أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

أجمل قناديل الرقة.. رحيل الأديبة السورية فوزية المرعي

عن عمر ناهز 78عاماً

نعت "رابطة الكتّاب السوريين" الكاتبة السورية "فوزية جمعة المرعي"، التي وافتها المنية في مدينتها الرقة مساء الأحد الماضي عن عمر ناهز 78عاماً تاركة إرثاً أدبياً مميزاً في الشعر والقصة القصيرة والرواية والتراث المادي الرقاوي.

وشيع جثمانها صباح الاثنين من منزلها في حي الجميلي وسط المدينة إلى مقبرة سهلة البنات في الجهة الشرقية من المدينة، وشارك في مراسم دفنها ذووها وتلاميذها، ومثقفون وكتاب من الرقة.

وأشار بيان للرابطة إلى أنه كان للأديبة الراحلة التي لقبها الروائي والكاتب الكبير الراحل "عبد السلام العجيلي" بـ"أم الجديلة" حياة حافلة بالعطاء الأدبي ومشاركة فاعلة ونشطة قلّ نظيرها في الحياة الثقافية السورية عامة، وفي محافظة الرقة بصورة خاصة، كما كان لها حضور مميز في جميع الفعاليات والتظاهرات الثقافية، كواحدة من رائدات العمل الثقافي، عبر تأسيسها لأول منتدى -صالون أدبي، تؤسسسه كاتبة في الرقة".

وتابع البيان أن بيت الأديبة الراحلة في الرقة كان ملتقى الكتّاب والأدباء السوريين والعرب، وبقي مستمراً رغم التضييق الأمني، والنوائب التي حلّت بالرقة.

وتعرض منزلها للمصادرة ومكتبتها الكبيرة للإحراق المتعمد، نتيجة لمواقفها الداعمة لحرية المرأة، وحرية التفكير والتعبير، والتزامها بقيم الثورة السورية، منذ انطلاقتها في مارس 2011، بصورة علنية وشجاعة.

وأردف البيان أن الشاعرة "فوزية المرعي" سوف تبقى قنديلا في رحاب الثقافة السورية، على الرغم من رحيلها، بما مثلته من دور ثقافي ريادي مهم في الحياة العامة، وبما تركته من قيمة إبداعية وإنسانية نبيلة، مثالاً للمرأة المثقفة، وبما قدمته من دعم ورعاية للكلمة الحرة، والحوار البناء بين الجميع.

صاحبة أول منتدى ثقافي
والأديبة الراحلة من مواليد مدينة الرقة 1948، وتعتبر من رواد القصة في سورية وركناً من أركان القصة القصيرة في محافظة الرقة، وبرعت بتوثيق الزي الرقاوي، وقدمت المرأة الرقاوية بأجمل صورها.

بدأت الكتابة متأخرة في منتصف التسعينيات من القرن الماضي، ولها مؤلفات عديدة في القصة القصيرة والشعر والرواية والأبحاث والمخطوطات.
وهي هي صاحبة أول منتدى ثقافي، أسسته في مدينة الرقة عام 2005 ، وكان إنجازاً يعكس حلمها الذي رافقها منذ زمن.

وخلال فترة سيطرة تنظيم الدولة الاسلامية على الرقة، تم مصادرة ممتلكات ومقتنيات الأديبة وإحراق مكتبتها، ضمن سلسلة الحملات التي مارسها التنظيم ضد الكتاب والشعراء والمفكرين بالرقة.

كتبت بزخم في شتى أجناس الأدب بلغة سلسة وسهلة وعذبة وكتبت عن "الشركس" وهجرتهم إلى سوريا عموماً ومدينة "الرقة" خصوصاً، كما وثقت العديد من الرحلات لاسيما النهرية منها، كما في كتابها الأبرز من" توتول إلى ماري".

ومن أعمالها الأدبية المطبوعة كتاب بعنوان "قناديل الوجد" عن دار المقدسية بحلب وتلاه الجزء الثاني سنة 1999، ورواية "غريبة بين الشاهد والقبر" عن دار المقدسية بحلب، فضلاً عن مجموعتها القصصية "بحيرة الشمع" عن مطبعة الاتحاد وأعمال أدبية أخرى.

ذاكرة المدينة
ورثى الراحلة "فوزية المرعي" عدد من أصدقائها ومعارفها ممن عرفوها عن قرب مستذكرين حضورها الإنساني البهي وإبداعها الأدبي وصلابتها وإرادتها رغم صنوف المحن وما مرت به طوال السنوات الماضية في مدينتها الأسيرة في ظل إحتلالات شتى.

وعلق "محمود أبو الواثق": "قبل أيام قلائل تحدثنا مراراً واتصلت بي وهي فرحة، وشكت لي أوجاعاً كثيرة كذلك"، وأضاف: "رحمة الله عليك يا أم هاجر يا أجمل قناديل الرقة".

وقال الكاتب "عبد الرحمن مطر" بنبرة مؤثرة: "مؤسف ومؤلم غيابك، لا كلام يقال في هذا المقام، وليس ثمة أي عبارة أو رثاء تفيك بعضاً من حقك".

وتابع: "ما قدمته للثقافة العربية، ولمدينتنا الرقة، لا يقدر بثمن ولا يمكن نسيانه أو تجاوزه أنت في الذاكرة، ذاكرة المدينة، والفرات، وفي قلوبنا".

وعقبت "جيهان المشعان": "كانت المضيف لكل قادم للرقة وأماً لنا جميعا واستدركت :"لم يرزقها الله بولد وبنت، وكسبت محبه الجميع خسارة يا أم الجديلة خسارتنا كبيرة".

فارس الرفاعي - زمان الوصل
(135)    هل أعجبتك المقالة (115)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي