أكدت منظمة الدفاع المدني السوري "الخوذ البيضاء"، أن العام 2023، عام استثنائي يمضي على السوريين مع استمرار آلة قتل النظام وروسيا والمليشيات الموالية، إلى جانب زلزال السادس من شباط الذي زاد من المأساة وفاقم الألم.
وقالت في تقرير إن فرقها وثقت مقتل 162 شخصاً بينهم 46 طفلاً و23 امرأة، وجرح 684 أخرين بسبب هجمات النظام وروسيا، بينما سلب الزلزال ألاف الأرواح وترك عشرات الآلاف من دون مأوى.
وقالت عام آخر يمضي على السوريين مثقّلاً بآلام وجراح سنواتٍ تجاوزت الـ 12 من حرب نظام الأسد وروسيا عليهم، وفاقمتها كارثة غير مسبوقة، عامٌ آخر لاحق فيه إرهاب النظام السوريين في بيوتهم وخيامهم وأماكن رزقهم، واستمر جنباً إلى جنب مع روسيا في سلب الأرواح والسعي لتقويض الحياة ودفن الأمل بمستقبل أفضل للسوريين من خلال الهجمات الممنهجة والمتكررة بمختلف أنواع الأسلحة على مدار العام مستهدفاً الأحياء السكنية والمرافق العامة والمؤسسات التعليمية والطبية بل وحتى الأراضي الزراعية.
كان عام 2023 استثنائياً للسوريين ليس من حيث المعاناة بل من حيث حجمها الذي تضاعف نتيجة الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا وسوريا في الـ 6 من شباط وأدى لمقتل وجرح الآلاف السوريين وترك عشرات الألاف من دون مأوى لينضموا إلى أكثر من مليوني سوري مهجر في المخيمات بشمال غربي سوريا، وفقا للمنظمة.
*الاستجابة للهجمات
استجاب الدفاع المدني السوري خلال عام 2023 (الفترة التي يشملها التقرير) لـ 1232 هجوماً من قبل نظام الأسد وروسيا والميليشيات الموالية لهم إضافة للانفجارات والعبوات الناسفة والألغام، وتم تسجيل 72 غارة جوية جميعها روسية، و 901 هجوماً بالقذائف المدفعية، و 184 هجوماً صاروخياً منها 6 هجمات بصواريخ أرض ـ أرض، واستخدمت في هذه الهجمات آلاف الذخائر، وأيضاً استخدم النظام القنابل والأسلحة الحارقة في استهدافه المدنيين والأحياء السكنية، وكانت الطائرات المسيرة حاضرة واستجابت فرقنا لـ 6 هجمات بالطائرات المسيرة، في حين وثقت فرقنا 17 انفجارا من مخلفات الحرب و 13 انفجاراً مجهولاً، إلى جانب هجمات وانفجارات أخرى، وأدت هجمات النظام وروسيا إلى مقتل 162 شخصاً بينهم 46 طفلاً و23 امرأة، وجرح 684 أخرين بينهم 260 طفلاً و 118 امرأة.
*استخدام الأسلحة المحرمة والصواريخ الموجهة
وكان جلياً إتّباع النظام سياسة ممنهجة هدفها إيقاع أكبر عدد ممكن من الضحايا وتقويض الاستقرار وحرمان المدنيين من القيام بأعمالهم اليومية، من خلال الاعتماد على الصواريخ الموجه عالية الدقة في استهداف المدنيين والمزارعين والمسعفين والعمال الإنسانيين، حيث استجابت فرق الدفاع المدني السوري لـ 18 هجوماً بالصواريخ الموجهة وهجوماً بأسلحة موجهة بالليزر (كراسنبول) من قبل قوات النظام، تسببت هذه الهجمات بمقتل 5 مدنيين بينهم متطوع في الدفاع المدني السوري، وإصابة 18 مدنياً بينهم 3 أطفال وامرأة بجروح.
*مجازر النظام خلال العام
لم تغب مجازر النظام وروسيا والميليشيات الموالية لهم بحق السوريين خلال أشهر السنة الأخرى، حيث ارتكبت قوات النظام، في الـ 25 من تشرين الثاني، مجزرة راح ضحيتها 10 قتلى مدنيين بينهم 7 أطفال وامرأة وأصيبت امرأة أخرى، (وهم رجل وعائلته وشقيقته وعائلتها)، بقصف مدفعي استهدفهم أثناء عملهم بقطاف الزيتون في مزارع قرية قوقفين جنوبي إدلب. وفي الأول من أيلول قُتل 5 أطفال، وأصيب 6 أطفال وامرأة ورجل بجروح، (جميعهم من عائلة واحدة)، في مجزرة جراء قصف مدفعي مصدره مناطق سيطرة مشتركة لقوات النظام وقوات سوريا الديموقراطية، استهدف قرية المحسنلي في ريف جرابلس شرقي حلب. كما ارتكبت الطائرات الحربية الروسية مجزرة بغارات جوية على سوق للخضروات والفواكه على أطراف مدينة جسر الشغور غربي إدلب في الـ 25 حزيران قُتل فيها 9 أشخاص بينهم عمال ومزارعون وأصيب 61 آخرون.
*الدفاع المدني السوري هدف لآلة قتل النظام
لم يكن الدفاع المدني السوري بمنأىً عن هجمات النظام، حيث فقدت المؤسسة المتطوع عبد الباسط عبد الخالق الذي استشهد باستهداف مباشر بصاروخ موجه من قبل قوات النظام لسيارة فريق الإنقاذ أثناء تفقد أماكن طالها قصف مدفعي لقوات النظام جنوبي شرقي مدينة الأتارب غربي حلب، يوم الـ 11 تموز/ وتعرض ثلاثة متطوعين للإصابات، اثنان منهم في مدينة إدلب ومتطوع في مدينة دارة عزة.
*الاستجابة لكارثة الزلزال
خلال أكثر من 12 عاماً ذاق السوريون من ويلات حرب النظام وروسيا عليهم، وفي فجر 6 شباط فُتحت صفحة جديدة في المأساة السورية، كان عنوانها كارثة الزلزال، حيث ضرب زلزال مدمر تركيا وسوريا، وبلغت قوته 7.7 درجات، أعقبه آخر بعد ساعات بقوة 7.6 درجات وعشرات الهزات الارتدادية ولم يقتصر أثره على الخسائر الكبيرة في الأرواح والممتلكات فحسب بل شكل أيضا تحديات طويلة الأجل أمام التعافي والصمود في ظل البنية التحتية الهشة وتشريد آلاف العائلات وضعف الاستجابة ومشاريع التعافي واستمرار الهجمات العسكرية والاستنفاد الكبير للقطاع الطبي وتحديات انتشار الأمراض والأوبئة.
ومع اللحظات الأولى من الزلزال أعلن الدفاع المدني السوري شمال غرب سوريا منطقة منكوبة واستنفرت جميع الفرق ضمن حالة الطوارئ القصوى لإنقاذ العالقين تحت الأنقاض في بقعة جغرافية واسعة شملت 182 موقعاً ضمن 60 مجتمعاً فيها أكثر من 580 مبنى مهدم كلياً وأكثر من 1578 مبنى تهدم بشكل جزئي.
واستطاع متطوعو الدفاع المدني السوري إنقاذ 2950 شخصاً من تحت الأنقاض بينما انتشلوا 2172 ضحية للزلزال. وشارك في هذه العمليات أكثر من 3000 من كوادر الخوذ البيضاء منهم 2500 متطوع و 300 متطوعة و 200 موظف إداري، مع تعبئة كاملة للآليات الثقيلة والمعدات اللازمة ، بالإضافة إلى استئجار عدد من الآليات الثقيلة من الأسواق المحلية.
*مخلفات الحرب الإرث القاتل
وثق الدفاع المدني السوري منذ بداية العام الحالي 24 انفجاراً لمخلفات الحرب في شمال غربي سوريا بينها 17 انفجاراً من مخلفات قصف سابق و7 انفجارات لألغام أرضية أدت لمقتل 7 أشخاص بينهم 4 أطفال وإصابة 29 آخرين بينهم 19 طفلاً، وامرأتان.
وأجرت فرق إزالة الذخائر غير المنفجرة في الدفاع المدني السوري 1411 عملية مسح غير تقني وقامت خلالها بتحديد 522 منطقة ملوثة بالذخائر، وتم التخلص من 1054 ذخيرة منها 321 ذخيرة عنقودية، و 201 مقذوفاً، و 176 قنابل (رمانات)، و 164 صاروخاً، و 134 قذيفة هاون، و 47 فيوز، و 4 قنابل ملقاة من الجو، و 3 صواريخ موجهة، 3 ألغام أرضية، و مقذوف عديم الارتداد، كما نظمت الفرق 4378 جلسة توعية بمخاطر الذخائر المتفجرة استفاد منها 91997 مدني.
زمان الوصل - رصد
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية