أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يوم الخميس، أن بلاده اختبرت بنجاح صاروخ كروز تجريبيا يعمل بالوقود النووي، في حين حذر أيضا من أن البرلمان الروسي قد يلغي تصديقه على معاهدة تحظر التجارب النووية.
وفي معرض كلمة ألقاها خلال منتدى لخبراء السياسة الخارجية، أعلن بوتين أن روسيا أكملت فعليا تطوير صاروخ كروز "بوريفيستنيك" والصاروخ الباليستي الثقيل العابر للقارات "سارمات"، وستعمل على إدخالهما حيز الإنتاج.
وقال بوتين، دون الخوض في التفاصيل، "أجرينا أحدث اختبار ناجح لصاروخ كروز عالمي المدى من طراز بوريفيستنيك الذي يعمل بالوقود النووي".
كان تصريح بوتين بمثابة الإعلان الأول عن اختبار ناجح للصاروخ "بوريفيستنيك"، والذي كان أشار إليه لأول مرة عام 2018.
ليس ثمة معلومات كثيرة عن الصاروخ "بوريفيستنيك"، الذي يطلق عليه حلف شمال الأطلسي (ناتو) اسم "سكاي فول".
وكان العديد من الخبراء الغربيين متشككين بشأنه، مشيرين إلى أن المحرك النووي قد يكون غير موثوق به إلى حد بعيد.
ويعتقد أن الصاروخ قادر على حمل رأس حربي نووي أو رأس حربي تقليدي، ومن المحتمل أنه يبقى محلقا على ارتفاع عال لفترة أطول بكثير من الصواريخ الأخرى ويقطع مسافة أكبر بكثير، وذلك بفضل الدفع النووي.
عملت الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي على تطوير محركات صاروخية تعمل بالطاقة النووية خلال الحرب الباردة، لكنهما أوقفا مثل هذه المشروعات في نهاية المطاف، معتبرين أنها خطيرة للغاية.
وتشير تقارير إلى أن صاروخا من طراز "بوريفيستنيك" تعرض لانفجار في أغسطس/آب 2019 أثناء اختبارات في موقع تابع للبحرية الروسية بالبحر الأبيض، ما أسفر عن مقتل خمسة مهندسين نوويين واثنين من الجنود، وأدى إلى تزايد وجيز في النشاط الإشعاعي، مثيرا مخاوف في مدينة مجاورة.
ولم يحدد المسؤولون الروس مطلقا السلاح المستخدم آنذاك، لكن الولايات المتحدة قالت إنه كان صاروخا من طراز "بوريفيستنيك".
وفي خطابه، أشار بوتين إلى أن الولايات المتحدة وقعت لكنها لم تصدق على اتفاقية الحظر الشامل للتجارب النووية عام 1996، بينما وقعت روسيا وصدقت عليها، مضيفا أن روسيا يمكن أن تحذو حذو واشنطن.
وقال "من الناحية النظرية، يمكننا أن نلغي التصديق".
وكانت آخر مرة اختبرت فيها موسكو سلاحا نوويا في عام 1990 قبل انهيار الاتحاد السوفيتي بعام. وصدقت على الحظر العالمي للتجارب النووية عام 2000.
يأتي بيان بوتين وسط مخاوف واسعة من احتمال تحرك روسيا لاستئناف التجارب النووية لمحاولة إثناء الغرب عن الاستمرار في تقديم الدعم العسكري لأوكرانيا للتصدي للغزو الروس.
وقال بوتين إنه بينما تحدث بعض الخبراء عن الحاجة إلى إجراء تجارب نووية، فإنه لم يشكل رأيا بعد حول هذه القضية.
وأضاف "لست مستعدا لقول بعد ما إذا كان من الضروري بالنسبة لنا إجراء هذا النوع من الاختبارات أم لا".
أ.ب
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية