فجع الوسط الإعلامي السوري المهاجر أمس "الثلاثاء" بوفاة الصحفي وصانع المحتوى "أغيد شيخو" بعد معاناة شديدة مع مرض التهاب الرئة الذي عانى منه لأسابيع قبل أن يفارق الحياة عن عمر ناهز السادسة والثلاثين، مخلفاً حالة من الحزن والأسى في أوساط أصدقائه ومحبيه.
وكان آخر ما كتبه على صفحته في فيسبوك وقال بتاريخ 28 أيلول- سبتمبر الماضي: "دائماً كنت أشعر أن الدعاء شيء خاص ولا يمكن طلبه من أحد، لانه حالة عاطفية، عفوية، تلقائية صادقة تعبّر عن خصوصية العلاقة بين الداعي والمحتاج للدعاء".
وتابع :"تراجعت صحتي في الفترة الأخيرة فجأة وأنا من كان يظن أنه من دون أناس تدعي له لاكتشف إني كنت أعمى تماما عن محبة الأشخاص يلي جنبي وخوفهم ولهفتهم عليّ.
و"أغيد شيخو " واسمه الحقيقي" خليل محمود شيخو" إعلامي سوري ولد في بلدة شية التابعة لمدينة عفرين 1987 أنهى اختصاص اللغة العربية وآدابها وانتقل إلى تركيا عام 2013 هرباً من الحرب والإعتقال ليلتحق بجامعة اسطنبول قسم "التراث الثقافي والسياحة - جامعة اسطنبول" وتخرج منها بدرجة ممتازة، وشارك في عدد من المعارض الجماعية في جامعة حلب بمجال التصوير.
كما أنجز في أيلول 2022 مشروعاً فنياً بعنوان "أنسنة الآثار السورية" يهدف لإعادة الحياة إلى مدن منسيّة شمال سوريا وهو المشروع
ويهدف المشروع إلى تحويل ما بقي من الآثار السورية من معالم جامدة ومجرد كتل حجرية صلدة إلى كيان حيوي يحمل في تفاصيله وملامحه انفعالات وأحاسيس قريبة من الكائن الإنساني وشبيهة به وتقترب لأن تكون على هيئة بشر أو طائرا أو سمكة أو حدأة، كما يمكن تأويلها لأشكال أخرى، حسب نظرة المتلقي وخياله. بحسب ما قال حينها في لقاء مع "زمان الوصل".
وعمل مديراً للبرامج في راديو "ألوان" 2014 ومسؤولاً عن عدد من البرامج التي تم بثها عبر قناتي "MBC4" و"MBC1"، وكان مسؤولاً عن الإعداد والترجمة ومشرفاً على القسم العربي.
وإضافة إلى عمله في دبلجة إحدى مواسمه، كذلك قدّم عدداً من البرامج في بعض من المحطات العربية والتركية، فكان ظهوره الإعلامي الأول عبر قناة 28 التركية، ببرنامج ثقافي وفني، قدّمه باللغتين العربية والتركية على الهواء مباشرة رغم حداثة تعلمه الأخيرة حينها.
فجأة تغيّر كل شيء
وأعد وقدم برنامجاً مميزاً على قناته في يوتيوب بعنوان " نوستالجي" وبدأت فكرته عندما كان يحاول البحث في الصحف التركية القديمة عن معلومات عامة متعلقة بتاريخ سوريا والمنطقة عموماً، وحلب على وجه الخصوص، فاكتشف مخزوناً ضخماً جداً من المعلومات وأرشيفاً هائلاً يغطي مختلف جوانب الحياة، وبدأ الاهتمام بعدها بقراءة حوادث سوريا غير المنشورة في الصحف العربية. ولديه كتاب بعنوان "فجأة تغيّر كل شيء".
وإلى جانب عمله الإعلامي والتوثيقي شارك الراحل في بطولة العديد من الأفلام السينمائية ومنها فيلم "المشرق" من إخراج "هارون دورموش" ويتناول الفيلم سيرة لاجئين سوريين مقيمين في تركيا ويستعرض الأحداث التي مرّت بهما أثناء محاولتهما "الهروب" إلى ألمانيا.
وحصل الفيلم على جائزة أفضل إخراج في مهرجان طريق الحرير الدولي للأفلام القصيرة - اسطنبول.
أثر الفراشة
كما شارك بطولة فيلم " أثر الفراشة" الذي أخرجه "يامن المغربي" ويلامس المشاعر والعاطفة بعيداً عن السياسة ودهاليزها، ويرصد الفيلم وهو من النوع الروائي القصير مستوى العجز الذي يمكن أن يصل إليه الإنسان الطموح الذي يريد أن يعيش بشكل مختلف من خلال زوجين يعيشان حالة عجز عاطفي ونفسي، وباتا بحاجة إلى مستوى من الطمأنينة لا يحققه الواقع، وهي الحالة التي أصابت الكثير من السوريين بعد ثماني سنوات من الحرب.
ونعى عدد من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي" فيسبوك" صديقهم الراحل" أغيد شيخو واصفين إياه بـ "الصحفي اللماح والمثقف ذو الشخصية المؤثرة".
وقالت "فاديا حسون": "الشاب الخلوق أغيد شيخو الذي كنت في ضيافته على مدى عامين في البرنامج الإذاعي "كل القصة" في إذاعة وطن إف إم ".
وأضافت :"اليوم يودّع الدنيا تاركا الأثر الطيّب والسيرة الحسنة ، نبأ رحيلك جاءني كالصاعقة".
وعلقت "نسيبة جلال" على رحيل شيخو : "في رحلة الحياة القصيرة، نلتقي بأشخاص مميزين، يتركون فينا أثرا كبيرا إيجابيا"، وتابعت :" أغيد شيخو صحفي لماح مثقف ذو شخصية مؤثرة، تحاورنا لمدة سنتين بموضوعات متنوعة في إذاعة وطن السورية، وكان الحوار معه غنيا ومفيدا وممتعا".
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية