من غير المفهوم على الاطلاق أن تبيح لنفسك قول ماتشاء وفعل ماتشاء رافضاً سماع وقبول النقد لسلوكك .. أن تصنف نفسك من ضمن الآلهة أو الملائكة أو الأنبياء الذين لايخطئون رافضاً بالمطلق قبول حتى مناقشة نتائج أفعالك على أرض الواقع . (هذا هو الخطأ بعينه ) .
أن يكون بيدك القرار والقدرة على التصرف ثم تواجه الآخرين الذين لايملكون أي قرار أو قدرة أكثر من ابداء الرأي أو توجيه النقد للخطأ . أو ( لنفترض ) مايراه خطأ من وجهة نظره ثم تستعمل هذه القدرة لالغاءه وإقصاءه . هنا تكمن نقطة الضعف وهذا الإلغاء والمنع والاقصاء لايعني فيما يعنيه أكثر من الاقرار بالخطأ والاصرار عليه وبالتالي فان استعمال هذه القدرة يكون في غير مكانه الصحيح . ( وهذا الكلام يشمل اضافة للحكومة البعض ممن يدعون الديمقراطية والاهتمام بالشأن العام ) . والحقيقة الأكثر وضوحاً هي أن استعمال هذه القدرة يتم للتغطية على الخطأ والتعمية عليه وعلى الفساد اضافة لما يتضمنه من عقلية الغائية واقصائية لايحق لصاحبها مجرد لفظ عبارة الديمقراطية . وهو يفهمها على الطريقة البوشتية الصهيونية التي لاتطبقها الا ضمن عصاباتها . مع التأكيد بأن هناك قوى سياسية تزعم المعارضة وتطبقها تماماً .
في أكثر من مناسبة وفي اكثر مقابلاته الصحفية وخطبه أقر السيد الرئيس بوجود فساد وضرورة مكافحته ..والالتزام بالجدية في هذا التوجه .. معنى ذلك أن السيد الرئيس يثق بنفسه و بقدرة شعبه على التعاون في هذا المجال كما انه اكثر قدرة على التعاون معه في كافة المجالات ومواجهة الأخطار . . اذا ً لماذا الحجب والمنع لولم يكن هناك متضررين فعليا ً من مناخ الحرية السائد في سوريا وان أنفاسهم تضيق بالنقد وتسليط الضوء على مكامن الخطأ والانحراف والفساد
لاننكر أنه قد تحدث في بعض الأحيان مبالغات في النقد المستند الى مجرد شائعة تصل الى حدود التجريح والاساءة وأن هناك البعض ممن يحملون خلفيات سلبية ومواقف مسبقة ..سياسية معلبة. يعملون على خلطها بانحرافات وأخطاء بعض المسؤولين أو مساويء بعض الفاسدين بحيث يخرجونها بشكل يسيء الى البلد ككل . . لكن هؤلاء قلة واسلوب طرحهم يفضحهم وبالتالي فان المواطن السوري واع ٍ بشكل مميز بحيث لاتخفى عليه مثل هذه الأساليب وقد أثبت مجتمعنا في سوريا دائماً قدرته على الفرز والتمييز في أشد الظروف حلكة ً .. وقد تفوق في ذلك على الكثير من المسؤولين .. وتبين أنه يتفهم صحة توجهات السيد الرئيس ويتناغم معها أكثر بكثير من هؤلاء الذين يدعون التفهم والتناغم لنكتشف انهم متخلفين تماماً عن الركب .
اذا ً فان سورية بمجملها والسيد الرئيستحديدا ً ..على ثقة تامة من صحة التوجه يفسر ذلك توسع هامش الحرية الدائم والمتصاعد وبطريقة عقلانية تصب في مصلحة الوطن والمجتمع والدليل قوة موقف سوريا المتنامي على عكس مايتمناه أعداؤها .. ففي كل مرة يعتقدون أنهم قد نالوا من سوريا .. يفاجأون بها تحصد المزيد من النجاح و التأكيد على صحة مواقفها وتزداد ثقة الشارع العربي بها. في نفس اللحظة التي تتنامى فيها ثقة الشارع السوري بنفسه وبرئيسه .
- مالذي يريده هؤلاء الذين يعمدون الى حجب المواقع الالكترونية ..؟
هذه المواقع التي تشكل فسحة تنفس وفضاء ً اضافياً من الحرية للمواطن لم تحصل من قبل فمكنت المواطن من التواصل المباشر مع حكومته وقيادته وطرح وجهة نظره بشكل واضح فيما يخص نمط حياته ومايريده ويحلم به وبسياسة بلده الداخلية والخارجية وكيف يتصورها . .. لقد أصبح المواطن يعلن تصوراته وأحلامه ومايراه مناسباً أو مرفوضاً . ..
والمتابع لهذه النوافذ منذ اطلالتها يتأكد من نسبة الوعي والحضارية بين شبابنا ومثقفينا وضمن الشارع تحديداً . على خلاف الكثير من المجتمعات الأخرى التي تؤخذ بالشائعات المغرضة والتحليلات السخيفة التي تنشر بين الحين والآخر . فهل يريد هؤلاء الذين يحجبون بعض المواقع الحضارية اعادتنا الى مرحلة التعليب وكتم الانفاس ..؟ لاأفهم كيف يمكن أن يحجب موقعاً قانونياً يهتم بمكافحة الفساد وتطوير القوانين . كموقع النزاهة مثلا ً .؟!!!.
- لايخلوا الأمر من مغرضين وأصحاب مواقف معلبة مسبقة أو مأجورين وعملاء ..وهؤلاء قلة قليلة وأصوات لاتلقى آذاناً صاغية في مجتمعنا .
فمن يتذوق الحلاوة عليه أن يعرف طعم المرارة لكي تتحسن قدرته على التمييز والحكم . وبدون الوقوف على المواقف المضادة والآراء المعادية لايمكن الحكم على صحة الموقف الأساسي .. كذلك الحال مع كافة وجوه الممارسة على الصعيد الداخلي المجتمعي والحكومي .
قد يكون هناك مبالغة وتجن ٍ ولكن من غير الممكن الأخذ بها مالم يدافع هذا المسؤول أو ذاك عن نفسه مقدماً الدليل بالأفعال لابالأقوال .
اما أن يبادر الى كتم كافة الأصوات ليبقى لوحده يصول ويجول في الساحة فهذا ضعف لابل أنه اقرار بالخطأ الذي لايريده أن ينكشف بدافع من الرغبة في الاستمرار والغرق فيه .
- ممارسة الحرية ليست بالأمر الهين كما يراه البعض .. ممارسة الحرية تحتاج الى وعي وثقة بالنفس ونحن في سوريا لاينقصنا ذلك .. اذاً فمن حقنا ممارسة حريتنا بالشكل الذي نراه مناسباً دون خشية من رقيب أو حسيب .. وفي كافة الأحوال يبقى القانون هو الحكم عبر احترام القانون من قبل المواطن والمسؤول على حد سواء ولاتمييز بين الاثنان أمامه. وكما قلت في البداية لابد من حصول بعض التجاوزات والتجني والمبالغة وهذه ضريبة الحرية وضرورة لابد منها لكي تتنامى هذه الحرية بالشكل السليم فلاتنحرف على طريقة حرية الفاست فود الأمريكانا .
ولاتقصر فنعود الى مراحل التعتيم والالغاء والاقصاء مفسحين المجال للفاسدين كي يرتعوا على هواهم دون رقيب أو حسيب . الحرية هي حصيلة تراكم ثقافي ومعرفي لاينقصنا هنا في سوريا .
- نحن بطبيعتنا شعب وطني منضبط وملتزم يملك قدرة عالية على التمييز والفرز لايقبل بالانفلات والانفلاش كما هو حاصل من فوضى آراء ومواقف في لبنان حيث تتعالى أصوات العملاء والخونة والمنحرفين في محاولة للتغطية على الوطنيين والشرفاء .. ولم نعد نقبل بالالغاء والاقصاء والمنع والحجب وكتم الأنفاس واظهارنا كشعب قاصر يحتاج الى وصاية هذا المسؤول أو ذاك .
ولو عدنا الى الوراء لاكتشفنا كم كان مواطننا حاداً في مواقفه ضد كل من يريد شراً بالوطن عدواً كان أم عميلاً وقد كان السوريين وبالتحديد أبناؤنا الشباب منهم ومايزالون يفندون مزاعم هؤلاء بكثير من الموضوعية والعقلانية وبأسلوب حاد اذا اقتضى الأمر وكيف كانوا ومايزالون يتصدون بكل شراسة للهجمة الموجهة الى وطنهم بأساليب متقدمة على الكثير من المسؤولين .
أيها السادة .. سوريا قوية بأبنائها وشبابها الواعي الممتليء وطنية سواء في الداخل أو في المغتربات وهم ليسوا بحاجة لمن يشحذ هممهم لأنها مشحوذة ومتحفزة دائماً للدفاع عن وطنها بتلقائية أثارت دهشة الكثير من مراكز الأبحاث .. دعوهم في خضم المعركة ضد الفكر المعادي وبمواجهة كل من يريد النيل من سورية ومواقفها وبنفس الوقت في مواجهة الخطأ والفساد في الداخل وقد أثبتوا قدرتهم على هذه المواجهة والانتصار فيها داخلياً وخارجياً .. والا..كيف سيتم تحصين البلد والمجتمع ودفعها على طريق التطوير والتحديث .؟.
إن من لايقر بأخطائه لايملك النية الصحيحة على سلوك الطريق الصحيح . وقد سبق وأقر السيد الرئيس بالأخطاء ووجود الفساد معنى ذلك أنه يريد من الجميع الانخراط في طريق مكافحتها ..ليأتي بعد ذلك من يمنع ويحجب ويرفض سماع الآخرين .
- الغريب في الأمر أن هناك مواقعاً لاتضخ سوى الخرافة والاساءة للعقائد وتسبب في تشظية هذه المجتمعات لاتحجب ولايتم الالتفات اليها . هنا لاأتهم ولكنني لاأرى سوى أن الاهتمام منصباً على التدقيق بكل كلمة تصدر عن الشارع السوري المحصن تلقائياً ..
أما المواقع التي تنتقد وتطالب بتصحيح المسار والمواقع التي تفسح في المجال للرأي والرأي الآخر وسمتها تقدمية وحضارية هي التي تحجب ( هذا دليل على أن الفساد هو صاحب المصلحة الحقيقية في الحجب ) مع تقديم خدمة مجانية للفكر المعادي .. هل هذا معقول . قليلاً من المنطق ..رجاء ً .
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية