قالت منظمة الدفاع المدني السوري "الخوذ البيضاء"، إنه مع انجلاء غبار الزلزال بَدَا جلياً أن الكارثة أكبر من أن تتحملها دول، ولكن ورغم الصعوبات والتحديات كان لابد من العمل للتخفيف عن السوريين الذين باتوا يعانون من كارثتين، إحداهما كارثة طبيعية والأخرى كارثة مستمرة بفعل النظام وروسيا وحلفائهم.
وأضافت في تقرير لها، أن فرقها وبعد الانتهاء من المرحلة الأولى في استجابته للزلازل، والتي شملت البحث والإنقاذ والانتشال، انتقلت إلى المرحلة الثانية والتي تضمنت فتح الطرق بطول 800 كم ضمن 335 تجمع سكاني، و119 مخيم، وإزالة الأسقف والجدران المعرضة للانهيار للحفاظ على أرواح المدنيين وتسهيل عمليات الاستجابة للطوارئ، بحجم يتجاوز الـ 30 ألف متر مكعب ضمن 125 تجمع سكاني لحماية المدنيين من المخاطر الناتجة عن انهيار الأسقف والجدران في المباني المتضررة والمنشآت العامة والمدارس.
وساعدت فرق المنظمة بتأسيس مراكز الإيواء المؤقتة والبنية التحتية الأساسية لها، حيث تم فرش وتسهيل طرق وأراضي ومخيمات بمساحة 887,146 متر مربع ضمن 396 تجمع سكاني، و503 مخيم.
أما المرحلة الثالثة فقد شملت رفع الأنقاض والتعافي وإعادة التأهيل، وقامت فرق الدفاع المدني السوري بإزالة أكثر من 442 ألف متر مكعب من الأنقاض ضمن 162 تجمعاً سكنياً.
*مشاريع متعلقة بالتعافي من الزلزال
نفذ الدفاع المدني السوري مشاريع بنى تحتية نوعية في إطار خطة عمل لتخفيف معاناة المدنيين وتسهيل تأمين أماكن الإيواء للمتضررين من الزلزال ضمن إطار عمليات التعافي وإنعاش المجتمعات المتضررة، من خلال التعاون والتنسيق مع المنظمات والجهات العاملة في شمال غربي سوريا.
وساهمت المنظمة في عمليات دعم المجتمعات والعملية التعليمية، فبدأت بمشروع إعادة بناء مدرسة خالد بن الوليد في جنديرس والتي تستوعب 4 آلاف طالب، وإعادة تأهيل مدرسة في مارع، وكلية التربية في عفرين المتضررة من الزلزال، وتأهيل كلية الاقتصاد والعلوم الإدارية في مدينة الباب، إلى جانب أعمال إعادة تأهيل ضمن جامعة حلب الحرة، وإنشاء وتجهيز مركز تمكين مجتمعي في جسر الشغور، وإعادة تأهيل 44 مركزاً من مراكز الدفاع المدني السوري، وأعمال تأهيل دور عبادة، بناء جامع الملند.
*قطاع المياه والصرف الصحي
أعيد تأهيل شبكة مياه الشرب بطول نحو 50 كم متراً وشبكات الصرف الصحي بطول أكثر من 80 كم متراً في كفركرمين - الكمونة في ريف حلب الريف الغربي، والتي تلبي احتياجات حوالي 7000 مأوى كريم للمنكوبين من الزلزال بُنيت على مساحة 200,000 متر مربع.
كما تم إعادة تأهيل شبكات الصرف الصحي بطول 2,100 متر في مجتمع حوار النهر، وإعادة تأهيل شبكات الصرف الصحي بطول 3,050 متراً في مجتمع بابكة.
وقامت فرق المنظمة بإعادة تأهيل شبكات الصرف الصحي بطول 1,650 متراً في مجتمع البردقلي، وتأهيل شبكات الصرف الصحي بطول 500 متر في مجتمع بنش.
* تطور قدرة الدفاع المدني السوري منذ الزلزال
لعبت خبرة فرق الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء)، التي اكتسبتها خلال نحو عقد من الاستجابة للقصف والغارات الجوية التي كان النظام وروسيا يشنها على المدن والبلدات السورية، دوراً مهماً في استجابة أكثر فعّالية خلال الزلزال رغم قلة الإمكانيات وكثرة الصعوبات، كمان إن اتساع الرقعة الجغرافية التي تطلبت الاستجابة، وضعف البنية التحتية جراء الحرب عقّدَ من المهمة لكن لم تجعلها مستحيلة.
أما في الفترة التي أعقبت الزلزال، فقد أخذت استجابة الخوذ البيضاء شكلاً أخر من خلال المشاريع والمشاريع الخدمية وجلسات التوعية وتدريب فرق رديفة من المتطوعين فأصبحت الاستجابة استباقية، كما أظهر الزلزال أهمية التنسيق والتعاون مع المجالس والمجتمعات المحلية، من ناحية أخرى فرض مفهوم إدارة الكارثة/الأزمة نفسه كأحد المكتسبات المعرفية الهامة لكارثة الزلزال.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية