أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

الرؤساء "الأمريكان" وعلاقتهم بالكتابة والقراءة .. محمد عبده العباسي

الرؤساء " الأمريكان" وعلاقتهم بالكتابة والقراءة .

كتبت إحدى الصحف الأمريكية موضوعاً هاماً يتعلق بما تحظى به عادة القراءة أوالكتابة من أهمية عند الرؤساء الأمريكيين على مدى تاريخ البلاد .

جاء الرئيس الأمريكى تيودور روزفلت على رأس القائمة التى تكونت من ستة عشر رئيساً فقط مؤكدة بأنه ليس هناك من يدانى هذا الرجل فى القراءة فهو يقرأ كتاباً واحداً فى اليوم فى حالة انشغاله القصوى ، أما فى أوقات الفراغ التى يتحرر فيها من العمل فإنه يستطيع الإنتهاء من قراءة كتابين إلى ثلاثة كتب ، وقد وصفه البعض بأنه " أكول للكتب" ويسعد كثيراً إذا ما زاد إطلاعه ويرى فى ذلك متعة خاصة واشباعاً للفضول عنده ويرى أن متعة القراءة تمنحه لحظات من الإنفصال التام والراحة الكاملة فى محاربة الفراغ.

والرئيس روزفلت هو أول مواطن أمريكى نال جائزة نوبل ، و لم يكن روزفلت قارئاً نهماً فقط بل كان أيضاً يكتب فى مجالات التاريخ وكان لديه ميلاً كبيراً للقراءة فى المجالات المتخصصة فى الناحية العسكرية وقد تأثر كثيراً بكتاب " تأثير القوة البحرية على التاريخ" والذى ألفه الفريد ثاير ماهان وترك أثراً كبيراً فى أفكار الرئيس الإمبريالية . كما قرأ الرئيس تيودور روزفلت فى مجالات أخرى مثل التاريخ الطبيعى لكتاب أمثال أودوبون وسبنسر وفلوريتون بيرد وذلك سعياً وراء حماية أمريكا وكان يعد ذلك على رأس قائمة اهتماماته .

ويعد الرئيس تيودور روزفلت الرئيس رقم 26 فى ترتيب الرؤساء تولى رئاسة أمريكا وهو فى سن الثانية والأربعين وقد ولد فى 27 أكتوبر 1858م وتولى الحكم سنة 1901 م واستمر فى منصبه على مدى سبع سنوات وخمسة شهور وعشرون يوماً وتوفى فى السادس من يناير عام 1919م وكان منتمياً للحزب الجمهورى.

واحتل الرئيس الأمريكى فرانكلين . د. روزفلت المكانة الثانية وقد تولى الحكم فى سن الحادية والخمسين من عمره وهو الرئيس الثانى والثلاثين فى سلسلة الرؤساء الأمريكيين ولد فى الثلاثين من يناير عام 1882م وتولى رئاسة الولايات المتحدة فى العام 1933م واستمر على غير عادة الرؤساء الأمريكيين على مدى ثلاث فترات بمدة زادت على اثنتى عشرة سنة وشهران و12 يوماً ، وتوفى فى الثانى عشر من أبريل من العام 1945م وكان ينتمى للحزب الديمقراطى.

وكان روزفلت من أكثر الرؤساء الأمريككين جميعاً حباً للقراءة ، ويعد واحداً من أغنى الرجال الذين وصلوا إلى موقع الرئاسة وكانت مكتبته تضم 22 ألف كتاب كما كان أحد الهواة إلى حد الشغف بجمع طوابع البريد وشكلت مجموعاته منها قرابة 25 ألف من هذه الطوابع .

كان الرئيس فرانكلين روزفلت يمتلك ذائقة خاصة فى القراءة دفعته لقراءة كتب التاريخ والكتب التى تضم السيرة الذاتية كما أنه كان يستمتع بقراءة القصص البوليسية ولديه غرام بها ، واشتهر بمقولة كان دائماً يرددها وهى " الشئ الوحيد الذى يجب الخوف منه هو الخوف نفسه".

وجاء الرئيس توماس جيفرسون فى المرتبة الثالثة ، ومن الطريف أنه أيضاً يحتل مرتبة الرئيس الثالث فى تاريخ الولايات المتحدة فقد جاء بعد الرئيسين جورج واشنطن وجون آدامز ، وكان جيفرسون قد تعدى سن الستين بعام واحد فهو من مواليد الثالث عشر من أبريل عام 1743م واستمر رئيساً على مدى ثمانى سنوات بدأت من العام 1801م وكان ديمقراطياً جمهوريا وتوفى فى الرابع من فبراير عام 1826م . وصفته بعض الأقلام بأنه " صاحب الشهية المفتوحة للكتب" لدرجة أنه أهدى مكتبة الكونجرس الشهيرة عشرة آلاف كتاب بالفرنسية والإيطالية والإسبانية من مقتنياته الشخصية بدلاً من الثلاثة آلاف كتاب والتى سبق وأن حرقها الإنجليز من كتب المكتبة. والرئيس جيفرسون أفنى الكثير من سنوات عمره فى بحث ودأب للحصول على الكتب من أى مكان لدرجة أنه قام ببناء علاقات وطيدة مع باعة الكتب فى مدن مثل نيويورك وفيلادلفيا واجتازت تلك العلاقات حدود الأطلنطى ، واستطاع جيقرسون تصميم " ستاند " دوار للكتب فى بيته يستطيع من خلاله الرجوع إلى خمسة كتب فى وقت واحد إذا لزم الأمر.

أما الرئيس ابراهام لنكولن فهو السادس عشر فى قائمة الرئاسة الأمريكية تولى الرئاسة عن الحزب الجمهورى وعمر يناهز الثانية والخمسين وكان ذلك فى سنة 1861م واستمر على مدي أربع سنوات وأربعين يوماً وقد ولد فى الثانى عشر من فبراير عام 1809م وتوفى يوم الخامس عشر من أبريل عام 1865م ويعد الرئيس الأمريكى لنكولن هو الرئيس الرابع فى ترتيب الرؤساء القارئين فهو الرئيس الأشهر والأكثر أناقة وعمقاً فى كتاباتهم وخطبهم ، ونادراً ما حظى رئيس أمريكى بمكانته فى هذا المجال.

وعلى الرغم من أن لنكولن لم يحظ سوى بقدر ضئيل من التعليم إلا أنه أعتاد منذ مراحله العمرية الباكرة بالقراءة ، وقرأ كتاب " مسيرة الموحدة" لمؤلفه جون بونيان والذى يعد واحداً من أهم الكتب النى سجل فيها أحد الباحثين حقيقة رحلته الإيمانية الرمزية وتصدت الكنيسة لهذا الكتاب عند صدوره . كان لنكولن يفضل قراءة كتاب " حكايات إيسوب" وحكايات الحكمة من خلال قصص الحيوان ، كما كان يفضل قراءة كتاب " توماس بين" عن الفطرة السليمة الذى نادى فيه مؤلفه بضرورة استقلال أمريكا عن بريطانيا على الرغم من أن المؤلف نفسه كان بريطانى الأصل ، كما قرأ لنكولن كتابات وليم شيكسبير والكثير من الأشعار الرومانسية والأدب الكلاسيكى ، ولم يكن لنكولن يفضل بحال قراءة الكتب الخيالية . وكان لنكولن قارئاً محترفاً على الرغم من أنه لم يمتلك سوى مكتبة صغيرة فى عدد كتبها مقارتة بغيره من الرؤساء .

وفى المرتبة الخامسة جاء الرئيس وودرو ويلسون ، وهو الرئيس الثامن والخمسين فى ترتيب الرؤساء ، ولد فى يوم الثامن والعشرين من ديسمبر عام 1856م تولى الحكم عن الحزب الديمقراطى وهو فى سن السادسة والخمسين وكان ذلك فى عام 1913م واستمر على مدى ثمانى سنوات ، وتوفى يوم الثالث من فبراير عام 1942م . ومن الغريب أن هذا الرئيس لم يكن يعرف القراءة أو الكتابة حتى سن العاشرة حيث كان يعالج من مرض سبب له صعوبة فى التعلم ، إلا أنه أصبح بعد ذلك قارئاً نهماً فى الكثير من نواحى المعرفة ، كما كان عاشقاً للكتب التى تحكى قصص البحر أو تاريخ العالم ، ولم يقف ويلسون عند هذا الحد بل أنه تعداه واستفاد من نماذج متعددة من الكتابات التى دارات حول النظام الأوربى الحكومى ، وقرأ أيضاً فى الكتب التى تتبنى عناصر معينة من النظم الأجنبية وذلك من أجل الصالح الأمريكى وقد أدت قراءاته حول النظام الحكومى البريطانى لمزيد من المصاعب بينه وبين أعضاء الكونجرس. وترك ويلسون بعد وفاته نحو سبعة آلاف كتاب بين رفوف مكتبته ، والرئيس ويلسون شخصية كانت مولعة بصنع السلام العالمى كما أنه كان النبتكر الأول لحمامة السلام الشهيرة.

وجاء الرئيس جون آدامز فى المرتبة السادسة ، وهو الرئيس الثانى فى قائمة الرئاسة فى أمريكا ، كان فى الحادية والستين من عمره حين تولى الرئاسة وكان فيدرالياً وولد فى الثلاثين من أكتوبر عام 1735م على مدى أربع سنوات بدأت فى العام 1797م وكان فيدرالياً أيضاً وتوفى فى الرابع من يوليو عام 1826م .

ولم يكن هو الرئيس الأمريكى الذى اثمرت كتاباته فحسب بتلك الخطابات التى كان يرسلها إلى زوجته والتى تمتعت بجانب كبير من الثقافة ، فكان جون آدامز قارئاً غير عادى ضمت مكتبته الشخصية كتباً كثيرة تبرع بحوالى 5103 كتاباً منها فيما بعد وكان من بينها الكثير من الكتب فى مجالات السياسة حتى كتب الرياضة.

بدا ذلك واضحاً من خلال توقيعه البراق على الصفحات الأولى لأغلب كتب مجموعته وكان يتباهى دائماً بأنه من أكثر الرؤساء كانوا يقتنون الكتب ، أما الكتاب الذى كان يعده جوهرة مكتبته فهو كتاب " سيسرو" فى البلاغة والذى يعود تاريخ طباعته غلى العام 1734م .

أما الرئيس الأمريكى الأشهر جورج واشنطن فقد احتل المكانة السابعة بين الرؤساء الذين تناولهم الموضوع ، وجورج واشنطن هو أول رئيس أمريكى احتل مكانة الرئاسة فى تاريخ الولايات المتحدة وكان عمره وقتها 57 عاماً وكان قد ولد فى الثانى والعشرين من شهر فبراير عام 1732م واستمر على مدى ثمانى سنوات من عام 1789م وتوفى فى الرابع والعشرين من ديسمبر عام 1799م . كان الرئيس واشنطن يفتقد التعليم الرسمى الذى حُرم منه ، لذا انصبت اهتماماته فى أمور مثل التخطيط الزراعى والعسكرى ، ومثلت هذه الكتب العصب الرئيسى لمكتبته التى كونها وبلغ عدد كتبها إلى 900 كتاب فقط . كان كتاب " تجربة عامة فى التكتيك " يمثل حجر الزاوية فى اهتمامات الرئيس والذى ضم 1770 بحثاً فى المجال العسكرى وقد الفه القائد العسكرى الفرنسي " كومب دى جيوبيرت" كما كان بين كتبه بعض أدبيات القرن الثامن عشر.

الرئيس جيمس مونرو حظى بالمركز الثامن ، ويعد الرئيس الخامس فى قائمة الرؤساء الأمريكيين ، تولى الرئاسة بعد جيمس ماديسون وكان ديمقراطياً جمهورياً وهو فى عمر الثامنة والخمسين واستمر على مدى ثمانى سنوات عام 1817م وقد ولد فى الثامن والعشرين من أبريل عام 1858م وتوفى فى الرابع من يوليو عام 1831م .

وهذا الرئيس الذى لم يكمل تعليمه فى الكلية التى التحق بها بل اكتفى بالإنضواء تحت لواء الثوار الأمريكيين ، ولكنه استطاع تعويض تعليمه بالقراءات المتعددة فى مجالات الفلسفة والسياسة والمنطق والعلوم إضافة إلى القانون.

ضمت مكتبة الرئيس مونرو حوالى ثلاثة آلاف كتاب ، وقد بلغ من درجة اهتمامه بها أنه كان يفوم بفهرستها بنفسه فى قوائم خاصة ، ولم تزل هناك الكثير من الكتب التى حملت الخاتم الخاص بإسمه منذ أن اقتناها.

وجاء الرئيس الأمريكى الرابع فى قائمة ترتيب الرؤساء الأمريكيين جيمس ماديسون وفى المرتبة التاسعة كم حيث الرؤساء الذين لهم علاقة بالكتاب ، تولى الرئاسة فى سن السابعة والخمسين وكان ديمقراطياً جمهورياً ، استمر فى الحكم على مدى ثمانى سنوات بدأت فى العام 1809م ، وقد ولد ماديسون فى السادس عشر من شهر مارس عام 1751م وتوفى فى الثامن والعشرين من يوليو 1836م .

كان يفضل كثيراً القراءة فى الأدب اللأتينى ثم اهتم بعدها بالقراءة فى الآداب اليونانية والقرنسية ، وكثيراً ماكان يهتم بقراءة الأفكار الكلاسيكية وكان لديه ميلاً كبيراً لفكرة الأدب المهذب .

أنهى ماديسون سنوات دراسته الأربع فى عامين فقط ، وانهمك بعدها فى القراءة دون توقف وكانت المكتبات المدرسية بمثابة مكتباته الخاصة واستطاع بفضل حبه للقراءة أن يقتنى قرابة أربعة آلاف كتاب بالإضافة إلى العديد من " البونفلتات" التى وجدت على سطح مكتبته ببيته الفخم فى فرجينينا .

وكان جيمس ماديسون ممن يدركون مدى أهمية الكتاب فى حياة الإنسان ، وهو الرئيس الأمريكى ربما الأوحد الذى رأى ضرورة تخصيص مبلغ 95023 دولاراً من موارد الكونجرس لشراء الكتب خاصة مجموعات الرئيس جيفرسون.

فى المركز العاشر جاء الرئيس ميلارد فيلمور ، وهو الثالث عشر فى قائمة الرئاسة الأمريكية ، تولى الحكم فى سن الخمسين في العام 1850 م على مدى سنتين ثمانية شهور ليكمل رئاسة سلفه زاكاى تايلور الذى مات بعد سنة واحدة وأربعة شهور من توليه الرئاسة ، ولد ميلارد فيلمور فى السابع من يناير عام 1800 م وتوفى فيلمور فى الثامن من مارس 1874م . وهذا الرئيس يثبت أنه كان نموذجاً غريباً من الرؤساء الأمريكيين فهو يرى أنه ليس من الضرورى أن يصبح الرئيس الذى يهتم بالقراءة الجادة حاكمأً جيداً .

ففى العام الذى تولى فيه منصب الرئاسة لم يكن فى البيت الأبيض بأسره سوى كتاب واحد هو الإنجيل ، لذا فقد كانت زوجته والتى سبق وأن عملت معلمة بإحدى المدارس وكانت قارئة نهمة فقامت مع زوجها الرئيس بعمل تغييرات عديدة بمقر البيت الأبيض وتحويل إحدى قاعاته فى الطابق الثانى إلى مكتبة اكتظت رفوفها بالكتب ، وذلك لأن الزوجة كان لديه شغف كبير بالإستيلاء على أى كتب تقع تحت يدها وكانت تخصص مبلغ 250 دولاراً لهذا الأمر ، وحين توفى فيلمور ترك ضمن مقتنياته الشخصية قرابة أربعة آلاف مجلد .

فى المركز الحادى عشر حل الرئيس جون . ف. كيندى ، وقد تولى الرئاسة كأصغر رئيس فى تاريخ الولايات المتحدة وكان عمره 43 سنة فقط وترتيبه فى قائمة الرؤساء هو الخامس والثلاثين وكان ينتمى للحزب الديمقراطى استمر فى الرئاسة مدة عامين وعشرة شهور ويومان بعد أن تم اغتياله فى مدينة دالاس الأمريكية وكانت بجواره زوجته الجميلة جاكلين كيندى على يد أوزوالد فى يوم الثانى والعشرين من نوفمبر عام 1963م .

وكان كيندى قد تولى الرئاسة فى سنة 1961م وهو من مواليد التاسع والعشرسن من مايو عام 1917م ، وجاء بعده نائبه ليندون .ب. جونسون .

وكيندى هو أحد الرؤساء القلائل جداً الذين أصبحت كتبهم التى ألفوها هى أكثر الكتب مبيعاً وخاصة كتاب" لوحات فى الشجاعة" قبل أن يصبح رئيساً ولم تكن أيضاً لوظيفته كرئيس أى سبب فى ذلك أو ذات تأثير ، لدرجة أن هذا الكتاب نال جائزة " بوليتيزر" قبيل أن يصبح كيندى رئيساً لأمريكا.

ويصف كيندى فى هذا الكتاب أفعال الشجاعة التى قام بها أعضاء من مجلس الشيوخ الأمريكى على مدار التاريخ حيث فعلوا ما رأوه صواباً رغم خسارتهم لجماهيرتهم وأحزابهم . وعرف عن الرئيس الأمريكى بنظرة شبابية للأمور وذلك من خلال منافساته الكبيرة ، كما عرف عنه أنه قارئ جيد ومن الكتب التى كان يفضل قراءاتها كتاب " لورد ميلبورن " من تأليف ديفيد سيسيل وكتاب " ثمن الوحدة " من تأليف هربرت آجار ، وكتاب " لبرون فى إيطاليا" لبيتر كوينيل ، وكتاب " ومن روسيا بالحب" لإيان فيلمنج وكتاب " طرق الحج" لجون بوشان . ومن الجدير بالذكر أن نجد رجلاً مثل كيندى لديه قدرة فائقة فى القراءة لدرجة انه كان يرأ بسرعة 2500 كلمة فى الدقيقة أى عشر مرات ضعف المتوسط الطبيعى ، فقد كان يقرأ فى أثناء تناوله طعام الإفطار ست جرائد من أولها لآخرها.

أما الرئيس الأمريكى جيمى كارتر فهو الرئيس الأمريكى المولود فى الأول من أكتوبر عام 1924 م ، ومازال كارتر حياً يرزق ويقوم بدور سفير للمساعى الحميدة من قبل المنظمة الدولية ، كان فى سن الثانية والخمسين حين أصبح رئيساً وأمضى فى الرئاسة مدة أربع سنوات فقط وذلك فى العام 1977م ممثلاً عن الحزب الجمهورى وهو الرئيس الأمريكى الوحيد الذى التحق بفصول لتعلم سرعة القراءة جنباً إلى جنب مع ابنته إيمى ، وهو الرئيس الذى يقف على قدم المساواة مع نظيره تيودور روزفلت فى الإهتمام بقراءة المجلدات .

كان الكتاب المفضل عند جيمى كارتر هو كتاب " اجعلونا الآن نمدح الرجال المشهورين" الذى ألف الكاتب جيمس أجى ومن تصوير المصور والكر إيفان عن آلاباما فى سنوات الكساد الإقتصادى ، وقال عن هذا الكتاب أنه يحكى عن حيوات أناس عاشوا تحت خط الفقر والبؤس وكيف كانوا يتعاملون مع ضروريات الحياة بما فيها من تحديات ، وقال أيضاً أن هذا الكتاب أظهر لى أن تجارب جيراننا ليست فريدة ، فهناك أناس فى دولتنا يعانون ، وقد حدث أن كل العائلات التى حلل الكتاب تدنى مستوى معيشتها الإقتصادية فى خلال سنوات الكساد كانت عائلات من البيض.

أما حياة جيمى كارتر نفسها منذ العام 1975م فقد تناولتها العديد من الكتب بلغ عددها 24 كتاباً ، بداية من ذكرياته الشخصية حتى أحدث كتاب أصدره عن مشروع السلام الفلسطينى الإسرائيلى والذى وضع الرئيس كارتر فى المقدمة من حيث الرؤساء المؤلفين للكتب.

الرئيس بيل كلينتون حل فى المرتبة الثالثة عشرة حيث اشتهر عنه الحلقات الدراسية التى التحق بها وبانت مقدرته واضحة من خلال المهام العديدة التى قام بها ، وكلينتون يعد من الرؤساء المشهور عنهم أنهم قراء من الدرجة الأولى ، فقد تبنى الرئيس عدداً من الروائيين والمؤرخين فى خلال مدة حكمه .

وكلينتون مازال جياً يرزق ويقوم بدور سفير للمساعى الحميدة لدى المنظمة الدولية وزوجته هى السيدة هيلارى كلينتون التى تشغل منصب وزيرة الخارجية فى إدارة الرئيس باراك أوباما وكانت من قبل منافسة له فى سباق الرئاسة نحو البيت الأبيض سعياً لدخوله كرئيسة بدلاً من زوجة الرئيس. وكلينتون تولى الرئاسة الأمريكية ايصبح الرئيس الثانى والأربعين فى قائمة الرؤساء واستمر فيها على مدى ثمانى سنوات ، وقد اشتهر بفضيحة المتدربة مونيكا .

وجاء من بعده الرئيس جورج بوش الإبن الذى لم يكن يحظ بأى نصيب من الثقافة أو المعرفة وحسب ما وصفته أمه نفسها بأنه كان أقل أبنائها من حيث الذكاء والفطنة ، وعلى الرغم من ذلك فقد احتل سدة الحكم فى أمريكا على مدى ثمانى سنوات بدأت فى العام 2001 .

فى العام 2003م كتب كلينتون قائمة ضمت واحداً وعشرين كتاباً مفضلاً لديه كان من بينهم كتاب " رجل غير مرئى" من تأليف رألف إليسون وكتاب " التأمل" من تأليف ماركس أوريليوس ، وكتاب " التاريخ الحى" من تأليف زوجته حيلارى كلينتون ، وكتاب " تزييف المسيح" من تأليف توماس كيمبس ، كما أنه قرأ رواية" مائة عام من العزلة " للروائى الكولومبى الحائز على جائزة نوبل فى الآداب جابرييل جارسيا ماركيز ، وكتاب " أمريكا فى العهد الملكى 1954ـ 1963م " من تأليف تايلور برانش ن وكتاب " الأيام الأربعة " من تأليف ت.س. إليوت ، ورواية لن تستطيع العودة إلى المنزل مرة أخرى" تأليف توماس وولف. كما قام بيل كلينتون بإقامة معرض للكتب المهداة إليه فى حلال فترة رئاسته .

وجاء الرئيس جيمس .أ. جارفيلد ليحل فى المركز الرابع عشر بين قائمة الرؤساء ، وهو الرئيس العشرين فى قائمة الرؤساء تولى الرئاسة عام 1881 م عن الحزب الجمهورى قبل أن يبلغ سن الخمسين بعام واحد فقد ولد فى التاسع عشر من نوفمبر عام 1831م واستمر فى رئاسته لمدة فترة رئاسية ثانية لم يكملها واكتفى بمدة ست سنوات ونصف أكملها نائبه شيسر . أ. آرثر ، وتوفى جارفيلد فى التاسع عشر من سبتمبر عام 1881م .

وهذا الرئيس شب فى بيئة فقيرة لم تكن الكتب تحظى فيها بأى اهتمامات ، ولكنه استطاع أن يلتهم فى خلال شهور الصيف العديد من دواوين الشعر وكتب التاريخ وغيرها فى مجالات الميتا فيزيقا والعلوم . وحين تم تجنيده حمل معه العديد من الكتب الكلاسيكية ليقرأ فيها طوال أوقات فراغه . كان جيمس جارفيلد من أشد المعجبين بالشاعر الألمانى جوته وقد استطاع فى خلال فترة رئاسته تكوين مكتبة كاملة ضمت أرشيفاً لقصاصات من الكتب التى صدرت فى عهده.

وجاء الرئيس ريتشارد .م. نيكسون فى المركز الخامس عشر ، وهو الرئيس رقم 37 فى قائمة الرؤساء ، ولد فى التاسع من يناير عام 1913م وظلت رئاسته على مدى خمس سنوات و202 يوماً وكانت قد بدأت فى العام 1969م وكان جمهورياً . كان نيكسون قارئاً جيداً بل كان يحظى بالمرتبة الأولى على كل أقرانه فى سنوات الدراسة. واضطر الرئيس للتنحى بعد الفضيحة المدوية والتى حملت اسم " ووترجيت" ، وقال بكلمات تحمل الكثير من الأسى " كما تعلمون ، نوعاً ما أحب قراءة الكتب ، لست متعلماً لكننى أحب قراءة الكتب".

كانت تلك آخر كلماته وهو يغادر بعد إلقاء خطاب الوداع الذى على أثره ترك الحكم ، وكأنه كان يثبت بذلك الدفاع عن نفسه.

أما الرئيس الذى حل فى المركز الأخير ـ السادس عشر ـ فهو الرئيس جيمس بيو كانان ، فهو يعد حسب تصنيف الجريدة الأمريكية الرئيس الأسوأ عبر التاريخ الأمريكى بأسره ، وأوردت الجريدة عنه أنه على الرغم من كل ذلك فقد كان متحدثاً لبقاً يتصف حديثه باللياقة ، وكان كثيراً ما يقوم بإقتباس فقرات من الأعمال الكلاسيكية التى كان يقرأها فى سنوات دراسته الجامعية.

وهو الرئيس الخامس عشر فى قائمة الرؤساء ، تولى الرئاسة فى سن الخامسة والستين ، ولد فى الثالث والعشرين من أبريل عام 1791م واستمر رئيساً ديمقراطياً مدة أربع سنوات ، تولى بيو كانان الرئاسة فى العام 1857م وتوفى فى الأول من يونيو عام 1868م. قرأ بيوكانان كل أنواع الأدب ، وكان " العهد الجديد " هو الكتاب الأول لديه ويحظى بمكانة مرموقة لديه ، كما كان يحب أن يقوم أحد بالقراءة له ومن عاداته أنه كان يقرأ كل ليلة كى تغفو عيناه تحت ضوء الشموع ويستمتع بأن كتبه تحمل بقعاً محترقة . فى أخريات أيامه أعلن بأنه قد أصبح متعباً من القراءة.

ـــــــــــــــــــــــــــــــ



بورسعيد

مصر

(121)    هل أعجبتك المقالة (110)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي