سلطت وسائل إعلام تركية الضوء على لاجىء سوري يعمل بمهنة مسح وتنظيف الأحذية على أرصفة الشوارع في ولاية باطمان التي جاء إليها قبل 11 عاماً بعد أن أمضى جلّ عمره كممثل ومُخرج مسرحي في سوريا.
وقال تقرير مصور بعنوان "ملخص القصة" على "يوتيوب" إن الفنان "سليمان عبد الرحيم" ليس كأي فنان آخر إذ جعل عمله في الفن رسالة وليس وسيلة للحصول على المال أو تكوين ثروات ولكن تقدم الأيام أثبت له عكس ذلك.
وتفاجأ الكثير من السوريين عندما رأوا الفنان عبد الرحيم على أرصفة الشوارع في تركيا بلحيته الكثة البيضاء وشعر رأسه الذي حمل اللون ذاته وخطوط الزمن في وجهه المتغضن التي يوحي كل منها بعقد من السنين أمضاها الرجل في خدمة الفن السوري والارتقاء بذائقة جمهوره الرفيع.
وذكر عبد الرحيم الذي يعيش وحيداً في مدينة باطمان، أنه درّب المئات من الممثلين والممثلات المسرحيين في سوريا، وقدّم مسرحاً بـ 3 لغات. ولكنه تخلى عن مهنته التي يُحبّ، وذلك نتيجة أوضاعه المادية.
وأظهر التقرير الفنان عبد الرحيم وهو يجلس أمام صندوق بويا لتلميع الأحذية وبدا شارد الذهن وفي حالة من التعب والإعياء.
وتابع التقرير أن الفنان عبد الرحيم حل بالأراضي التركية التي هاجر إليها منذ أكثر من 10 سنوات، وتوقع فور وصوله أن يجد عملاً مناسباً له ولسنوات عمره المتقدم، ولم يأنف من الموافقة على أي عمل يضمن له الرزق الحلال.
قدم أعماله بأكثر من لغة
ومضى التقرير إن سليمان عبد الرحيم المصاب بمرض "السكري"، قدم في شبابه أعمالاً مميزة على خشبة المسرح ومنها العديد من المسرحيات أمام عدد من المخرجين الذين قيموا أدواره حينذاك على أنها تنم عن موهبة خاصة مثل مسرحيات شكسبير "روميو وجولييت"" هاملت" وغيرها عشرات الأعمال.
ووصلت موهبته الفريدة إلى تقديم أعماله بأكثر من لغة ونجح حينها في تقمص الشخصيات التي قدمها باحترافية عالية شهد لها النقاد السوريون والعرب.
وكشف التقرير أن الفنان الذي يعمل بعرق جبينه على أرصفة تركيا مسؤول عن ثمانية أشخاص ووجد أنه لن يكون له رفاهية اختيار المهنة المناسبة في سنه الذي قارب الثمانين عاماً واعتبر المسرح شيئاً من ذكريات الماضي وقرر أن يوفر أدوات مسح الأحذية ليعمل في هذه المهنة لكسب لقمة عيشه رغم مرضه وعمره الكبير.
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية