البريد الإلكتروني: [email protected]
الرئيس جورج بوش قلقا ومذهولا. وهو يرى هيبته وهيبة بلاده وقواته تتآكل كما يتآكل الحديد بفعل الصدأ.
فهو يرى انه وإدارته وصقوره ومحافظيه الجدد وسيدتهم الامبريالية العالمية, أعدا للحرب عدتها, وسخروا لها كل الإمكانيات لتحقيق نصر حاسم ومميز.على كل من يعارض ويتصدى لطموحاتهم وأحلامهم ,بفرض نظام عالمي جديد , يقوم على استعمار العالم من جديد.وإقامة حلمهم الإمبراطوري. وأنهم لم يبخلوا بشيء على كل من القوات والمرتزقة والعملاء ,من المال الوفير, إلى أعتا وأدق الأسلحة والذخائر الذكية و المتطورة. وأنهم جندوا لهذه الحرب كل خائن وعميل وفاسد. وفتحوا أبواب التطوع في كل أنحاء العالم لتجنيد فلول المرتزقة, وأنهم موهوا الحرب بتسمية خادعة ومضللة, حين أطلقوا عليها تسمية الحرب على الإرهاب. وأنهم وظفوا الإعلام المرئي والمسموع. ليبث الخوف والرعب في قلوب الجميع, وليوهن وينحر ويغتال كل عزيمة قد تدفع بصاحبها إلى نهج الصمود والرفض. أو تسول له نفسه سلوك دروب المقاومة والممانعة. وأنهم أعدوا كل السجون والمعتقلات, ليعاملوا نزلائها بكل وحشية وهمجية , وبطرق وفنون تعذيب لا تخطر على عقل وقلب بشر.ليجعلوا منهم عبرة لكل من تسول له نفسه الرفض أو حتى التلكؤ بالانضواء والانخراط في مشروعهم الجديد, وليرهبوا شعوب العالم بأسره, وليحسبوا للإدارة الأمريكية والصهيونية وإسرائيل ألف حساب. وليذيقوا العرب والمسلمين المهانة والذل والمذلة. ومع كل ذلك لم يحققوا النصر, وإنما حصدوا الهزيمة تل والهزيمة. وحتى وضع حد لهزه الهزائم والخروج منها بحفظ ماء الوجه, بات متعذر.بعد أن أضحت محرقة تحرق النظام الامبريالي والرئيس وإدارته وبلاده والعالم. وتستنزف قدراتهم بسلسلة هندسية.
ويقف الرئيس جورج بوش مذهولا كالمخبول , وهو يرى تساقط الإستراتيجية الأمريكية,وامن الولايات المتحدة وحقوق احتكار النفط ,كما تتساقط أوراق بعض الأشجار في فصل الخريف .وحتى أسلحة الردع النووي لم يعد يحسب أحدا لها من حساب, ولم تعد بذات معنى. بل أضحت برحمة أي مخبول تراوده نفسه بالعبث فيها والانتقام من سطوة مالكيها, غير آبه بما قد يجره عمله من مخاطر مدمرة على بلاده والعالم. ولكي نوقظ هذا الرئيس وإدارته وصقوره ومحافظيه من ذهولهم. سنسرد عليهم أسباب تعثرهم وهزائمهم, ونوضح لهم أن النصر مستحيل. وأن عليهم أن يتقبلوا الهزيمة صاغرون وبطيبة خاطر وبصدر رحب. وأنه لن يخفف من وطأة الهزائم سوى انسحابهم السريع من كل مكان, والتقوقع داخل بلادهم, وتقديم استقالاتهم , وتسليم أنفسهم إلى مخافر البوليس . كعصابة مجرمين ولصوص افتضح أمرها , ولا مستقبل لها. فأسباب الهزيمة التي لم ولن يفقهوا كنها , ولن يتمكنوا من هضمها, ولا هم بقادرين على أستساغ طعمها, تتلخص بهذه الأسباب التالية:
1. فالسبب الأول: أن الحرب لم تقرر من قبل القيادات السياسية والعسكرية الأمريكية. وإنما خطط لها وتقررت من قبل مكتب تشيني المكتظ بالإسرائيليين, والذين يريدون أن يحققوا مصالح إسرائيلية صرفة. لأن السيد ديك تشيني يعتبر نفسه صهيوني قبل أن يكون أمريكي. ويأتمر بأوامر نتنياهو, ولا مانع لديه من تدمير العالم وبلاده.إن كان ذلك يفيد إسرائيل ويحقق حلمها بإقامة دولتها التوراتية. ويحقق الأرباح والمكاسب الوفيرة لشركات السلاح والنفط والمرتزقة . والذي هو وكيل حصري لمعظمها. وحشر في مكاتبه بكل صهيوني وإسرائيلي يكره ويمقت العرب والإيرانيين والأتراك والمسلمين. وتنطق باسمه وأسم مكاتبه صحيفة ( وول ستريت جورنال) التي أشتراها مؤخرا روبرت مردوخ , وهو من يملك شبكة فوكس نيوز, ويتعاطف وإعلامه مع عتاة الإرهاب واليمين والتطرف الصهيوني والإسرائيلي . فمثلا أسرة تحرير وول ستريت جورنال هم بعض المحافظون الجدد. والذين هم من أشد أنصار اليمين الإسرائيلي. حتى أنهم انحازوا لصالح نتنياهو ضد شارون, لأن شارون بنظرهم ليس معاديا للعرب والمسلمين والفلسطينيين كما يجب أن ينبغي ويكون. فأيليوت أبرامز مسئول الشرق الأوسط في مجلس الأمن القومي إسرائيلي. ويعتبر جنسيته الإسرائيلية أشرف وأعز عليه من جنسيته الأمريكية. وهو المتورط بملء إرادته في فضائح عديدة, وأكثر ما يفرحه ويسره, أن تنتعش الفتن والحروب بين العرب بعضهم بعضا, وكذلك فيما بين المسلمين. ويذبحون ويقتلون بعضهم بعضا. ليساهموا وليسرعوا بعملية التخلص منهم, وحتى قتلهم من قبل الصهيونية والقوات الإسرائيلية والأمريكية وحلفائهم الأشرار والمجرمين والإرهابيين.
2. والسبب الثاني: أن الولايات المتحدة الأمريكية زجت نفسها بحروب ليس لها فيها أية مصلحة, وإنما حروب بالنيابة عن إسرائيل وحزب الليكود ومصالح بعض شركات السلاح والنفط.
3. والسبب الثالث: أن لكل حرب أسباب مباشرة تعطيها الكثير من الحق والتبرير, وتكون متممة للأسباب غير المباشرة, أو مكملة لها.إلا هذه السلسلة من الحروب المسماة بالحرب على الإرهاب , فكل من الأسباب المباشرة والغير مباشرة تناقض بعضها وتتضاد مع بعضها البعض وتتعارض فيما بينها.
4. والسبب الرابع: والقيادة السياسية لا تلجأ إلى الحرب إلا بعد استنفاذ كل الطرق والوسائل السياسية والدبلوماسية. فما من أحد يحبذ خيار الحرب إلا إذا فرض عليه, أو أقفلت وأوصدت كافة الدروب أمام الحلول الأخرى. ومع ذلك يعرضون الوضع على السلطة التشريعية, وحتى على الجماهير, ليحظى قرار الحرب بالثقة, ويكون قرار وطني وشعبي وقومي مشترك.إلا في حروب الرئيس جورج بوش وإدارته. حيث يقومان بإغلاق كل باب يوصل لحل سلمي, ويقوم الصقور والمحافظين الجدد بحملة استعداء و تخويف وكراهية. وتحفيز الخصم وتهييجه بمختلف الوسائل وحتى الرخيصة والدنيئة وغير أخلاقية, وفبركة التهم والأكاذيب. فالحرب هو خيارهم الأول. والجهود السياسية والدبلوماسية تنحصر مهمتها في تهيئة أجواء الحرب وخلق الظروف وفبركة الأسباب لشن الحرب.
5. والسبب الخامس: إن الحروب مهما بلغ فيها من تعديات وتجاوزات. إلا أن القيادة السياسية وإدارة الحرب تقر باحترامها لجميع المعاهدات والاتفاقيات الصادرة بخصوص معاملة الأسرى والسكان والمناطق المحتلة. إلا في هذه الحرب حيث أقر سلفا بأن هذه الاتفاقيات لن تطبق ولن يعمل بها. والأغرب من ذلك اعتبار أن كل من تطحنه أو تجور عليهم هذه الحرب بالقتل والاعتقال والأسر والخطف , لا يعتبر من البشر. وهذا تجريد للإنسان من إنسانيته, وبدعة جديدة تنفذ لأول مرة.
6. والسبب السادس:أن الحروب يختار لقيادتها زعماء وقادة مرموقين, يتمتعون بالحكمة, أو مشهود لهم بالعقل والمنطق وحسن التدبير, واتخاذ القرار الصائب والصحيح في المواقف الحرجة والصعبة. وهذا يمنح الشعب والمقاتل مزيدا من الثقة بقيادتهم والاطمئنان على مستقبل وطنهم ومصيرهم. أما الرئيس جورج بوش وإدارته وصقوره ومحافظيه فهم أشبه بعصابة. ويقودون الحرب بمنطق العصابة, ويتخذون قراراتهم لهذه الحروب على شاكلة قرارات زعماء المافيا والعصابات.
7. السبب السابع: وكل حرب يوصف فيها العدو, و يحدد لها الهدف, إلا هذه الحروب فالعدو والهدف يشوبهم الغموض. وغير واضحين أو محددين. وأختصر العدو بالإرهاب , ومفهوم الإرهاب غير محدد أو معرف أو حتى متفق عليه .فهو مرة تنظيم القاعدة, ومرة العراق ومرة الصومال. ثم يتوسع ليشمل كوريا وإيران والسودان وأحزاب وجمعيات خيرية وحزب الله وحماس والعرب والمسلمين والإسلام, وفي كل يوم يضاف أعداء جدد. وكذلك الهدف غير واضح . فمرة ألقاء القبض على أسامة بن لادن وعناصر القاعدة ومحاكمتهم , ومرة أسلحة الدمار العراقية الغير موجودة أصلا. ومرة القضاء على النظام العراقي. ومرة أن الحرب هي حرب صليبية,ومرة أنها حرب الأخيار على الأشرار. ومرة أن الحرب هي قرار إلهي منحه جورج بوش لنفسه على أنه نبي ورسول جديد. ومرة بهدف إنصاف الشيعة من السنة. ومرة نشر الحرية والديمقراطية , ومرة على أنها تحقيق لمشروع شرق أوسطي جديد. وفجأة يضاف هدف جديد يتلخص بنزع أنياب إيران النووية ,وإنصاف السنة من الشيعة.ومن قبل تهذيب وتشذيب الإسلام والقران بما يرضي الرئيس جورج بوش والصهيونية وإسرائيل, ودحر تنظيم القاعدة من الصومال, وتقسيم السودان. والآن تحول الهدف إلى ودعم السنيورة وسعد الحريري مع حلفائهم في سطوهم واستئثارهم بحكم لبنان.
8. السبب الثامن: مفهوم الأمن الوطني الأمريكي والإسرائيلي المطاطين. حيث أصبح أن تفتيت الدول في أقصى الشرق والشمال والجنوب ,وكذلك السيطرة على النفط, وتنصيب العملاء حكاما على شعوبهم,ودعم نظم الوصاية, ونظم الحكم الفاسدة , وأنظمة الطغيان والديكتاتوريات, وتعديل واختصار الديانات والكتب المقدسة والقرآن من متطلبات الأمن القومي الأمريكي والإسرائيلي.
9. السبب التاسع: في الحروب عادة يجهد كل أطراف الحرب لتحييد العديد من الأطراف الأخرى التي لا علاقة لها بالحرب. ويسعى القائمين على الحرب بكل الوسائل, على عدم أتساع رقعتها. وذلك لضمان سرعة حسمها بأقل الخسائر في الأرواح من المدنيين والعسكريين والعتاد والبنى المادية والاقتصادية والبشرية. أما في هذه الحرب فقد حددوا بان كل من ليس معهم فهو عدوهم. فالحياد والتحييد ممنوع, لأن الحياد والمحايد يعتبرا خصمان هما أيضا. فكل من ليس معهم فهو ضدهم وعدوهم.
10. السبب العاشر: في الحروب عادة يحاول كل خصم كسب جماهيره والشعوب, وحتى كسب لو تحييد جماهير وشعوب خصمه من الطرف الآخر. أما في هذه الحرب فسمتها استفزاز الجميع بدون استثناء, وجرهم للحرب جرا. وهذا ما خلق قناعة لدى الشعوب والجماهير بضرورة التصدي لهذه الحرب ولإسرائيل ولقوى الغزو والاحتلال بكل ما يملكون. ولو بالمطاوي والعصي وسكاكين المطبخ.
11. السبب الحادي عشر: وفي الحروب تنظم الدعاية والحرب النفسية لتلامس عقول وعواطف الشعوب والجماهير, ويقوم بالاستدراج الإيديولوجي دهاقنة رجال الإعلام ,وأخصائي الحرب النفسية المشهود لهم بالخبرة في هذا المجال. أما في هذه الحرب فالإعلام الحر والمحايد برجاله ووسائطه مطارد ومهدور الدم, وساحة الحرب مفتوحة فقط لوسائط الإعلام الضالة والمنحرفة المتخمة بالفاسدين والعملاء الذين ينقلون ما يطلب منهم من قبل المعتدين على أكمل وجه, ويروجون دعايات وأكاذيب رخيصة وبالية وتافهة, ويخفون الحقائق, ويزيفون ويزورون الحوادث والأحداث. وهذا الجهد الإعلامي الرخيص بات مرفوضا من الجميع, ولا يحظى بالمصداقية, وبات ينفر منه الجميع.
12. السبب الثاني عشر: أن الحروب تضع في أولياتها تخليص الشعوب والمواطنين من أخطار محدقة قائمة أو قادمة, أومن شرور تهدد العالم , أو لمنع انتشار الفوضى, والحروب والنزاعات القائمة المتزايدة أو المرتقبة. أما هذه الحرب فتعتبر أن ضمان استمرارها يكون ببث الخوف والذعر بين الشعوب وفي أوساط الجماهير والمجتمع الأمريكي. وتبشر بنشر وتعميم الفوضى الخلاقة. والفوضى لم تكن يوما ما خلاقة. وما كانت الفوضى يوما من الأيام حلم وأمل الشعوب والمواطنين.
13. السبب الثالث عشر: والحروب تهدف لاستكمال تحقيق الأهداف السياسية والمصالح العليا للدول بالحرب. أما هذه الحرب فبنيت على إرواء غليل أحقاد الصهيونية والامبريالية وإسرائيل, وتصفية حساب مع الشعوب والدول. وأريد منها أن يضرب العراق وشعبه المنهك بالحروب والحصار, ضربة قوية ومدمرة ترتعد وتصطك لها أطراف وأسنان باقي الشعوب,كي يستسلم لهم الجميع.
14. والسبب الرابع العاشر: وهو القوات الأمريكية نفسها:
• فبعض القيادات العسكرية الأمريكية نخرها الفساد, فهنالك حالات استغلال الوظيفة في صفقات فساد ومحسوبية, وقضايا لا أخلاقية كحوادث الاغتصاب. وحتى عدم ثقة بالجندي الأمريكي حين أوكلوا مسئولية حمايتهم وحماية تشكيلاتهم لعصابات المرتزقة. وهذا ما فتك بالروح المعنوية للجندي الأميركي, وأوهن عزيمته عن القتال, وفقد ثقته بقيادته السياسية والعسكرية.
• عدم قناعة المقاتل الأمريكي بوجوده في قواعد حول العالم بعيدا عن بلاده عشرات الآلاف من الأميال بحجة الدفاع عن بلاده, وهذا معناه أنه قد يرسل إلى قواعد على سطح القمر والزهرة بهذه الذريعة,التي لم تعد تقنع أحد. فالولايات المتحدة لم تشهد غزوا من قبل احد, وحتى حادث ميناء هارل بورغ إنما هو حادث أقل من طبيعي, ولم يهدد الأمن الأمريكي.وأن بلاده هي من تطوعت لدخول الحرب العالمية الثانية, بعد أن دخلتها بشكل غير مباشر لسنتين.
• اهتزاز صورة القيادتين السياسية والعسكرية حين أكتشف أكاذيبهم وخداعهم في تبرير الحروب. وحتى تضليلهم للجندي الأميركي نفسه. واتخاذ القرارات من رئيسه بمزاجية وبردود أفعال.
• شعور المقاتل أنه مسخر لتحقيق المكاسب للشركات الاحتكارية, وأن النظرة إليه تتلخص على أنه فرد في عصابة يدافع عن زعمائها ومصالحهم ومكاسبهم وامتيازاتهم, وليس في قوات مسلحة مهمتها الدفاع عن وطنه. فالمطلوب منه إعلاميا وظاهريا وشكليا يناقض المضمون والمكلف والمطلوب منه بأوامر عسكرية, ولا علاقة له بأمن ومصالح بلاده من قريب أو بعيد.
• عدم تطابق الصورة التي رسمت وصورت للجندي الأمريكي عن العدو. فأكتشف أن الواقع يناقض الصورة . وأن هذا التناقض دفع بالكثير للهرب , أو الاقتران والزواج بمن هم من المفترض أشرار وأعدائه وأعداء بلاده وبعض الجنود أتبع دين من هم فرض عليه أنهم أعدائه.
• منح المرتزقة حقوقا ومزايا ورواتب واستثناءات تفوق بعشرات المرات حقوق ورواتب الجنود.
• إن الشعار الذي حددته القيادتين السياسية والعسكرية للجندي الأمريكي, والذي يتلخص بالآتي: أقتل غيرك لتزيد ثروتك وثروة بلادك, وأقتل كل من تصادفه وتشك فيه ولا ترتاح نفسك إليه لكي لا تقتل. فهذا الشعار لم يعد يحظى بالقبول والارتياح من قبل كثير من الجنود الأمريكيين.
• والجندي الأمريكي بات كبالع الموسى على الحدين. حين يحاسب ويحاكم على أفعاله التي لا يقرها القانون الأمريكي . ويحاسب أيضا إن لم يفعلها لأنها مقرة بأوامر صادرة له من إدارته وقيادته. بينما لا يحاسب المسئولين عن إصدار مثل هذه القرارات والأوامر. وحتى أن رئيسه وإدارته الذين ورطوا بلاده بحرب اعترفوا بأنها بنيت على أكاذيب. وأدت إلى زهق أروح الألوف من الجنود الأمريكيين وأكثر من مليون عراقي ,وتشريد الملايين من العراقيين. وتبديد الثروة الأمريكية على حروب عبثية وعدوانية بدون فائدة, لم يتعرضوا للمساءلة أو المحاسبة.
15. السبب الخامس عشر: الأسلحة الأميركية المتطورة:فالأسلحة مهما كانت متطورة قد ترهب الخصم تبهر الحليف طالما هي لم تستخدم.أما حين تستخدم فيتبدد إرهابها وتأثيرها بعد فترة. والإصرار الدائم على التلويح بها والتهديد بها, أو استخدامها في كل وقت ,تدفع بالخصم لإيجاد الطرق والسبل للتخلص من تأثيراتها وآثارها المرعبة والمخيفة. فيندفع بكل شجاعة و قوة, وبمنتهى الشدة والقسوة, غير آبه بشيء سوى تحطيمها وتحطيم أسطورتها. وقد ينتهج أساليب وطرق أكثر تدميرا وإيلاما. وهي تعتبر بنظر جميع الشعوب مبررة .وهذا ما يحصل حاليا في العراق وأفغانستان . وهو نفس ما حصل مع إسرائيل في لبنان. حين جابهوا ويجابهون خصما(مقاومة وطنية) وظفت الإيمان بالله والشجاعة والعزيمة والعقل والعلم والخيرة في الحرب. وهذه دعائم النصر والتي تفتقدها كل من القوات الأميركية والإسرائيلية. فشتان بين جنود يعبدون أسلحتهم المتطورة والذكية. ومقاومين يعبدون الله وحده ويقاتلون متكلين عليه وحده.
16. السبب السادس عشر: أن أي حرب تفتش لها عن شرعة ومشروعية.أما هذه الحرب فقد تقررت رغم أنف الشرعية الدولية والأمم المتحدة ومجلس الأمن.ثم رغم عدم مشروعيتها منحت الشرعية رغم أنف مجلس الأمن. وبرر ذلك على أن منحها الشرعية إنما بهدف أطفأ النيران التي أضرمتها هذه الحرب,وإيجاد مخرج يكون لائق لوقفها, وإعادة أواصر اللحمة بين المجتمعات , وبين الشرق والغرب والشمال والجنوب. بعد أن راحت هذه الحرب تأكل اليابس والأخضر وأصبحت تشكل خطرا على العالم.
17. السبب السابع عشر. إن سلاح الابتزاز الأخلاقي باسم القيم الأخلاقية الأمريكية الذي كان أحد أهم أسلحة الولايات المتحدة الأمريكية ضد الاتحاد السوفيتي قد سقط.و أنكشف كذبه وزيفه , بما رشح من ممارسات غير أخلاقية في معسكرات الاعتقال في غوانتانامو وأبو غريب وبوكا وسجون أفغانستان. وكذلك من خلال دعم الإدارات الأمريكية للخونة والعملاء وأنظمة الطغيان وأنظمة العمالة والفساد.
18. السبب الثامن عشر:إن الحروب قد تكتنفها بعض الممارسات اللاإنسانية عن قصد أو غير قصد. أما هذه الحرب, فسماتها الأساسية شرعة الغاب والدمار والإجرام والإرهاب والوحشية والممارسات الغير إنسانية.
19. السبب التاسع عشر: في الحروب عادة تحشد جميع القوى والوسائط والإمكانيات لخدمة المجهود الحربي. ولكن يزج باللازم والضروري فقط, والتي تكفل تحقيق التفوق وتحقيق النصر. أما في هذه الحروب فأعتمد زج القوى والوسائط بكثافة وتزيد عشرات المرات عن قوى الخصم. والزيادة دائما أخت النقص. فهذا العرض المسرف لمظاهر القوة ليس له من مبرر سوى إرهاب الشعوب بأكثر من إرهاب الخصوم.
20. السبب العشرون: في الحروب تجمع المعلومات الدقيقة عن الخصم من قبل كافة الأجهزة, والتي تعتبر الأساس لكل قرار في هذه الحرب. وكذلك يتخذ الحذر من وقوع القوات فريسة سهلة بأيدي فصائل المقاومة الشعبية. أما في هذه الحرب فقد أعترف الجميع بخطأ المعلومات الاستخباراتية والاستطلاعية, وثبوت كذب من قدموا المعلومات, وتبين حجم التضليل الذي مارسه العملاء وحتى الرئيس وإدارته. ثم أن تجنيد المرتزقة للتعامل مع فصائل المقاومة الوطنية كان قرار غبي, فعناصر المقاومة أقوى بكثير من فلول المرتزقة لأنهم يقاتلون عن إيمان وقناعة , ويعرفون طبيعة بلادهم ,وهذه لا تتوفر لدى فلول المرتزقة. والغريب غباء الضباط الأمريكيين الذين قدموا هذا الحل, وتطوعوا ليشكلوا شركات المرتزقة وقيادتها. وهذا دليل على أن هؤلاء الضباط رغم رتبهم العسكرية, فهم عديمي الخبرة بفن الحرب والعلوم العسكرية.
باختصار هذه أسباب هزيمة الرئيس جورج بوش وإدارته وبلاده في حروبهم العبثية. والتي نتج عنها:
• تدمير الاقتصاد الأميركي. وجعله يرزح تحت وطأة دين ثقيل لا قدرة على أية إدارة من إيفائه , والذي جعل قيمة الدولار متدنية مما نجم عنه ارتفاع عالمي للأسعار.بدأ يؤثر سلبا على اقتصاد ومجتمعات ومواطني الدول المتقدمة, وأدى إلى تنامي الفقر في دول العالم كافة المتقدمة والنامية.
• تخريب الجيش الأميركي.فالجيش الأميركي لم يعد بقادر أن يحقق أي من أهدافه. وبات يحتاج إلى إعادة تأهيل وتدريب وتجميع . وهذا يحتاج لمدة طويلة جدا. وخاصة أن المطلوب منه بات فوق قدراته وإمكانياته بكثير. حيث عليه حماية الكثير من الأهداف داخل وخارج بلاده.
• تدمير سمعة الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وبعض الدول الأوروبية.
• تشويه سمعة الحضارة والمدنية الأمريكية.من خلال ما رشح من ممارسات لا إنسانية وسجون طائرة ومجهولة المكان والهوية. وتحالف بعض الأنظمة في بعض الدول مع إدارة بوش في هذا المجال.
• جعل العالم أقل أمنا وأكثر اضطرابا,وتعثر خطط التنمية والإصلاح ومستقبل الحرية والديمقراطية.
• تنامي الإرهاب , وتصاعد وتائر الأعمال الإرهابية,وازدياد حدة وبشاعة الأعمال الإرهابية.
وهذه الأسباب لا يمكن التهرب منها وتجاوزها بفبركة الأكاذيب. ولا تحل بالخزعبلات والتنظيرات الفارغة. ولا بتوريط الولايات المتحدة بمزيد من المشاكل والنزاعات. وإنما تفرض على الإدارة الأمريكية أن تتحمل مسئولياتها بتحمل نتائجها, وإعادة رسم وصياغة السياسات والاستراتيجيات ومتطلبات الأمن الأمريكي من جديد. والإقرار بمسئوليات الإدارة الأميركية الحالية وبعض سابقيها من الإدارات عن زعزعة الأمن والاستقرار ونمو وتصاعد الإرهاب. وأنه كان لهم الدور الأكبر فيما تعانيه الشعوب من قمع وتعذيب وتنكيل واضطهاد وتشرد ونزوح وتهجير. وأن تحالفهم مع الصهيونية وإسرائيل وقوى الاستعمار لم يفد الولايات بشيء, سوى تشويه سمعتها وصورتها, وكسب عداء الشعوب والعرب والمسلمين في كل مكان.وأن الواجب الأخلاقي يفرض على البيت الأبيض والكونغرس, إيجاد حلول عادلة لكثير من القضايا والمشاكل التي بقيت ردحا من الزمن باعثة على إثارة النزاعات والاضطرابات, وإشعال نار الحروب والصراعات والفتن. وفي مقدمتها قضية الصراع العربي الإسرائيلي. ودفع التعويضات لكل من تضرر من هذه السياسات والحروب. وعدم التدخل بشؤون الآخرين, ورفع وصايتهم عن منظمة الأمم المتحدة, وباقي المنظمات الدولية والإقليمية الأخرى. واحترام جميع الشعوب والأعراق والأديان والقيم الأخلاقية والإنسانية. وعدم التلاعب بمفاهيم الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان. والعمل بجد لينعم العالم بالسلام والأمن ,ورفع وتائر الإصلاح والتنمية .
السبت 6/10/2007م
: [email protected]
: [email protected]
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية