تعتلي بروج الطالبة في الصف الثاني الثانوي خشبة المسرح، تشعر برهبة بسيطة سرعان ما تتجاوزها ثم تلقي خطابا قصيرا حول "الاختراع الذي غير العالم في القرن العشرين" بينما تزداد ثقتها بنفسها تدريجيا رغم وجود حشد كبير من الحضور لتلقى في نهاية الدقائق الخمس التي استهلكتها أثناء الخطاب تصفيق وإعجاب جميع الحاضرين، لما أبدته من جرأة وحرفة عالية في فن الخطابة وحرفة في النطق السليم وعشق للغة العربية.
وبروج هي واحدة من اثني عشر طالبا وطالبة تأهلوا للمرحلة النهائية من مشروع " المسابقة الثانية في فن الخطابة لطلاب المدارس " الذي نظمته للعام الثاني على التوالي الغرفة الفتية الدولية في دمشق JCI بالتعاون مع مشروع شباب التابع للأمانة السورية للتنمية.
وبحضور ممثل من وزارة التربية، كرمت لجنة التحكيم الفائزين الثلاثة الأوائل في هذه المسابقة التي أقيمت يوم الأحد في 18 حزيران 2010 على مسرح مكتبة الأسد، حيث حصلت الطالبة ميار جهاد خزعل الفائزة في المركز الأول على منحة دراسية كاملة قدمها عميد شؤون الطلاب في الجامعة الدولية الخاصة للعلوم والتكنولوجيا IUST- الراعي الأكاديمي الحصري للمشروع والتي تعد من الجامعات الخاصة الرائدة في سورية حيث تقوم بخدمات اجتماعية بالإسهام في التنمية الشاملة. وحصلت الطالبة بروج محمد سمير عمر الفائزة في المركز الثاني على كمبيوتر محمول وطابعة، أما المركز الثالث فكان من نصيب الطالبة عبير يحيى الجباعي والتي حصل أيضاً على كمبيوتر محمول ، علماً أن هذه الجوائز مقدمة من صندوق الأمم المتحدة للسكان UNFPA، حليب هنا،المدرسة الوطنية السورية و مجموعة جيميني الذين آمنوا بأهمية المهارات المكتسبة من هذه المسابقة والدورات التدريبية المرافقة لها وقاموا برعاية هذا المشروع.
ويهدف هذا المشروع إلى تطوير مهارات التواصل وفن الإلقاء لدى طلاب المدارس مع التركيز بشكل خاص أيضاً على ايصال الفكرة باختصار وإقناع للجمهور لما لهذه المهارات من أهمية في الحياة المستقبلية العلمية، العملية والمهنية.
وكان فريق عمل المتطوعين من الغرفة الفتية الدولية في دمشق ومشروع "شباب" قام بزيارة ثماني مدارس حكومية في ريف دمشق شهر نيسان الماضي وهي: مدرسة التل, مسلم عابدين, يعقوب الكندي, الصناعية الثانية, محي الدين محمد, عدنان الطباع, سمير حنا سلوم. وقدموا لأكثر من 1000 طالب وطالبة من الصف الثاني الثانوي لمحة عامة عن الغرفة في دمشق ومشروع "شباب" وفكرة عن المسابقة وشروط الاشتراك بها مع التركيز على أهمية فن الخطابة.
وتضمنت المرحلة الثانية من المشروع اختيار 74 مشارك ومشاركة من طلاب المدارس في بداية شهر حزيران حيث خضعوا لدورات تدريبية في فن الخطابة من قبل مدربّين معتمدين في الغرفة الفتية الدولية في دمشق، وتأهل 12 من المتسابقين للمرحلة النهائية من المسابقة .
و أوضحت رنا تميمي الرئيس المحلي لغرفة دمشق للعام 2010 لزمان الوصل : أن التغيير الإيجابي الحقيقي هو الهدف الذي تسعى JCI لتحقيقه في المجتمع بكافة فئاته العمرية ولكن التغيير يصبح ملموسا وواضح الأثر عندما نستهدف الجيل الناشئ بالتحديد
وترى نائب الرئيس لنطاق تطوير المجتمع في الغرفة الفتية الدولية دمشق سميرة حلاق أن المشروع يكتسب أهمية إضافية كونه موجها إلى الطلاب في مدارس ريف دمشق ، مشيرة إلى أنه أحد أهم مشاريع نطاق تطوير المجتمع لهذا العام .
من جانبها أكدت مديرة المشروع ربا مصلح لزمان الوصل :أن الإقبال من قبل الطلاب هذا العام شهد زيادة واضحة عن العام الفائت ، وتضيف أن تعاون إدارات المدراس وأهالي الطلاب كان لافتا.
يذكر أن الغرفة الفتية الدولية JCI هي اتحاد عالمي للقياديين ورواد الأعمال الشباب بين عمر 18 إلى 40 سنة، تأسست في سورية عام 2004 في دمشق تحت رعاية غرفة التجارة الدولية في سورية، يفوق عدد أعضائها اليوم (800) عضو وتتواجد غرفها في دمشق وحلب وحمص واللاذقية، وقد استطاعت JCI سورية التقدم بخطوات سريعة حيث تعد اليوم من أهم المنظمات الشبابية في سورية ليس فقط بسبب تنوع برامجها ودقة خططها وإنما أيضاً لارتباطها العالمي بأكثر من 5000 غرفة في 120 دولة.
ولمعرفة المزيد عن نشاطات الغرفة يمكن زيارة موقع الغرفة على الانترنت: www.jci.cc/damascus
أما مشروع شباب - أحد مشاريع الأمانة السورية للتنمية- فهو مشروع سوري غير ربحي يعمل على تطوير مهارات الشباب وتأهيلهم لدخول سوق العمل. وتتلخص أهدافه في دعم ثقافة ريادة الأعمال عند الشباب السوري وتشجيعهم على دخول عالم الأعمال وتزويدهم بالمهارات الأساسية اللازمة ليصبحوا أفراداً منتجين في المجتمع بالإضافة إلى خلق وجهة نظر ايجابية عند المجتمع السوري تجاه العمل في عالم الأعمال وتأسيس مشاريع صغيرة.
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية