توفي فجر اليوم الجمعة عصام العطار المفكر والداعية الإسلامي، والمراقب العام السابق لجماعة الإخوان المسلمين في سوريا، عن عمر ناهز 97 عاماً، في مدينة "آخن" الألمانية.
ونشرت عائلة العطار بيانا نعت فيه وفاة عميدها ورسالة منه، وقالت في البيان: " توفي والِدُنا عصام العطار الليلة (ليلة الجمعة ٢٣ شوال ١٤٤٥ ه / ٢ أيار ٢٠٢٤ م)، تغمدهُ اللهُ برحمَتِهِ ورضوانِه، وهوَ يسألكم المسامحة والدعاءَ لَهُ بالمغفِرَةِ وحسنِ الخِتام".
وجاء في رسالة "العاطار الأخيرة: "وَداعاً وَداعاً يا إخوَتي وأخَواتي وأبنائي وبناتي وأهلي وبَني وَطَنِي.. أستودِعُكُمُ اللهَ الذي لا تَضيعُ وَدائِعُه، وأستودِعُ اللهَ دينَكم وأمانتَكم وخواتيمَ أعمالِكُم، وأسألُ اللهَ تَعالَى لَكُمُ العونَ على كُلِّ واجبٍ وخير، والوِقايَةَ مِنْ كُلِّ خَطَرٍ وشَرّ، والفرجَ مِنْ كُلِّ شِدَّةٍ وبَلاءٍ وكَرْب".
وأضاف: "سامِحوني سامِحوني واسْأَلوا اللهَ تعالى لِيَ المغفِرَةَ وحُسْنَ الخِتام.. شكراً لَكُم شكراً، جَزاكُمُ الله خيراً .. أخوكم عصام العطار".
ونشر المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين في سوريا "عامر البوسلامة"، بيانا قال فيه: "ننعى للأمة العربية والإسلامية عامة وللشعب السوري خاصة العلم العالم العامل الأستاذ عصام العطار رحمه المولى تعالى".
وأكد أن "العطار"، قامة إسلامية كبيرة، وقائد قوي دؤوب، فهو المراقب العام الثاني لجماعة الإخوان المسلمين في سوريا، الذي قاد الجماعة في ظروف صعبة، كانت تعيشها البلاد، فكان نعم القائد ونعم المسدد، وهو مفكر بارز، ومصلح مميز، ومجاهد تشهد له سوح التضحية والنضال والفداء بكل مفردات العطاء، وخطيب يشار له بالبنان، وتعقد عليه الأنامل، جمع بين الفكرة والفصاحة والبلاغة والشعر والحس المرهف، وما خطبه في مسجد الجامعة عن كاتب التاريخ عنّا ببعيد.
وشدد على أن الفقيد صانع مجد في عالم السياسة، وتاريخ مشرف في خدمة الدعوة والأمة.
وأضاف أن العطار وطنياً يلبي احتياجات الوطن، وعاش همومه، وعمل له، ضمن توازنه المعهود، وسياسته الحكيمة، وله أدواره المشهودة في قولة الحق، وبناء منظومة القيم الصالحة، من خلال عمل جماهيري، قارع فيه الظلم والاستبداد ومصادرة الحقوق بفهم سليم للداعية وحركة المجتمع.
وتابع: "كان حاضراً بين الناس يعيش واقعهم، ويفهم حاضرهم بوعي لافت، وشجاعة نادرة، وقف إلى جانب ثورة الشعب السوري وناصرها من أول ساعة من انطلاقتها، وعاش تفاصيلها وتابع مسارها بحرقة وحماسة، بلا كلّ ولا تعب، يكتب هنا، يخطب هناك، يرفع المعنويات، ويؤكد على اللازمات، ينصح ويحث ويسدد على طريق الثورة كل ما ينبغي أن يقال ويفعل رغم المرض والشيخوخة، لأن أصحاب الهمم العالية لا يقعدهم حائل، ولا يفل من عزمهم تحدٍ".
وأشار إلى أن هذا كلف العطار كثيراً من المتاعب والهموم على طريق العمل الإسلامي والوطني، وهو أولاً وآخراً شاهد عدل - بكل تفاصيل سيرته - على الظلم الذي وقع عليه من أدوات الاستبداد، وعلى إجرام نظام القتل والبطش في سورية، إذ قتلوا زوجته الداعية الفاضلة (أم أيمن) ابنة العالم الكبير الشيخ علي الطنطاوي - رحمهما الله - فكان الصابر الوفي، والصامد الذي لم يغير أو يبدل، وهجر من بلده كل هذه العقود من السنين، وما ذنبه إلا أنه كان حامل لواء الإصلاح، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وغيرته على أهله وشعبه والناس أجمعين.
وقال: "رحمك الله يا أبا أيمن رحمة واسعة، وأسكنك فسيح جناته، وجعلك الله في الفردوس الأعلى من الجنة مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً، وإنا لله وإنا إليه راجعون".
وولد العطار بمدينة دمشق عام 1927، وزوجته بنان ابنة الشيخ علي الطنطاوي التي اغتالتها المخابرات السورية في ألمانيا عام 1981، وعرف بمواقفه الداعمة والمؤيدة للثورة السورية.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية