أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

"الجولاني" يهدد بضرب الحراك الشعبي في إدلب بقبضة من حديد

احتجاجات ضد "تحرير الشام" في إدلب - أ ف ب

هدد زعيم "هيئة تحرير الشام" (جبهة النصرة سابقا)، أبو محمد الجولاني، بضرب الحراك الشعبي القائم ضد المؤسسات الأمنية التابعة له في منطقة إدلب شمال غرب سوريا بيدٍ من حديد، زاعماً أن مطالب الحراك انحرفت وتحولت إلى تعطيل المصالح العامة في المنطقة التي تديرها مؤسساته.

وقال زعيم هيئة "تحرير الشام" في تصريحات نقلتها وزارة الإعلام لدى ما تُسمى "حكومة الإنقاذ" (الذراع المدينة لهيئة تحرير الشام)، يوم أمس الأربعاء، إن "مطالب الحراك الشعبي انحرفت عن مسارها وتحولت إلى حالة من تعطيل المصالح العامة في المحرر (مناطق سيطرة المعارضة السورية)"، زاعماً، أن "المحتجون استخدموا أساليب تؤدي إلى تعطيل الحياة المؤسساتية والعامة في المحرر".

وأشار "الجولاني"، خلال كلمة ألقاها في اجتماع نظمته الهيئة في منطقة إدلب، ضم قادة من الهيئة ومسؤولين في حكومة الإنقاذ وبعض وجهاء المنطقة، إلى أنه "حذرنا سابقا أن أي مساس بالمصالح العامة هو تجاوز للخطوط الحمراء"، مهدداً بـ"أن السلطة ستتحرك لمواجهة هذا الأمر. البعض حقده ساقه للتضحية بكل المحرر، وبالتالي من هان عليه المحرر فقد هان علينا، ولن نتهاون مع أي شخص أو تجمع أو حزب أو فصيل يريد إيذاء المحرر، وعلى هذا نجتمع جميعاً"، موضحاً، أن "المطالبة بالحقوق والإصلاحات يتم العمل عليها أما أن يصل الأمر إلى التعطيل في المحرر فلن يسمح به".

وادعى زعيم الهيئة، أن "السلطة في الفترة الماضية لم تستخدم إلا لغة الحوار والمسارعة في تلبية مطالب الناس"، مضيفاً: "بعد الاعتداء على أهالي إدلب في الاعتصام تدخلت القوى الأمنية وحسمت الموقف"، مبيناً، إلى أن "المحرر دخل في مرحلة جديدة ولن نسمح أن تعود حالة الفوضى والتشرذم"، وفق تعبيره.

ونوه "الجولاني"، إلى أن "السوريين داخل المحرر وخارجه أو في مناطق النظام، مصيرهم مرتبط بنجاح الثورة السورية، وأنظار كل أهلنا المهجرين في دول الجوار تتطلع إلى هذه المنطقة"، لافتاً، إلى أن "من يعيش في المحرر يستحق أرقى الخدمات والمستويات، وكل عام يكون أفضل من قبله، وهذا يدل على أن المسيرة تصاعدية، حتى ولو كانت بطيئة، رغم أن النمو في المحرر سريع مقارنة بالمناطق التي تعاني من حروب وصراعات".

ويرى "الجولاني"، وفق زعمه، أن "هناك الكثير من المطالب المحقة التي كان يطالب بها الناس، وجلسنا مع جميع شرائح المجتمع، ولبّيت معظم المطالب كما شاهد الجميع، وبقي باقي المطالب لا يزال العمل عليها قائما"، مردفاً: "الكثير من الخدمات التي قدمت، تم تقديمها دون مظاهرات مطالبة بها، مثل المشفى الجامعي الذي يتعلم فيه أبناؤنا الطلبة، والمدينة الصناعية، ودعم الإنتاج الزراعي المحلي في المحرر الذي تضاعف لأكثر من 200% عمّا كان في السابق، وإدخال الكهرباء وما تبعه من حالة تنمية اقتصادية، كل هذا كان من واجبات السلطة".

وكانت مجموعات أمنية وعسكرية تابعة لفصائل غرفة عمليات "الفتح المبين" العاملة في منطقة إدلب، والمُشكلة من قبل هيئة تحرير الشام، والجبهة الوطنية للتحرير، وجيش العزة، وصقور الشام، قد انتشرت خلال الـ 48 ساعة الماضية بشكلٍ مكثف على معظم مداخل ومخارج مدن وبلدات أرياف محافظة إدلب، لاسيما البلدات التي شهدت احتجاجات مؤخراً ضد "تحرير الشام"، وذلك بعد فض الاعتصام لمناصري "حزب التحرير" وتكسير وتهديم خيمة الاعتصام أمام المحكمة العسكرية في مدينة إدلب بالقوة والاعتداء على المحتجين بداخله من قبل أمنيين تابعين للهيئة، الأمر الذي أسفر عن وقوع إصابات.

وكانت وسائل إعلام محلية قد نقلت يوم أمس الأربعاء، أن الانتشار الأمني للفتح المبين يأتي عقب عملية هجوم وسطو على أحد المقرات العسكرية التابعة لفصيل فيلق الشام العامل تحت مظلة الجبهة الوطنية للتحرير، في ريف مدينة جسر الشغور، بريف إدلب الغربي، وسرقة كافة الأسلحة داخل المقر من قبل مجموعة (مجهولة التبعية).

زمان الوصل
(54)    هل أعجبتك المقالة (52)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي