أكدت "مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا"، أن العملية التعليمية داخل المخيمات الفلسطينية في سوريا تأثرت سلبياً نتيجة ما أصابها من أعمال التدمير أو الحصار أو التهجير، وبعد 12 سنة من الأزمة شهد القطاع التعليمي الفلسطيني نشاطاً ملحوظاً لكن يعاني أوضاع صعبة وتحديات كبيرة.
*مخيم درعا
قالت المجموعة إن أكثر من (500) طالب وطالبة يتلقون تعليمهم في مدارس بديلة عن مدارس الأونروا بسبب تدميرها وخرابها خلال الأزمة السورية، حيث عمل أبناء المخيم والهيئات العاملة على الأرض بفتح تلك المدارس، مستخدمين المنازل التي تركها سكانها ونزحوا إلى خارج المخيم منها (منزل عبد الله اليوسف)، وقام المتطوعون بتجهيز الصفوف الدراسية من الصف الأول حتى الصف التاسع، وجهزوا الصفوف بالمقاعد الدراسية والطاولات بعد سحبها من تحت ركام مدارس الأونروا.
*مخيم اليرموك
سجل العام 2023 زيادة مطردة في الالتحاق بالتعليم ووصل العدد إلى قرابة ألف طالب في أول أيام العام الدراسي 2023-2024، محققاً زيادة 400 طالب عن العام 2022 الذي شهد زيادة ثلاث مرات من 200 إلى 600 طالب، ما يشير إلى زيادة في عدد العائدين إلى مخيم اليرموك.
وللمرة الأولى منذ 11عاماً يتم افتتاح ثلاث مدارس في مخيم اليرموك مدرسة صرفند ومدرسة المجيدل، مدرسة الفالوجة-القسطل ويجتمع فيهم أكثر من تسعمائة طالب من طلاب المخيم، كما استقبلت مدرسة أسد بن الفرات الحكومية - أول مدرسة افتتحت بعد خروج "تنظيم داعش" من المخيم- عشرات الطلاب من سكان المخيم.
*مخيم الحسينية
واجهت العملية التعليمية في مخيم الحسينية عجزاً كبيراً وذلك لعدة أمور، أبرزها هجرة ونزوح الكوادر التعليمية، والبعض الآخر رفض العودة إلى المخيم بسبب التعقيدات الأمنية وتشديد القوات الحكومية، وتعرض عدد منهم للاعتقال على يد الأجهزة الأمنية السورية، واختفائهم قسرياً في السجون، وثالثها، التحاق أعداد منهم مجبرين بالخدمة العسكرية في جيش التحرير الفلسطيني.
*مخيم جرمانا
تسرب العديد من أبناء مخيم جرمانا من التعليم لأسباب عديدة تمثلت في الفقر وفقدان المعيل والعنف المدرسي والعمل لإعالة العائلة أو الزواج المبكر أو إهمال العائلة، والعديد من هؤلاء يتسكعون في شوارع المخيم ويتحرشون بالفتيات وقيادة الدراجات النارية.
*مخيم السيدة زينب
انعكس الواقع الخدمي السيء على الطلاب الفلسطينيين في مخيم السيدة زينب، حيث شهدت تدنياً في التحصيل والنجاح العلمي بسبب انقطاع التيار الكهربائي لفترات زمنية طويلة، خاصة المقبلين منهم على أداء امتحانات شهادتي التعليم الأساسي والثانوي.
*مخيم خان دنون
أكدت مجموعة العمل أن ظاهرة التسرب المدرسي من أصعب المشاكل التي يعاني منها قطاع التعليم في مخيم خان دنون، بسبب الحرب في سورية، التي أثرت سلباً على كافة مفاصل الحياة الاقتصادية والمعيشية والتعليمية فيها، وأدت إلى نقص في الكوادر التعليمية وهجرة عدد كبير منهم إلى خارج سورية طلباً للأمن والأمان.
وأشارت الإحصائيات التي أجرتها مجموعة العمل في مخيم خان دنون إلى أن هناك 100 طالب وطالبة من أبناء المخيم خارج المرحلة الابتدائية والإعدادية منذ بداية عام 2023، في حين تبين أن النسبة الأكبر من الطلاب المتسربين هم طلاب المدارس التابعة لوكالة الأونروا.
*مخيم حندرات
يعاني أكثر من (200) طالب في مخيم حندرات في حلب من ظروف تعليمية سيئة، بعد تعرض مدراس المخيم ومنازله للدمار والخراب بسبب قصف النظام السوري خلال سنوات الحرب.
*مخيم النيرب
رصدت مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا ازدياداً ملحوظاً في حالات العنف المدرسي والضرب المبرح بين طلاب المدارس، ووجود تسرب في المدارس وحالة إهمال كبيرة بين الطلاب.
هذا وعاش الطلاب الفلسطينيون في مخيم النيرب وضعاً سيئاً بسبب أزمة الوقود، وما نتج عنها من انقطاع للتيار الكهربائي، حيث تنقطع الكهرباء عن الصفوف الدراسية لأكثر من 18 ساعة يومياً، وبسبب أحوال الطقس يتدنى عمل الألواح الشمسية الموجودة في كل مبنى مدرسي تابع للأونروا.
*مخيمي العائدين حمص وحماة
استمرت شكاوى طلاب المدارس والجامعات من أزمة مواصلات، حيث يخرجون من منازلهم كل يوم مثقلين بهموم كيفية الوصول إلى جامعتهم، ويضطرون للانتظار لأكثر من ساعة أو ساعتين يومياً في الطريق، للوصول إلى وجهتهم المقصودة، وكثيراً ما يضطرون لدفع أكثر من الأجرة المخصصة.
*شمال سوريا
عشرات الأطفال الفلسطينيين محرمون من التعليم، نتيجة تهجيرهم القسري وعدم توفر أدنى مقومات الحياة في مراكز اللجوء التي أجبروا للنزوح إليها.
في حين أن المدارس التي أنشأت خلال السنوات الماضية في شمال سوريا كانت خيماً لا تقيهم برد الشتاء ولا حر الصيف وتواجه العديد من العقبات والمشاكل، بسبب انعدام مقومات التعليم من نقص في التجهيزات الدراسية واللوازم المدرسية.
وتشير تقارير حقوقية إلى أن أكثر من 988 مخيماً في الشمال السوري (7%) لا تحوي نقاطاً تعليمية أو مدارس، ما يجبر الأطفال على قطع مسافات طويلة ضمن العوامل الجوية المختلفة للحصول على التعليم، إلا أن قطاع التعليم في مناطق الشمال السوري شهد خلال السنوات الأخيرة تطوراً سريعاً في افتتاح الجامعات العامة والخاصة، بعد سنوات من تعرض بناه التحتية للاستهداف المباشر، لتبقى مشكلة الاعتراف بالشهادات التي تصدرها مدارس وجامعات الشمال السوري الهاجس الأكبر الذي يؤرق الطلاب خاصة الفلسطينيين.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية