كم الكلام موحشٌ .. أن تكتب عن ذلك الخَطَر, وهو ينتهي أمام عينيك, بارداً, كما لو أنّه ينتظر أو يترقب هذه النهاية . وإلاّ فما معنى أن يبقى مسافراً أو مهاجراً أو منفياً منذ نعومة الروح,حين كان الحلم, قاب قوسين أوأدنى من الوردة ,أو,من ... المشنقة..؟..
نوربدران وسلمى دليلة .... في ضيافة التراب,بالأحرى في ضيافة الخصوبة الأولى , بل وشاهدين عليها,لأنّهما لم يلتقيا يوماً- وطمأنينة البقاء تخدّرهما من خوف الضياع ثانيةً-كما فعلا اليوم.
هكذا كانا اليوم ..
بسيطان كالدمع.. مسترخيان في صندوقين خشبيين كأرواح من فارقاهم, ومستسلمان للنعاسِ القديم,كأنّهما كانا يَعِدَا بعضهما بالنوم العميق في خريفٍ ما سيأتي....
وهاهو قد أتى,!... وهاهما الآن متجاورين كسنبلتين نائمتين لفرط الإمتلاء...
ربما أتى باكراً ,لكنه أتى....
وحدهما... التراب,والحكاية . منتعشان اليوم, ومستيقظان ,وأسيرا الدهشة. .....
من يعرف يزن , هذا الطفل الكبير والكثير...والجميل كالعطر ورائحة التراب المبلل بالمطر,
يعرف جيداً أنّ نور لن ينطفىء وأن قوت سلمى من حليب الحب لن ينضب.
.....
من يعرف يزن جيداً ..لن يبكي.... وهذا يكفي...
دقيقة صوت "إلى يزن بدران" ..... فادي حسين
( كلنا شركاء ) 9/10/2007
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية