أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

متهم بجرائم حرب ضد السوريين يستبدل البدلة العسكرية بمنصب رياضي ممثلا للأسد في أولمبياد باريس

نائب رئيس ميليشيا "كتائب البعث" عمر العاروب

قبل أيام تداول ناشطون صورا لـ"عمر العاروب"، نائب رئيس ميليشيا "كتائب البعث" الموالية لنظام الأسد، التقطها أمام برج ايفيل الشهير في العاصمة الفرنسية باريس، قالوا إنه جاء موفدا من النظام بمهمة التحضير لأولمبياد باريس 2024.

صور "العاروب" بالبدلة الرسمية، أثارت موجة واسعة من التساؤلات عن صور سابقة (أشاحت عنها العيون)، نشرها بالسلاح واللباس العسكري الممهور بشعار "البعث"، متفاخرا بتحرير المدن والبلدات من أهلها بعد تدمير البيوت فوق رؤوس ساكنيها وتهجير من قيض له الحياة هائما على وجهه بحثا عن الأمان في طول الأرض وعرضها.


الغريب في الأمر أن "العاروب" ورغم الزحف بالبدلة العسكرية إلى جميع المدن السورية التي شهدت مجازر مروعة، مثل الميادين ودير الزور وحلب وريفها وإدلب واللاذقية وحمص والغوطة، وظهر كتفا لكتف إلى جانب قادة ميليشيات وضباط مشمولين بقانون "قيصر"، يغادر ويزور البلدان باطمئنان، لمجرد أنه ترك البدلة ذاتها التي نال بها رضى القيادة في مطار دمشق، واستقل الطائرة كرجل رياضة.

"العاروب" جاء إلى باريس رئيسا لوفد نظام الأسد من باب أنه يشغل منصب نائب رئيس الاتحاد الرياضي العام، وسبق أن ترأس وفد النظام ذاته في أولمبياد طوكيو 2021، وتقلد هناك ميدالية، وشارك بالعديد من الفعاليات الرياضية الإقليمية والعالمية، دون أي خوف أو أن تهتز جوارحه لثانية واحدة خوفا من "صحوة ضمير قضاء عادل هنا أو هناك" بل على العكس ابتساماته العريضة لم تفارق وجهه وكأنه يقول "انقعوا قوانينكم ومواثيق شرف جمعياتكم الحقوقية واشربوا ميتها".



نعم، فضيف باريس اليوم هو "عمر العاروب"، الذي برز اسمه كواحد من أبرز الشخصيات التي انخرطت بالحرب السورية من خلال موقعه كنائب رئيس ميليشيا "كتائب البعث" التي تأسست عام 2012 وتضم متطوعين ومتطوعات من معظم المحافظات السورية، تحت إشراف القيادة القطرية لحزب "البعث"، فهل يستطيع زعماء العصابات الانخراط بأعمال خيرية أو رياضية للحصول على بطاقة عبور إلى أي مكان يريدونه، حتى لو كان في عقر دار "حقوق الإنسان"؟.

*خلط السياسة بالرياضة
في كل حدث رياضي يشارك فيه ممثلو النظام، تتصاعد أصوات المفصولين عن الواقع تدعو لعدم "خلط السياسية بالرياضة"، متجاهلة حقيقة أن المرء لا يصل في "سوريا الأسد" إلى أي منصب رياضي سواء في الاتحاد الرياضي أو غيره، إلا عبر المرور بالمناصب والسياسية والحزبية والعسكرية، فـ"العاروب" على سبيل المثال يشغل منصب نائب رئيس الاتحاد الرياضي العام، إلى جانب عشرات المناصب التي شغلها في السابق منها عضوية مجلس الشعب ورئيس قيادة فرع "الاتحاد الوطني لطلبة سوريا" في حلب ورئيس مكتب العمل الوطني والتطوعي.


في الحالة السورية، السياسة هي محرك جميع نواحي الحياة بما فيها الرياضة، وليست أي سياسية كما يظن بالبعض، إنما السياسة في عرف الأسد ومنطلقاته النظرية تعني الموالاة حتى النخاع والدفاع عن القائد وكرسي حكمه حتى الموت، وهذا ما جسده "العاروب" ضيف باريس، فمع كل صورة له تحضر مشاهد الضحايا ومجازر الإبادة المروعة ولون الدماء التي صبغت حياة السوريين في طول من أقصاها إلى أقصاها.

زمان الوصل
(291)    هل أعجبتك المقالة (257)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي