمة غيابية
وقال الأب إنه سيعود إلى هولندا للخضوع للمحاكمة، ولكن لا يبدو أن هذا هو الحال بعد. ولهذا تدرس النيابة العامة محاكمة الأب غيابياً -أي بدون حضوره-.

ووفق المصدر ذاته انكشفت خلال جلسة الاستماع الأولى تفاصيل عن الساعات الأخيرة من حياة الشابة القتيلة وقيل إنها كانت مع صديق لها في روتردام، وهناك سجلت مقطع فيديو على "تيك توك" شرحت فيه من هي ومن هم والداها ومن أين أتت عائلتها، وهي ترتدي ملابس غربية، ويُزعم أن ريان انتهكت شرف العائلة مما أثار غضب والدها.

وفي 27 مايو أمر أبناءه بالبحث عنها، وتمكن الأخوان من تعقب مكان وجودها وأخذوها هناك. ويقال إن ريان وافقت طواعية بعد بعض المقاومة لأنها كانت تثق في إخوتها.

*طريق روتردام
وفي الطريق من روتردام، تلقى الأخوان رسائل من والدهما عبر تطبيق جماعي أمرهم فيها بإلقاء أختهم في الماء بعيداً عن المنزل، وبحسب رسائل حصلت عليها وزارة العدل. طلب الأب منهم أن يضعوا ثقلاً في قدميها كي لا تطفو جثتها وينكشف أمرها ليأكلها السمك ولا يظهر لها أثر.

وبحسب النيابة العامة، يبدو أن الأب وريان والشقيقين كانوا معاً في كنارديجك، عند سفح Oostvaardersplassen. وما حدث بالضبط لا يزال غير واضح، ولا تزال أدلة الطب الشرعي حول من لعب أي دور في وفاة ريان غير متوفرة.

وتم العثور على جثتها في صباح اليوم التالي من قبل أحد موظفي taatsbosbeheer في بركة مستنقع على طول نهر كنارديجك. وكانت مستلقية ورأسها إلى الأسفل، ويداها مقيدتان خلف ظهرها، وفمها وأنفها مغطيان بشريط لاصق، كما تم العثور أيضًا على هاتف ريان في الماء، وكان لا يزال قيد التشغيل.

*خطر الهروب
ويقول المحامون إن الأخوين لا يمكن اتهامهما بالتواطؤ على الرغم من أنهما أخذا شقيقتهما من روتردام. وذلك لأنهم اعتادا على تهديدات والدهما، لذلك لم يشعروا بأي مشكلة.

ورفضت المحكمة طلب الدفاع بالإفراج عن الشقيقين. ووفقاً للقضاة، فإن تصريحات الأب من سوريا "ليس لها وزن يذكر".

وقضت المحكمة بأن جريمة الشرف التي ارتكبت صدمت النظام القانوني، وأنه لا يزال هناك خطر الهروب. وهو سبب كافي لحجز الإخوة لفترة أطول. وستعقد الجلسة القادمة في هذه القضية في السادس من ديسمبر/كانون الأول.

وارتفع عدد جرائم الشرف الخطيرة التي ترتكبها عائلات سورية بشكل حاد في السنوات الأخيرة. ومن بين الحالات الـ 619 التي تم الإبلاغ عنها إلى مركز الخبرة الوطني للعنف المرتبط بالشرف في عام 2023، فإن ربعها كان له صلة سورية.

وبحسب الباحثين، فإن أحد الأسباب هو أن العديد من العائلات السورية التي فرت من وطنها في السنوات العشر الماضية تعاني من أوقات صعبة هنا. ويعاني بعض الرجال من فقدان المكانة لأنهم فجأة لم يعد لديهم وظيفة، ومن الصعب عليهم التعود على الأعراف والقيم الأكثر حرية في أوروبا.

فارس الرفاعي - زمان الوصل
(30)    هل أعجبتك المقالة (15)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي