توفي شاب سوري في أحد مستشفيات مدينة إزميرغربي تركيا أول أمس الخميس بعد مكوثه عدة أيام في قسم العناية المركزة إثر تعرضه لعملية طعن على يد شاب تركي لسبب صادم، وهي الجريمة التي هزت أوساط اللاجئين في البلاد .
وتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو بدا فيه الشاب "إبراهيم دلي حسن" 22 عاماً وهو ملقى على الأرض في الشارع الذي شهد الحادثة وظهر شخصان وهما يحاولان مساعدته.
وفي التفاصيل أفاد الناشط "طه الغازي" المهتم بشؤون اللاجئين السوريين نقلاً عن شقيق الشاب المغدور أن شقيقه الذي ينحدر من بلدة الراعي الواقعة بريف محافظة حلب، كان رفقة صديقه يتبضعان في حي Alsancak في ساعات المساء الأولى من يوم السبت الماضي.
قتله من أجل سيجارة
وجاء شابان تركيان إلى شقيقه وتذرّع أحدهما بطلب "سيجارة " وعندما أجابه الشاب المغدور بأنه لا يدخن وسأله الشاب التركي: "أنت من أين" فأجابه "تركماني من سوريا" وحينها قام بطعنه طعنات عدة في أنحاء مختلفة من جسده على مرأى من المارة، وتم إسعافه لإحدى المستشفيات الحكومية ، ووضع تحت المراقبة في قسم العناية المركزة لعدة أيام، وبالرغم من العناية الطبية التي قدمت له إلا أنّه فارق الحياة متأثراً بجراحه لاحقاً.
وأضاف المصدر أن السلطات الأمنية قامت إثر الواقعة بتوقيف القاتل وأعلنت عن بدء الإجراءات في مسار مساءلة - محاكمة الجاني ومعرفة دوافع وأسباب الجريمة. وأشار الغازي إلى أنه قام بالتنسيق مع عدد من الكوادر الحقوقية في نقابة المحامين الأتراك في إزمير وذلك بغيّة تقديم كل الدعم القانوني لعائلة الشاب المغدور ، وفي سبيل متابعة مسارات القضية في ميدان القضاء.
وتكررت حالات الاعتداء على اللاجئين السوريين في تركيا حتى كادت أن تكون ظاهرة شبه يومية، ويعود السبب في ذلك بحسب منظمات تعنى بحقوق اللاجئين إلى حملات التحريض التي تشنها وسائل إعلامٍ محلّية إلى جانب أحزاب سياسية تطالب بترحيلهم إلى بلدهم.
وكان الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" أكد أن حكومته لن تسمح بتفشي العنصرية وكراهية الأجانب وستتخذ الإجراءات اللازمة لحل مشكلة الهجرة غير النظامية.
وقال أردوغان في خطابه المطول الذي ألقاه الخميس الماضي خلال فاعلية أقيمت بمشاركة مسؤولين محليين في المجمع الرئاسي التركي بالعاصمة أنقرة إن وصمة الاستعمار والعنصرية والفاشية لم تكن موجودة أبداً في أي مرحلة من مراحل التاريخ التركي، وشدّد على أن حكومته لن تسمح إطلاقاً بزعزعة هذه الخصال الحميدة.
وهاجم أردوغان من وصفهم بـ"أصحاب العقلية الفاشية" الذين يستهدفون المواطنين الأتراك على خلفية انتماءاتهم الدينية، أو اللاجئين، مهددا بمحاسبتهم أمام القضاء.
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية