تزدهر سوق التهريب بمليارات الدولارات، والمجرمون يصبحون أكثر ابتكارًا لجلب اللاجئين إلى ألمانيا تحت ظروف قاتلة في بعض الأحيان، كما ذكرت صحيفة "بيلد" الألمانية.
وأشارت الصحيفة إلى أنها تتوفر على تحليل هجرة شهر حزيران من الشرطة الاتحادية (تقرير رسمي ) الذي يشرح فيه الأساليب الجديدة.
وجدت الشرطة الاتحادية من يناير إلى مايو 2023 ما مجموعه 24,319 "دخولًا غير مشروعًا ذا صلة بالهجرة". ارتفاع بنسبة 69٪ (+ 14,390) مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي. يعني "ذا صلة بالهجرة" أن اللاجئين قدموا طلب لجوء بعد أن تم التقاطهم على الحدود مع بولندا هي الأكثر تأثراً بالمشكلة مع 7953 لاجئًا - أغلبهم من سوريا والعراق، وارتفعت بنسبة 177٪ تم تسميت الحدود في التقرير بـ "نقطة التوتر".
وقالت الصحيفة إن معظم اللاجئين والمهاجرين يأتون سيرًا على الأقدام!.
يقول تقرير الشرطة الاتحادية: "تم التحقق من دخولات غير مشروعة تقريبًا بشكل حصري عبر الطرق البرية الدولية (3697)، بما يمثل ما يقرب من ثلثي كل الأشخاص يأتون سيرًا على الأقدام (2195). من هؤلاء، كان بإمكان 1842 تتبع الطريق عبر بيلاروسيا، والتي توحي بالتواصل المستمر لمجموعات كبيرة في منطقة الحدود الألمانية البولندية".
كما أشارت الصحيفة الى ان لديها شهود عيان كانوا حاضرين عندما قبضت الشرطة الاتحادية على سوريين (21 و37 عامًا) في أوستريتز (كريس غورليتس).
قال الرجل البالغ من العمر 37 عامًا لبيلد: "تم جلبي بواسطة طائرة من اسطنبول إلى موسكو. ثم توجهت إلى بيلاروسيا، ومن ثم إلى بولندا ومنها إلى ألمانيا." وقدرت التكلفة التي دفعها للمهربين بحوالي 6000 دولار.
* طرق جديدة للمهربين
وكشفت الصحيفة أن المهربين يجذبون المزيد من اللاجئين الإعلانات، يعلنون علانية عن خدماتهم في الشبكات الاجتماعية. في أحد مقاطع فيديو "تيك توك"، يقوم رجل بإنزال الكثير من اللاجئين من شاحنة نقل، فيما يظهر على الفيديو كتابة تقول: "(فيرو) بابا هو الوحيد... تثق (بفيرو) وسيبيل - أنتم تسألون ونحن نلبيكم " وتكون كلمة "بابا" في هذا السياق تعني الزعيم، الذي هو في هذه الحالة هو المهرب.
ولكن العصابات أكثر ابتكارًا حتى الآن، وتمارس التسويق بشكل دوري وتجذب المهاجرين الجدد بالفوائد المالية. تقول تحليل الهجرة: "ووفقًا لأحدث المعلومات، يتم استخدام 'طرق التسويق الإبداعية' مثل مسابقات الفوز بجولات "التهريب" (مثل رسوم التأشيرة أو تذاكر الطيران) من قبل منظمات التهريب".
* العجز
وبحسب "بيلد" يذكر المقال أن المهربين يدركون أيضًا عجز السلطات الألمانية. يُسمح للشرطة الاتحادية بإعادة اللاجئين غير الشرعيين فقط في نطاق من 30 كيلومترًا خلف الحدود إذا كانوا ممنوعين من دخول البلاد. وعند الكيلومتر 30.01، لا يمكن للشرطة الاتحادية تنفيذ "إجراءات إنهاء الإقامة" بعد ذلك. ويفترض المحققون حتى أن لدى المهربين مخابئ سكنية خلف هذا الحد البالغ 30 كيلومترًا، حيث يتم وضع اللاجئين فيها علنًا.
ويحاول المهاجرون الاحتفاظ بهواتفهم النقالة عند القبض عليهم، حيث يرغبون في إرسال صور إثبات لأقاربهم في بلدهم، لكي يتمكنوا من إتمام آخر دفعة مالية للمهربين.
وتختم الصحيفة بتحذير للشرطة الاتحادية في تقريرها: "سيستمر الارتفاع في الدخول غير الشرعي ذي الصلة بالهجرة عبر الحدود الشرقية لألمانيا في الأسابيع القادمة".
ترجمة حسن قدور - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية