أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

"الإبن السيئ" لـ "غطفان غنوم" يوثق جرائم الأسدين ويحصد 4 جوائز في مهرجانات دولية

حصل المخرج السوري "غطفان غنوم" على 4 جوائز عالمية عن فيلمه الوثائقي "الإبن السيئ" (The Bad Son).

وكشف المخرج "غنوم" في حديث مع "زمان الوصل" أن الفيلم فاز بأربع جوائز حتى الآن، كان آخرها المركز الأول في  مهرجان "بيرساموندا السينمائي الدولي" في شهر حزيران/يونيو الجاري.

ولفت إلى أن الفيلم مرشح للفوز بعدد آخر من الجوائز خلال مشاركات قادمة في عدة مهرجانات.

واعتبر المخرج أن الفوز في هذه المهرجانات هو شهادة على قوة الفيلم وتأثيره وعلى الرسالة القوية التي يحملها. 

وأكد "غنوم" أن فيلمه "الإبن السيئ" استغرق نحو 10 سنوات من العمل، مضيفا أن سنوات التحضير كانت مليئة بالتحديات، ولكنها كانت ضرورية لضمان تقديم رؤية شاملة ودقيقة للأحداث والقصص المراد مشاركتها.

وأردف "غنوم": "بدأنا من مرحلة البحث والتوثيق، التي كانت طويلة ومضنية، ثم قمنا بجمع الشهادات والمقابلات، ثم الانتقال إلى المواد المصورة في ظروف صعبة ومعقدة داخل سوريا وخارجها. كنا نواجه تحديات لوجستية وأمنية، ولكن إصرارنا على إيصال صوت الضحايا وتوثيق الحقيقة كان دافعًا قويًا للاستمرار".

وتضمنت هذه الفترة مراحل متعددة من المونتاج والمراجعة، لضمان أن يكون الفيلم ناطقًا بلسان الحقيقة والألم الذي عاناه الشعب السوري، كما يقول "غنوم".

ويوثق الفيلم الذي شارك في كتابة مادته النصية المهندسة "وفاء عاملي" جرائم العنف الذي ارتكبها النظام السوري ضد المدنيين.

ويخوض الفيلم في حقبتين دمويتين تناولتا عهد الأسد الأب الذي أسس لنظام ديكتاتوري متجذر في الخوف والقمع، واستمرار الأسد الإبن بحكم السوريين اعتمادا على هذا الإرث الدموي. 

* إحترام مشاعر الضحايا أولوية
يكشف المخرج "غنوم" حرصه على عرض مشاهد العنف بأقصى قدر من الحساسية  والاحترام للضحايا وتجاربهم.

"كنت أهدف إلى تصوير الحقائق القاسية للحياة في ظل النظام السوري مع التأكد أيضًا من أن التصوير يظل صادقًا وأصليًا. ومع ذلك، فإن عرض مثل هذه المواد الحساسة يطرح تحدياته، لا سيما فيما يتعلق بتحقيق التوازن الصحيح بين تصوير شدة العنف واحترام كرامة المتضررين" يقول "غنوم".

ويضيف: "تم تصميم البنية السردية للفيلم الوثائقي لتسليط الضوء على أوجه التشابه بين عهدي والد الأسد وابنه، مما يوضح الطبيعة الدورية للديكتاتورية في سوريا. ومن خلال الجمع بين هاتين الفترتين، كنت أهدف إلى إظهار كيف استمر إرث الخوف والقمع الذي أسسه والد الأسد في ظل حكم ابنه، على الرغم من الآمال الأولية في الإصلاح. ومن خلال أساليب التحرير وسرد القصص الدقيقة، سعيت إلى التأكيد على التأثير الدائم للديكتاتورية على المجتمع السوري والتحديات التي يواجهها أولئك الذين يسعون إلى التغيير.

ويوضح مخرج الفيلم كيفية توظيفه العديد من التقنيات السينمائية وعناصر السرد البصري أثناء تجهيز الفيلم، محاولا نقل التأثيرات الوجدانية والعاطفية والنفسية لعنف النظام السوري على المدنيين. وشملت هذه اللقطات لقطات حميمة قريبة لالتقاط المشاعر الخام للأفراد المتأثرين بالعنف، وتصميم صوتي مثير لإغراق المشاهدين في جو الخوف والقمع، والتحرير الاستراتيجي لزيادة التوتر والتأكيد على اللحظات الرئيسية للصراع.

ويكشف أنه هدفه من خلال هذه التقنيات، إنشاء تجربة مشاهدة عميقة وغامرة من شأنها أن تلقى صدى لدى الجمهور على المستوى العاطفي. 

* مقولة الفيلم
يقدم الفيلم مقولة مفادها "إن الشعب السوري يتمتع بروح قوية ورغبة لا تنكسر في الحرية والكرامة، رغم القمع والظلم"، كما يقول مخرجه.

ويردف "الفيلم يسلط الضوء على التحديات الكبيرة التي يواجهها السوريون، ولكن أيضًا على قدرتهم على المقاومة والأمل في مستقبل أفضل. نحن نحاول من خلال هذا العمل توصيل رسالة مفادها أن الأمل والإصرار يمكن أن يتغلبا على أي شكل من أشكال القمع، وأن الحرية والكرامة هما حقان أساسيان لا يمكن التنازل عنهما. كما أن الفيلم يسعى إلى تحفيز الجمهور الدولي على التضامن مع قضية الشعب السوري وفهم معاناته ودعمه في نضاله المستمر".

* أهم التحديات 
واجه طاقم العمل أثناء إنجاز الفيلم عملا شاقا متعبا وتحديات حافلة بالمخاطر، لا سيما عند تصوير بعض المشاهد في مناطق النزاع، "حيث كنا كلنا تحت خطر الموت طوال الوقت"، حسب المخرج.

ولم تكن التحديات اللوجستية في جمع المواد والتوثيقات أقل خطورة، يضيف "غنوم" كاشفا: "اضطررنا في كثير من الأحيان للعمل بسرية ونقل المواد بطرق آمنة لتجنب المخاطر".

ويشير المخرج إلى تحد آخر من خلال التعامل مع المشاعر الشخصية العميقة والألم الذي شعرنا به نحن والمشاركون في الفيلم تحديًا كبيرًا، خاصة مع فقدان بعض الأشخاص الذين وثقنا قصصهم.

إضافة إلى مواجهة صعوبات في الحصول على التمويل والدعم اللازمين لإنتاج الفيلم بجودة عالية، وكذلك التحديات التقنية في المونتاج والإنتاج النهائي.

* إهداء 
يقول المخرج غنوم: "أهدي هذا الفوز لزوجتي "وفاء عاملي"، شريكتي في عملية الكتابة، التي كانت مصدر دعم وإلهام لي طوال هذه الرحلة. كما أهديه لأبناء الشعب السوري الذين يعانون ويكافحون من أجل حريتهم وكرامتهم. هذا الفيلم هو تقدير لصلابتهم وصمودهم، و ذاكرة لحفظ امانة الثورة السورية وأمل في مستقبل أفضل لسوريا".

ويرى "غطفان" أن "هذا الانتصار ليس مجرد تكريم لفيلم، بل هو اعتراف بآلام ومعاناة الملايين من السوريين، وإشادة بشجاعتهم وإصرارهم على مقاومة الظلم". كما يهدي "غنوم" هذا الفوز إلى كل من فقد حياته في سبيل الحرية، وإلى كل من يواصل النضال من أجل مستقبل أفضل.

* المخرج الثائر
"غطفان غنوم" كاتب ومخرج وممثل مسرحي وتلفزيوني ولد في مدينة حمص عام 1976، من أوائل الفنانين الذين انضموا لثورة الشعب السوري عام 2011 مطالبا بالحرية وبوطن الخبز فيه الجميع والكرامة للجميع، والعدل للجميع، شارك في العديد من المهرجانات الدولية السينمائية وخاصة أعمال المسرح والسينما. 

وحصل على العديد من الجوائز، حاصل على الشهادة العلمية من الأكاديمية الفنية الحكومية في جمهورية "مولدافيا" الشعبية.

وأكمل بعد تخرجه الدراسة في قسم الإخراج السينمائي.

يعتبر من أهم وأبرز أعضاء النقابة السينمائية الفنلندية.

وشارك بدور البطولة في مسلسل "ابتسم أيها الجنرال" العام الماضي.

عبد الحفيظ الحولاني - زمان الوصل
(32)    هل أعجبتك المقالة (37)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي