أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

2000 حالة في بلدة "الشجرة" وحدها.. التهاب الكبد الفيروسي يجتاح 10 قرى في حوض اليرموك بدرعا

مصابين في الشوارع والسيرومات بأيديهم - زمان الوصل

يجتاح التهاب الكبد الفيروسي ناحية "الشجرة" في منطقة "حوض اليرموك" غربي درعا، بدأ يظهر منذ حوالي الشهر، بسبب تلوث مياه الشرب، مهددا حياة أكثر من 30 ألف مدني هناك.

لم يخلُ بيت في المنطقة من الإصابة بهذا الوباء، حيث ترقد عائلات بأكملها طريحة الفراش، تنتظر مصيرا مجهولا، بعد تجاهل العالم لصرخات الاستغاثة، التي تؤكد أن المصابين هناك تركوا للوباء يتسلل إليهم الواحد تلو الآخر في ظل أوضاع مأساوية يعيشها السوريون يعجزون في ظلها عن ثمن حبة الدواء.

المآسي التي جلبها نظام الأسد على رؤوس أهالي هذه المنطقة لم تقتصر على البراميل والتشريد وتسليط تنظيم الدولة، بل شملت جميع مناحي الحياة بدءا من لقمة العيش والأحوال المعيشية، مرورا بالصحة والتعليم، وانتهاءً بالعقاب الجماعي المتمثل بالحصار والاعتقال والتهميش.

*نداء لضمائر العالم
أطلق الأهالي بيانا ناشدوا فيه ضمائر العالم لمد يد المساعدة العاجلة جاء فيه: "نحن أهالي ناحية الشجرة في ريف محافظة درعا الغربي. منطقتنا برمتها تستصرخ ضمائركم، وتناشد إنسانيتكم بعد أن فقدنا الأمل بمن ينقذ ما يزيد عن 30 ألف نسمة من جائحة التهاب الكبد الفيروسي".

وقال البيان الذي وصل "زمان الوصل" نسخة منه، إن "أطفالنا ونسائنا ورجالنا المصابون يألمون، حيث لا يخلو بيت من إصابة بهذا الوباء، الذي حل بنا جراء تلوث مصادر مياه الشرب وإهمال حكومة النظام السوري، علماً أننا وجهنا عشرات نداءات الاستغاثة فلبوا النداء بالأدوية الفاسدة وترك الأهالي يواجهون مصيرهم المجهول".

وأضاف: "لذا فإننا وإن فقدنا الأمل بنظامٍ قتل شعبنا لم نفقده بعالم ما زال فيه إنسانية. ومن هذا المقام نناشد كافة المنظمات والهيئات الدولية (الإنسانية والاغاثية والحقوقية) بالتدخل الفوري لإنقاذ أهالي هذه المنطقة المنكوبة، بعد ان وصل عدد الحالات المصابة حسب آخر إحصائية الى ما يزيد عن 2000 حالة فقط في بلدة الشجرة، إضافة لعشرات الحالات في 9 قرى مجاورة".

*النظام يتفرج
أمام هول هذا الوباء المخيف، يقتصر دور النظام على إطلاق التصريحات الصحفية الصادرة عن مكتب المحافظة، وإرسال بعض "السيرومات"، فيما يغلق المستوصف الوحيد في بلدة "الشجرة" أبوابه على الرغم من الحاجة الماسة لوجود كادر طبي للحالات الاسعافية، بحسب المهندس "بشار أبو سعيفان".

وأكد في حديث مع "زمان الوصل"، أن معاناة الأهالي في حوض اليرموك عامة، وبلدة "الشجرة" المنكوبة خاصة، لم تقتصر على نقص المياه والكهرباء وبقية الخدمات للعيش بأبسط مقومات الحياة، حتى تفاقمت المأساة بترك النفايات تتراكم في الشوارع والأزقة وينابيع المياه، ليتبعها تلوث في مياه الشرب، كان ذلك اهم أسباب تفشّي وباء أصاب الأكباد وفلذاتها بفايروس (التهاب الكبد A) جعل المئات من الأطفال والآباء والأمهات (عوائل بأكملها) طريحي الفراش ترافقهم الآلام والإقياء وارتفاع الحرارة وما للكثير منهم من معين ولا معيل.

وقال ابن بلدة "الشجرة" المنكوبة، إن مصادر طبية سجلت أكثر من 2000 إصابة في بلدة الشجرة لوحدها، إضافة لعشرات الحالات في 9 قرى مجاورة والأعداد تتزايد يوم بعد آخر. 

وأضاف أن الإصابات بدأت تظهر على طلاب المدارس منذُ بداية العام الدراسي، حينها طالب الأهالي بإيقاف الدراسة وجلب فرق استقصاء وتوعية لمنع انتشار العدوى، لكن ما من مجيب "فقط كانت استجابة مديرية الصحة بإرسال سيرومات للمستوصف الوحيد في المنطقة، بعضها منتهي الصلاحية".

ووجه "أبو سعيفان" نداء استغاثة عبر "زمان الوصل" قائلا: "باسم منكوبينا في بلدة الشجرة وحوض اليرموك عامة، نناشد كافة المنظمات المحلية و الدولية الإنسانية والإغاثية وحتى الحقوقية داخل سوريا وخارجها أن تتدخل على الفور لإيقاف تلك الجائحة بكافة الطرق المتاحة وانقاذ ما يزيد عن 30 الف نسمة فقط في حوض اليرموك، هذا إن لم تنتقل العدوى لبقية المناطق والدول المجاورة كون منطقتنا منطقة حدودية حيث يحدها من الجنوب الاردن ومن الغرب الجولان السوري".

محمد الحمادي - زمان الوصل
(93)    هل أعجبتك المقالة (71)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي