أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

"ولادة من جديد".. كتاب يوثق قصص المعتقلين السوريين في سجون لبنان

جمول

دوّن عدد من المعتقلين السوريين المفرج عنهم من السجون اللبنانية تجارب اعتقالهم وحياة الجحيم التي عاشوا فصولها لسنوات، دون أن يُعرف إن كانوا من الأحياء أم الأموات، في كتاب حمل عنوان "ولادة من جديد – من قصص المعتقلين السوريين في سجون لبنان".

ويروي الكتاب الذي قدم له عميد الحقوقيين السوريين المحامي "هيثم المالح" حكايات السوريين الذين وقعوا في الإعتقال وأدخلوا السجون اللبنانية ليتبين من خلال شهاداتهم حقائق عن واقع المعتقلين هناك لا يمكن لأحد إنكارها كالتعذيب الذي مورس عليهم في السجون والمعتقلات والفساد الكبير على المستوى القانوني والقضائي بحق السوريين هناك.

وكذلك التواطؤ الواضح بين السلطات الأمنية في لبنان– وفي طليعتها حزب الله أداة إيران الأولى في المنطقة والنظام السوري، وممارساته الحشية التي ألجأت معظم أبناء الشعب للنزوح واللجوء في أصقاع العالم.

وتناول الكتاب الذي يقع في 110 صفحات مقدمة سلطت الضوء على تعريف بالأنظمة الديكتاتورية التي تحكم شعوب المنطقة وتتآمر عليها ورحلة اللجوء إلى لبنان، والعمل الإنساني والنشاط الإغاثي في لبنان، و ظروف الاعتقال وأسبابه ورحلة التشتت والمكابدة بين السجون اللبنانية، وأساليب التعذيب والتنكيل في السجون اللبنانية ووصف سجني الريحانية ورومية، وما جرى فيهما من الأحداث، وكيف تعاملت السلطات الأمنية اللبنانية معها.

كما يتناول الكتاب التآمر ضد المعتقلين وتلفيق التهم لهم، وتجنيد العملاء لصالح السلطات اللبنانية تحت قناع الإسلاميين وتواطؤ السلطات اللبنانية مع نظام الأسد والخروج من السجن والولادة من جديد.

المؤلف يتحدث
وعن فكرة الكتاب قال مؤلفه المعتقل السابق في لبنان "عمر عبد الله جمول" لـ"زمان الوصل" أن الفكرة من الكتاب -الأول من نوعه- كانت توثيق شهادات عدد من المعتقلين، ورحلة العذاب التي عاشوها في أقبية السجون والمخابرات اللبنانية بيد سورية أو لبنانية مدربة لدى النظام السوري ولا تقل إجراماً عنه.

شهادات صوتية
وتابع محدثنا أن دافع تأليف الكتاب هو عدم ذهاب معاناتنا هباء أو طوي مآسينا في دهاليز النسيان، وأضاف أنه اجتمع في تركيا بعد أن كتب الله له النجاة مع عدد من رفاق السجن، وبدؤوا برواية مجريات السجن عبر مقاطع صوتية، وقام بدوره بتفريغ هذه المقاطع وإعادة صياغتها باللغة العربية الفصحى لتكون ملائمة للنشر.

وكشف المصدر أن الكتاب زوّد بصور من داخل السجن تم التقاطها خلسة بعيداً عن أعين سلطات السجن أو الجلادين، إضافة إلى معلومات وافية عن محققي السجن من ضباط وعناصر وجلادين، وشخصيات لبنانية كانت على صلة بالسجون وأشكال التعذيب التي مورست ولا تزال على المعتقلين السوريين في السجون اللبنانية.

وتضمّنت ضرباً بالعصي المعدنية، والكابلات الكهربائية، والأنابيب البلاستيكية.

في سجن رومية
وحول تجربة اعتقاله الشخصية روى جمول أن الإعتقال جاء بعد ورود بلاغات تقص عنه إلى قسم المعلومات في الأمن العام اللبناني، ولكن السبب الحقيقي لكونه ينحدر من منطقة القصير المحاذية للحدود اللبنانية.

وتم استدراجه -كما يقول- من قبل النقيب "محمد الرفاعي" مدير مكتب وزير العدل أشرف ريفي وقام بدوره بتسليمه إلى قسم المعلومات في الأمن العام بتهمة "الإرهاب" وهي التهمة الزائفة التي يقبع أغلب المعتقلين السوريين فيها خلف القضبان، ليودع في سجن رومية، وتعرض هناك -كما يقول- لرحلة تعذيب طويلة، حيث بقي واقفا معصوب العينين ومكبل اليدين إلى الخلف محروما من النوم والطعام والشراب معلقاً على رافعة معدنية "بلانكو" تارة وعلى بساط الريح المكهرب تارة أخرى ودامت رحلة التعذيب هذه 18 يوماً دون أن يسمح له بالذهاب إلى دورة المياه واستخدمت بحقه وسائل تعذيب كثيرة من الكهرباء والشبح وأساليب تعذيب أخرى لا تخطر على البال.

قبل أن يفرج عنه بعد أربع سنواتٍ قضاها في سجن رومية المركزي بعد ترحيله من سجن الريحانية العسكري التابع للشرطة العسكرية اللبنانيّة.

فارس الرفاعي - زمان الوصل
(58)    هل أعجبتك المقالة (57)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي