أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

وفاة الأسير الفلسطيني وليد دقة بعد 38 عاما في سجون الاحتلال

دقة

أعلنت وسائل إعلام فلسطينية أمس الأحد عن استشهاد الأسير الفلسطيني "وليد نمر دقة" 62 عاما بعد 38 سنة في سجون الاحتلال الإسرائيلي.

ويأتي استشهاد الأسير وليد دقة، بعد يوم واحد من مطالبة منظمة العفو الدولية، "إسرائيل" بإطلاق سراحه وهو المصاب بسرطان النخاع الشوكي، على خلفية تعرضه منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي للتعذيب والإهانة والإهمال الطبي.

وأعلنت هيئة شؤون الأسرى ونادي الأسير، في بيان مقتضب، عن استشهاد دقة (62 عاما) داخل مستشفى "آساف هروفيه" وذلك بعد أن قضى في الأسْر أكثر من 38 عاما، في ظلّ إهمال طبيّ متواصل بحقّه من قِبل السلطات الإسرائيلية، التي حرمت عائلته مراراً من زيارته، كما منعت محامين من ذلك أيضا.

من سجن جلبوع إلى الرملة
وأمضى دقة معظم فترة اعتقاله مؤخراً، في ظروف بالغة الصعوبة. وبعد السابع من أكتوبر، أقدمت إدارة السّجون على نقله إلى سجن (جلبوع)، ثم أعادت نقله مجددًا إلى (الرملة).

وتتالت عمليات نقله مرارا إلى مستشفى (أساف هروفيه) لاستمرار انتكاساته الصحيّة . وقد واجه دقة، كما آلاف الأسرى الفلسطينيين، ظروفَ الاعتقال الوحشية غير المسبوقة بعد السابع من أكتوبر، وحُرمت عائلته من زيارته، ولم تتمكن من التواصل معه منذ ذلك الحين".

وتدهور الوضع الصحي للأسير دقة منذ مارس/آذار من العام الماضي، أي قبل 3 أشهر من موعد تحرره السابق، نتيجة إصابته بالتهاب رئوي حاد، وقصور كلوي حاد، إلى جانب إصابته بسرطان التليف النقوي في 18 ديسمبر/كانون الأول عام 2022، وهو سرطان نادر يصيب نخاع العظم.

من هو الأسير الشهيد دقة
والأسير الراحل من فلسطيني الداخل 48 من مواليد باقة الغربية عام 1961، التحق في بداية الثمانينات مع مجموعة من شباب الداخل في صفوف إحدى فصائل الثورة الفلسطينية (الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين) وتم تنظيمه في مجموعة عسكرية مؤلفة من سبعة عناصر ثلاثة منها من قرى الجليل وأربعة من منطقة المثلث.

وفي عام 1984 تم فرز ثلاثة من أعضاء المجموعة للقيام بتدريبات عسكرية وأمنية ليقوموا لاحقاً بتشكيل ومتابعة جهاز عسكري يعمل داخل "إسرائيل".

لم تتح له فرصة الدراسة الجامعية بل التحق بسوق العمل مباشرة بعد إنهائه الدراسة الثانوية في عام 1979 فيمدرسة يمّه الزراعية، حيث عمل في ورش البناء والمطاعم والفنادق في تل أبيب ولكنه حقق العديد من الإنجازات العلمية خلف القضبان ولم يتمكن العدو الإسرائيلي من أسر روحه وفكره.

وساهم في العديد من المسارات في الحياة الاعتقالية للأسرى، وخلال مسيرته الطويلة في الاعتقال أنتج العديد من الكتب والدراسات والمقالات، وساهم معرفيًا في فهم تجربة السّجن ومقاومتها.

واعتقل وليد في سن الـ25 عاماً، وتزوج من الإعلامية سناء سلامة، بعد أن انتزع زفافا لمدة 3 ساعات داخل أروقة سجون الاحتلال عام 1999، وكان الأشهر والوحيد في تاريخ الحركة الأسيرة.

مكان لا باب له
وناضل مع زوجته 12 عاما لنيل قرار يسمح لهما بالإنجاب، قبل أن يتمكن من "تحرير نطفة" اخترقت جدران السجن وظلماته عام 2019. لتخرج طفلته إلى الوجود في الثالث من فبراير/شباط 2020 باسم "ميلاد وليد دقة"، لكنها لم تعرفه إلا أسيرا في مكان لا باب له.

عام 2010 حصل على درجة البكالوريوس في دراسات الديمقراطية المتعددة التخصصات، من "الجامعة المفتوحة الإسرائيلية".

وفي عام 2016، حصل على درجة الماجستير في الدراسات الإقليمية "مسار الدراسات الإسرائيلية " من جامعة القدس. في حين لم يتمكن من إكمال تحضيره لدرجة الدكتوراه في الفلسفة من "جامعة تل أبيب".

وخلال مسيرته الطويلة في الاعتقال أنتج العديد من الكتب والدراسات والمقالات وساهم معرفيًا في فهم تجربة السّجن ومقاومتها، ومن أبرز ما أصدره الأسير دقة: "الزمن الموازي"، "ويوميات المقاومة في مخيم جنين"، "وصهر الوعي"، و"حكاية سرّ الزيت".

وتعرض الأسير دقة لجملة من السياسات التنكيلية على خلفية إنتاجاته المعرفية بشكلٍ خاص، وسعت إدارة سجون الاحتلال للاستيلاء على كتاباته وكتبه الخاصة كما واجه العزل الانفرادي، والنقل التعسفي

فارس الرفاعي - زمان الوصل
(74)    هل أعجبتك المقالة (66)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي