نفى السوري الملقب ب "جلاد الأسد" الذي اعتقل العام الماضي قيامه بتعذيب واغتصاب مدنيين لصالح النظام.
وادعى بأنه هو نفسه ضحية لانتهاكات خطيرة من قبل النظام، بحسب ما ذكرت صحيفة "دي ستينتور" الهولندية.
ونقلت الصحيفة عن المتهم "رفيق . ا"، البالغ من العمر 55 عاماً، إنه قضى أكثر من مائة يوم في أحد السجون السورية عام 2014، في قبو مليء بالجثث.
ويُزعم أنه تعرض هناك لتعذيب شديد لدرجة أنه كاد يفقد بصره في إحدى عينيه. ونتيجة لهذه الفظائع، يعاني من أعراض شديدة لاضطراب ما بعد الصدمة (PTSD)، حسبما قال محاميه "أندريه سيبريغتس" أمام المحكمة في "لاهاي" يوم الثلاثاء.
بمعنى آخر، الرجل المقيم في "دروتن" هو نفسه ضحية للنظام السوري، وبالتأكيد ليس "جلاد الأسد" كما تعتبره النيابة العامة في هولندا.
* الصعق الكهربائي
وبحسب النيابة العامة، فقد قام "رفيق .ا". بتعذيب واغتصاب مواطنين لانتزاع اعترافات والحصول على معلومات.
وتتعلق القضية المعروضة الآن على المحكمة على وجه التحديد بأربع ضحايا، ثلاثة رجال وامرأة واحدة.
ووفقاً للنيابة العامة، يُزعم أنه تعامل معهم "بطرق مروعة" في سجن "السلمية " في عامي 2013 و2014. وقد تم تقييدهم وتجريدهم في بعض الأحيان من ملابسهم، وتعرضوا للضرب بالعصي والسلاسل والركل والصعق بالكهرباء. وتعرض الرجال للركل في أعضائهم التناسلية، والاعتداء على السجينة بسلاح الصعق الكهربائي، من بين أمور أخرى، واغتصابها. وكان عليهم أيضًا أن يأكلوا المخلل من على الأرض مثل الكلب ويشاهدوا المدنيين الأسرى الآخرين وهم يتعرضون للتعذيب.
ويقال إن المتهم ارتكب هذه الجرائم ضد الإنسانية بصفته رئيسا لموقع استجواب تابع لقوات "الدفاع الوطني"، وهي مجموعة شبه عسكرية يقودها نظام بشار الأسد.
* غير متعاون
وينفي الرجل السوري جميع الاتهامات وتنقل الصحيفة عن محاميه "سيبرفتس" إنه لم يكن عضوا في قوات "الدفاع الوطني" . ويؤكد أن موكله "كان يعمل كاتبا في الجهاز القضائي".
ولم يكن "رفيق .ا" نفسه حاضرا في الجلسة، الأمر الذي أثار انزعاج القضاة. لانه لن يكون قادرًا على القيام بذلك بسبب اضطراب ما بعد الصدمة، حيث يُعتقد بأه يعاني من نوبات الهلع وهو "عاطفي للغاية". وفقد 15 كيلوغراماً من وزنه منذ اعتقاله. وقال محاميه (سيبيرجتس): "إن التشاور الهادف معه أمر غير ممكن". ولذلك طالب بالإفراج المؤقت عن الرجل بشروط صارمة، لكن المحكمة لم ترغب في ذلك. الحقائق حول المشتبه به خطيرة للغاية بالنسبة لذلك.
وينصح الخبراء بمراقبة الرجل في مركز "بيتر بان"، لكنه لا يريد التعاون لأنه لم يكن يعاني من أي شكاوى نفسية في ذلك الوقت. وتريد المحكمة التحدث معه قريبا لاتخاذ قرار في هذا الشأن.
* تصريح الإقامة
وفي السنوات الأخيرة، تمت محاكمة حوالي عشرة من طالبي اللجوء السوريين بتهمة جرائم (حرب) ارتكبوها في الحرب السورية قبل مجيئهم إلى هولندا. وقد تمت محاكمة معظمهم من قبل النيابة العامة لأنهم كانوا جزءاً من منظمة إرهابية في سوريا. حيث تلقى "أحمد الك" من "زيلاند"، حكماً بالسجن لمدة 20 عاماً لتورطه في إعدام جندي حكومي سوري أسير.
* بالنسبة للنيابة العامة
وتعتبر القضية المرفوعة ضد الرجل من "دروتن" واحدة من أكبر القضايا السورية حتى الآن، والأكبر عندما يتعلق الأمر بمحاكمة أنصار الأسد.
تمت حتى الآن محاكمة طالب لجوء سوري آخر كان، قبل مجيئه إلى هولندا، جزءًا من ميليشيا موالية للأسد في سوريا. تلقى (مصطفى.أ) من "كركراد" حكماً بالسجن لمدة 12عاماً لأنه اعتقل مواطناً في سوريا وسلمه إلى جهاز المخابرات سيئ السمعة، وبعد ذلك تعرض المعتقل للتعذيب.
وفي يوم الجمعة الموافق 8 ديسمبر/كانون الأول من العام الماضي، ألقي القبض على "رفيق". في منزله في "دروتن". وفي يوليو/ 2021، دخل الرجل هولندا كلاجئ. ثم حصل بعد ذلك على تصريح إقامة وعاش مع زوجته وولديه في منزل مُدرّج في "دروتن" لمدة عام ونصف تقريبًا. وأبلغ سوريون النيابة العامة عن تصرفاته في سوريا.
حسن قدور - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية