أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

كذبت إسرائيل ولو وعدت .....

حرب أخرى إنها مراوغة

 عاش السوريون صيفاً ساخناً بين ادعاءات إسرائيلية بشن حرب مفاجأة وبين تحركات عسكرية على الطرفين السوري والإسرائيلي كانت كل المؤشرات توحي بشيء ما يدور في الخفاء ومن وراء الكواليس ,ف لاحت في الأفق شبح حرب كادت أن تكون كما حرب تموز لبنان , فالطائرات الإسرائيلية اخترقت الأجواء السورية في انتهاك صارخ لم تراعي حرمة الحدود والمعاهدات الدولية , ادعت تصوير مفاعلات نووية في الصحراء السورية وأخذ عينات منها استخدمتها ذريعة في حرب إعلامية إستباقية الأمر الذي نفته سوريا جملة وتفصيلا مع اتهامات بتزويد كوريا الشمالية لمواد كيماوية نووية لسورية.


كيف تابع السوريون ما حدث ؟
بعضهم أبدى تخوفه و قال بأن ما يحدث هو الهدوء الذي يسبق العاصفة وآخرون رأوا الأمور اعتيادية / سوريا الله حاميها / كذبت إسرائيل ولو صدقت ما يحدث ليس أكثر من مراوغة وباليقين أنها لم ولن تصدق هي ربيبة الخداع, ما تعانيه سوريا هي تدفع ضريبة ثوابتها نتيجة لمواقفها الرافضة للاحتلال الأمريكي في المنطقة وللغطرسة الإسرائيلية التي لا تجد من يقف في وجه انتهاكاتها المستمرة على أكثر من جبهة وفي أكثر من دولة , لذلك تتزامن الضغوطات وتتشابك الملفات والقضايا كأزمة لبنان و قضية المحكمة الدولية بالرغم إن سوريا أكدت مراراً تعاونها مع لجنة التحقيق الدولية والملف النووي الإيراني والاتهامات المبطنة وحتى العلنية لسوريا بدعم جماعات تعتبرها بعض الأطراف بالأصولية من منظورها هي , بالإضافة للضغوطات الداخلية كمشكلة الفساد المستعصية وقضايا حقوق الإنسان وتكرار التهديد الإسرائيلي بضربة موجعة في هذا الصيف مضى بسلام وتهديد أو لمرت بأنه لن يأخذ إجازة صيف استعداداً لحرب محتملة مع تصريحات إسرائيلية أخرى بأنها حرب غير محتملة ويبقى كل ذلك رهين الخداع الإسرائيلي ولا يتناسى السوريون أمريكا التي تستغل مجمل القضايا السابقة وتساند إسرائيل بوضوح عبر دعمها بالأسلحة المتطورة جداً وتغطي على فشلها في حرب

كيف تقرأ النخبة المثقفة والمتابعين التهديدات الإسرائيلية لسوريا
توجهنا بالسؤال لبعض المتابعين بقليل من الأسئلة التالية ؟
من موقعك كمراقب للوضع السوري ما رأيك بما سبق ؟
- وهل من حرب تبدو في الأفق ؟
- كيف نطمئن المواطن السوري وهو يواجه الآن حربا إعلامية استباقية على غرار ما حدث في العراق وتثير مخاوف الكثيرين ؟
- وهل سوريا مهيأة لمواجهة عدو عتيد ؟
- ما المطلوب لنتجنب هذا صيف بدا ساخناً وخريف لا يعي السوريون ما هو مخبأ لهم ؟
- لما أمريكا تكرر قانون محاسبة سوريا ولا تحاسب نفسها وأخطائها كثر ؟

جورج كتن / كاتب وسياسي سوري
تقديرنا أن الهدوء الحالي لا يسبق أية عاصفة، فالملفات الداخلية كقضايا حقوق الإنسان والفساد مفتوحة منذ أربعة عقود دون حلول ودون نتائج عاصفة. أما المحكمة الدولية فسيمر وقت طويل قبل أن توجه الاتهامات إن وجهت-, أما أزمة لبنان فربما تقود لعاصفة في لبنان دون أن تنتقل لسوريا. لم نسمع عن تهديدات جدية من إسرائيل لسوريا، إنما مناورات من الجانبين قبل استئناف المفاوضات. إسرائيل منذ احتلال الجولان مرتاحة للجبهة السورية فهي الأهدأ، تهدد الداعمين للمقاومة في البلدان الأخرى ولكنها ترد عملياً على من يتلقون الدعم. والنظام السوري ينتهج سياسة دفاعية تقوم على أولوية الحل التفاوضي السلمي، ولا يدعي أحد أن سوريا جاهزة وحدها لحرب هجومية، والترويج للإعداد لمقاومة مسلحة في الجولان لا يتعدى الرد على الاتهامات بتفضيل مقاومة الاحتلال بأدوات الجوار وساحاته لتجنيب سوريا الخسائر.
أميركا لن تكرر في سوريا ما فعلته في العراق على الأقل حتى نهاية ولاية بوش، وإجراءاتها لمحاسبة سوريا إعلامية، وهي بالمناسبة تمتلك مؤسسات دستورية تحاسب تفصيلياً المسؤولين الأميركيين، نتمنى أن يكون لدينا مثلها لمحاسبة مسئولينا الذين أعطوا أنفسهم سلطة "أبدية" غير قابلة للمسائلة.
لا نتوقع صيفاً ساخناً ولا خريف غامضاً والمطلوب لتجنبه مستقبلاً : عودة حق المحاسبة لمواطنين أحرار وتداول السلطة ديمقراطياً... طي صفحة التدخل في شؤون دول الجوار تحت مسمى "الدور الإقليمي" وبشعارات قومية فات أوانها... الإلتفات للتنمية الداخلية البشرية والمادية ... الالتحاق بالمسيرة الإنسانية الحضارية...

إبراهيم اليوسف / كاتب وصحفي
مؤكد أن ثمة أزمة تمر بها مختلف الأطراف ، نتيجة تحريك عدة ملفات على نحو أبرز، ضده ، دفعة واحدة ، وهو ما يدفع به ، وخلافاً لما هو مطلوب في مثل هذا المقام ، للتصرف على نحوين متناقضين لمواجهة كل ذلك وعلى طريقته التقليدية:

خارجياً : الحكومة السورية تبدي مرونة ملموسة أنّى دعت الضرورة إلى ذلك ، لتفادي تفاقم هذه الأزمة وانفجارها ، بغرض الحفاظ على مكتسبات كثيرة
داخلياً :
مايجري ليس بالأمر الذي يمكن المرور عليه بسهولة نحن هنا لسنا بصدد تقويم هذه الملفات وإطلاق أي حكم قيمة عليها ) إلا أن إثارة هذه الملفات وسواها، لتتطلب منه ،مراجعة جادة من قبل الحكومة لنفسها ، وأدواتها ، وعلاقتها بمواطنيها ،و لاسيما أن هذه العلاقة تعرضت على امتداد عقود لخلل حقيقي ،لابد من معالجته ، وينبغي حصر دائرة تفكيره بهذا المواطن أولا وأخيراً وأن يضع الحد لآلة الفساد المستشري ، وينهي العمل بالأحكام العرفية ، وقانون الطوارئ، ويضع حدا كذلك للاعتقالات التعسفية التي تتم بسبب الموقف من الرأي ، ومن ثم الشروع بتبييض السجون ، وإطلاق الحريات العامة ، وأن يتراجع عن السياسات التمييزية الممارسة ضد الكرد السوريين ، والشروع بالإجابة عن السؤال الكردي بكل أبعاده، دون التعامي والتنكر له كما يتم منذ عقود ، ولاسيما أن الكرد شركاء حقيقيون في الوطن ، وصناع الخريطة السورية ، في إهابها الحالي

ولا أعتقد أن مواطنا ً شريفاً عاقلاً ، لا يريد الخير لبلده ، آن الوقت أن يوزع الدخل الوطني على جميع أبناء الوطن بالتساوي ، لأن ابن أي وزير أو رئيس حكومة ليس أفضل من طفلي المجوع، البائس………
و أخيراً، ثمة بديهية ، أسوقها هنا ، وينبغي ألا ننساها:
وهي أن الفساد و الاستبداد هما- عادة- المعبر لأي مخطط خارجي ، فحذارنا من كل ذلك........!

ابراهيم مراد /صحفي
تقوية الجبهة الداخلية،من خلال الانفتاح على الجميع لا أظن إن حرباً ستقام في هذا الصيف فقد يكون من الصعب دخول الأمريكيين في حرب مع السوريين وسوف تشهد سوريا مزيداً من الضغوط حالما تتشكل المحكمة الدولية والتي تستخدم ورقة ضغط ضد سوريا ،من الصعب القول بأن السيناريو العراقي قد يتكرر في سوريا لان الأمريكيين لا يفكرون في الدخول في حرب أخرى من دون تصفية الحرب مع الإرهاب في العراق

ابراهيم بركات / كاتب وصحفي
1ـ لا يمكن للمراقب مهما كان محايداً أن يتناول الوضع السوري في خضم الملفات الساخنة التي تكوي المنطقة بأتونها، ودون الأخذ بالعوامل الأقليمية التي تؤثر وتتأثر بالواقع السوري، ومجمل الأحداث التي ترزح تحتها المنطقة، والويلات التي تجرّها الولايات المتحدة على شعوب المنطقة، من خلال مشاريعها المشبوهة والمدمّرة للبنية الجيو سياسية للمنطقة برمتها، والقائمة بالأساس على السعي الحثيث للإدارة الأمريكية لشّد قبضتها على المنطقة، وجعلها منطقة نفوذ مباشرة لها عبر آلتها العسكرية وجيوش المرتزقة التي تقودها البنتاغون والذي كان احتلال العراق أحد تجليا ته، وبات جلياً للعيان بأن المشروع الأمريكي بدأ يتهاوى، بفعل ضربات المقاومة مهما أخذت هذه المقاومة من أشكال.ومع تخبط الأمريكي وتأزيم وضعه وتمرغ أنفه في الوحل العراقي، كان لا بد له من تغيير عناصر اللعبة ، فكان عملية أغتيال رفيق الحريري وتداعياتها اللاحقة ، وصولاً إلى اتهام سوريا وعزلها دولياً، كل ذلك في سبيل إنقاذ الماء الوجه الأمريكي ، وفي محاولة لتعميم تخبطها كان لا بد من فتح ملف النووي الإيراني ، وصولاً إلى العدوان الإسرائيلي على لبنان في تموز 2006 إذن سورية معنياً بل في خضم كل هذه الملفات.
2 ـ استطرادا للإيجابة السابقة ، تعالي الأصوات من هنا وهناك منها محذّرة، ومنها تأخذ الصدام سوري إسرائيلي كحتمية لا مفر منها ، هذه الأصوات لا تخرج من سياق ما سبق، أنقاذ أمريكا ومحاولة ردّ اعتبار لها من مستنقعها العراقي، وفي ظلّ هذا الهدوء الحذر، ومع أدراك كلا الطرفين السوري و الإسرائيلي بمكامن الآخر وقوته الضاربة، وليس خافياً أن لدى سوريا من قوة ما يؤهلها مواجهة إسرائيل، وإسرائيل تدرك ذلك
التكهن بحرب سورية إسرائيلية قريبة في غير محله
3 ـ كثيرة هي الهواجس والمخاوف التي تؤرق المواطن السوري، بصراحة لا أملك مفاتيح الاطمئنان له، غير أني لا أرى أية حرب إعلامية أمريكية أستباقية نحو سوريا، والظروف والمعطيات التي رافقت الحرب الإعلامية الأمريكية على النظام العراقي السابق، مختلفة تماماً مع التعاطي بالوضع السوري ، بكل عناصر وإحداثيات التي تتحكم بالصراع السوري الأمريكي.
لكن تبقى المخاوف موجودة في ظلّ تكابر الإدارة الأمريكية ، ومحاولة تصدير أزماتها في أكثر من اتجاه
4 ـ إذا كان لا بد من المواجهة ، أعتقد أن لسوريا عناصر القوة سواء عسكرية أو شبكة علاقاتها الدولية، روسيا، الصين ، وغيرهما
5 ـ لا شك أن هناك قضايا في غاية الأهمية على النظام في سوريا تداركها ووضع الحلول الجذرية لها، ضماناً للحمة الوطنية الحقة، واستكمالا لعناصر المقاومة والمواجهة ، تغيير سلوكية النظام وسياساته الداخلية ، ودرءاً لتفاقم الأزمات التي توجهه، فإطلاق الحريات العامة ، وإعادة الاعتبار للمواطن السوري ، وإحساسه بوطنيته وإنسانيته، واحترام الرأي الآخر ،وأطلاق سجناء الرأي
حلّ هذه المعضلات باتت أكثر من ضرورة، ناهيك عن ضرورة الإسراع في إصدار قانون الأحزاب والصحافة، وقانون انتخابي عصري، وإيجاد الحل السريع للمواطنين الكرد المجردين من الجنسية ،
وإيجاد الحلول المناسبة المشكلات الاجتماعية التي باتت تتفشى بين سواد الشعب وتلقي بظلالها على ذهنية المواطن وطريقة تفكيره كالبطالة ، والهوة الواسعة بين الأجور والأسعار وضرورة التوازن بينهما، وغيرها من المشكلات التي تثقل كاهل المواطن السوري ، ولا شك أن حلها تزيده مناعة في مواجهة التحديات الخارجية.
6 ـ والله لا أعلم من خولّ أمريكا محاسبة سوريا وغيرها من الأنظمة الرافضة للهيمنة الأمريكية ، إلا يحق لنا أن نتساءل من سيحاسب أمريكا، وأمريكا ليست لها أخطاء إنها الأجرام والأرهاب بعينه، والتاريخ كفيل بمحاسبة أمريكا وإداراتها المتعاقبة راعية الأجرام والإرهاب

كلمة أخيرة
مهما بدا أن شعوب المنطقة مغلوبة على أمرها إلا أن يبقى الرهان عليها قائماً، في ظلّ انكشاف وعجز النظام العربي في مواجهة التحديات ، وال أنكى من ذلك أن كثير من الأنظمة العربية تأمر بأوامر أمريكا .
وبما أننا سوريون في العشق والانتماء , الوطن الذي يسكننا جميعاً , وطن عاهد شعبه أن يسير للأمام , خليطه بشماله وجنوبه وشرقه وغربه يجذبك التأمل والتفكير كثيراً, كم هم متآلفون متفائلون بأن الربيع يعود دائماً , شموخهم كما قاسيون, نسيمها يتناغم وقلبها النابض في كل المدن والساحات والأمكنة الأخرى فلنحمي بلدنا من كل من يتربص بنا أينما كان

 

لافا خالد – الجزيرة توك – القامشلي
(800)    هل أعجبتك المقالة (140)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي