أنها المعادلة الأصعب , في البيئة الإعلامية السورية , فالإغلاق المفاجئ غالباً ما لحقه الغياب الدائم عن النشر الصحفي السوري أو البث الفضائي , و الشاهد : الدومري و المبكي و حديثاً بلدنا و من قبلها شام الفضائية , و رغم وقوع الإيقاف إلا أن أسبابه الحقيقة لا تزال غامضة في اغلب تجارب الإغلاق السابقة , حتى بات تفسير هذه الأسباب يختلف بين مدراء الوسيلة الإعلامية الواحدة , فبينما قالت ميس جرجورة مديرة تحرير بلدنا للزميلة (حياة سوريا) أن توقف الصحيفة هو لأسباب تقنية تتعلق بالمطبعة والأوضاع الأمنية في لبنان و"سنعود خلال أيام قليلة مقبلة". , صرح صحفياً مجد سليمان مالك المجموعة المتحدة التي تتبع اليها (بلدنا) أن الجريدة ستعاود الطبع قريباً لتعود إلى قرائها . مشيراً إلى أن "الإشكال الذي أدى إلى توقيف الجريدة قد تم حله مع الجهات الوصائية". ...!؟؟ بلدنا و التي اعتبرت "مدعومة" فمالكها ابن احد الشخصيات الأمنية السابقة , و لم يمر الا عشرة أشهر على صدروها , مُنع توزيعها و على حسب مصادر صحفية بسبب مخالفتها لشروط ترخيصها كجريدة اجتماعية منوعة , و تحدثت نفس المصادر أن السبب الرئيسي لمنع الصحيفة من توزيع أعدادها كان كاريكاتيرا لرئيس مجلس الشعب يمسك بخيوط ربطت بأيدي أعضاء المجلس .... ومن الجدير بالذكر هنا ان زمان الوصل الاخباري كان اول جريدة الكترونية تنشر خبر ايقاف بلدنا . بالجهة المقابلة مازالت جريدة الوطن السورية اليومية المستقلة تصدر و بشكل منتظم من المنطقة الحرة منذ نهاية العام الماضي , و التي استقدمت كتاب و مراسلين احترافيين من أوربا و بعض البلدان العربية , تميزت بتغطية الشأن اللبناني و خصوصاً بمراحله الساخنة و الحرجة , و يؤكد عدد من المراقبين على متانة الجريدة و قوة بنيتها التحتية , و قدرتها على التطور خصوصاً و أنها اتبعت نظم الأتمتة و التحرير الحديث في عملها السياسي و الاقتصادي و المحلي و الرياضي , و يلفت بعض المتابعين إلى أهمية خبرة رئيس تحرير الوطن و ضاح عبد ربه , فهو ناشر جريدة الاقتصادية المعروفة و هي من اول الجرائد السورية المرخصة , و التي لاقت نجاحاً كبير في الأوساط الاقتصادية و غيرها , و أكدوا على عدم " موضوعية مقارنة الوطن السياسية ببلدنا الاجتماعية المنوعة " ..... فلكل منهما تجربتها و خطها .... و من الصحف إلى القنوات الفضائية , حيث تحدث وزير الإعلام السوري عن طلبات ترخيص "بالجملة" لقنوات فضائية سورية , مؤكداً في الوقت ذاته عدم وجود خطوط حمراء في الإعلام السوري , ناسياً أو متناسياً الغموض الذي يلف توقف بث قناة شام الفضائية و التي بدأ فريق عملها بنشر موقع الكتروني باسم (حياة سوريا) مؤكدين بالوقت ذاته عودة شام رغم الجراح .....! و مع هذا و ذاك يبقى الإعلام السوري رهين المحبسين , قانون المطبوعات الذي لا يتعرف بأشكال إعلامية جديدة أثبتت نفسها , و التجربة الواقعية البعيدة عن ابتسامة وزير الإعلام السوري المتفائلة .....
من الدومري إلى المبكي وصولاً إلى بلدنا و شام ... الغموض يلف أسباب
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية