أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

وفاة المفكر الإسلامي "عبد الأكرم السقا" تحت التعذيب في سجون الأسد

السقا

أعلن ذوو المفكر الإسلامي السوري المعتقل "عبد الأكرم السقا" عن وفاته تحت التعذيب بعد اختفائه قسرياً لمدة 13 عاماً في سجون النظام.

وقال ابنه "جلال السقا": "بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره، ننقل إليكم ما وصلنا من خبر استشهاد والدي الغالي وقرّة عيني المربي الفاضل عبد الأكرم السقا، الذي وافته المنية بعد إختفائه قسرياً لما يزيد عن ثلاثة عشر عاماً في سجون الظلم والطغيان، حيث تم حديثاً تثبيت وفاته في السجلات في نهاية عام 2014 ميلادية".

وبحسب ذاكرة الثورة السورية فعبد الأكرم السقا، مفكر إسلامي معاصر،، من أبناء مدينة داريا غرب محافظة ريف دمشق، من مواليد عام 1944، يعتبر من المفكرين الإسلاميين المجددين، عمل إماماً وخطيباً لجامع أنس في درايا، من مدرسة اللاعنف التي نظر لها المفكر الإسلامي جودت سعيد، أسس الجمعية الخيرية والثانوية الشرعية في مدينة داريا وقاد تلامذته النشاط الاحتجاجي السلمي في المدينة على احتلال العراق في 2003 واعتقل العديد منهم وأحيلوا إلى المحكمة الميدانية العسكرية في قضية عرفت باسم "معتقلو داريا".

*الثورة في داريا
وفي 2011 كان من أبرز الداعمين للثورة في داريا، وكان تلامذته من بين قادة المظاهرات في المدينة. وبعد مراجعات للفروع المختلفة التي لم تتوقف لأربعة أشهر منذ اندلاع الثورة اعتقل السقا في عملية مداهمة جرت يوم الجمعة 15 تموز 2011 من مكان وجوده في مدينة داريا، وظل مصيره مجهولاً إلى أن أعلنت وفاته

وقالت ابنته أسماء لمنظمة "هيومان رايتس ووتش" في سبتمبر 2013: "لقد أخذت قوات الأمن والدي من منزلنا. لا نعرف من الذي أخذه، فكل قوات الأمن تبدو لي متشابهة. أولئك الذين أخذوا والدي لم يكن لديهم مذكرة اعتقال ولم يوضحوا سبب اعتقاله. ليس لدينا أي فكرة عما حدث لوالدي منذ يوم اعتقاله".

وقال أحد الأشخاص للعائلة إنه ربما يكون في صيدنايا، لكن المسؤولين لم يؤكدوا هذه المعلومة. كما زارت إحدى بناته كل فروع الأمن في المنطقة تقريباً، لكن المسؤولين رفضوا الإجابة على أسئلتها.

*الحداد على الأسد
ولم تكن هذه المرة الأولى التي يعتقل فيها عبد الأكرم. فعندما فشل في إظهار علامة الحداد المطلوبة، وهي صوت القرآن الكريم، في المسجد في اليوم الذي توفي فيه الرئيس حافظ الأسد في عام 2000، احتجزته أجهزة الأمن لمدة شهرين. ثم في عام 2003، قضى عبد الأكرم حكماً بالسجن لمدة تسعة أشهر في صيدنايا بعد أن أدانته محكمة ميدانية عسكرية بالاحتجاج السلمي على الفساد.

وأصيبت زوجة عبد الأكرم بجلطة دماغية بعد أسابيع قليلة من اختفائه. وقالت أسماء: "لقد تحسنت حالتها قليلاً الآن، لكنها ترفض مغادرة سوريا قبل إطلاق سراح والدي". يحاول أبناء عبد الأكرم العشرة إبقاء والدتهم مشغولة وصحية بينما ينتظرون سماع أخبار عن والدهم.

وكان "مركز توثيق الانتهاكات"، وهو مجموعة مراقبة محلية، قد أعدّ قائمة تضمّ أكثر من 60 ألف شخص احتجزهم النظام منذ ربيع 2011. لم تتلق العديد من العائلات أي أخبار عنهم منذ ذلك الحين. كما وثقت "الشبكة السورية لحقوق الإنسان"، وهي منظمة محلية أخرى، 532 حالة لأشخاص مفقودين أعلنت وفاتهم في سجلات الدولة.

يذكر أن السقا ألف العديد من الكتب الفكرية والفقهية والتي احتوت على أفكاره في علم الحديث وأصول الفقه والتفسير، كما احتوت على أفكاره في الإصلاح والتغيير الاجتماعي. وله ما يزيد على خمس وعشرين مؤلفاً مطبوعاً بالإضافة إلى الكثير من المؤلفات غير المطبوعة. 

ومن مؤلفاته: كتاب الصيام- كتاب لا يمسه إلا المطهرون- كتاب مؤمن آل فرعون- كتاب قيمة الفقه في حياة الإنسان- كتاب الدعوة إلى التغيير-كتاب رؤى في الفكر والقلب.

فارس الرفاعي - زمان الوصل
(27)    هل أعجبتك المقالة (50)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي