قال مسؤولون أوكرانيون إن صواريخ كروز روسية دمرت مباني تخزين زراعية في منطقة أوديسا في وقت مبكر يوم الجمعة، في حين وسعت قوات الكرملين نطاق أهدافها بعد ثلاثة أيام من قصف البنية التحتية لميناء المنطقة الواقع على البحر الأسود.
وألحقت صواريخ روسية أخرى أضرارا بما وصفها المسؤولون فقط بأنها ”منشأة بنية تحتية مهمة” جنوب غرب مدينة أوديسا الساحلية، فيما بدا أنه جزء من جهد مستمر لتعطيل صادرات المواد الغذائية الأوكرانية.
وضعت الهجمات في الأيام الأخيرة أوديسا في مرمى النيران بروسيا بعد أن تخلت موسكو عن اتفاق أبرم في زمن الحرب وسمح لأوكرانيا بإرسال الحبوب عبر الميناء الرئيسي الواقع على البحر الأسود.
وفي السياق، قال حاكم المنطقة أوليه كيبر إنه في الهجوم على موقع التخزين، سقط صاروخا كروز في البداية واندلع حريق، ثم سقط صاروخ آخر أثناء جهود مكافحة الحرائق.
كما قال كيبر إن القصف أسفر عن إصابة شخصين، وألحق أضرارا بالمعدات، ودمر 100 طن متري من البازلاء و20 طنا متريا من الشعير.
استهدفت روسيا البنية التحتية الحيوية لتصدير الحبوب في أوكرانيا بعد أن تعهدت بالرد على هجوم دمر جسرا حاسما بين روسيا وشبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو.
وإلى هذا، قالت ناتاليا هومينيوك، المتحدثة باسم القيادة العملياتية للجيش الأوكراني في الجنوب، إن ”العدو يواصل الإرهاب، وهو مرتبط بلا شك باتفاق الحبوب”.
أعلنت كل من روسيا وأوكرانيا أنهما ستعاملان السفن التي تبحر إلى موانئ كل منهما على البحر الأسود كأهداف عسكرية محتملة.
وفي هذا الصدد، قال معهد دراسة الحرب، وهو مركز أبحاث مقره في واشنطن، إن الضربات الأخيرة على البنية التحتية للموانئ والحبوب والتهديدات بالتصعيد في البحر ”من المحتمل أن تكون جزءا من جهود الكرملين للاستفادة من خروج روسيا من مبادرة حبوب البحر الأسود والحصول على تنازلات واسعة النطاق من الغرب”.
في تركيا، قال الرئيس رجب طيب أردوغان إن على الدول الغربية تلبية مطالب روسيا من أجل استعادة ممر الحبوب في البحر الأسود.
وأضاف أردوغان، الذي ساعد في التفاوض على الاتفاق، إن ”روسيا لديها بعض التوقعات. إذا تم التغلب على هذه الأمور، فإن روسيا تؤيد العمل النشط لممر الحبوب هذا...نعلم أن (بوتين) لديه بعض التوقعات من الدول الغربية. تحتاج الدول الغربية إلى اتخاذ إجراءات بشأن هذه المسألة”.
وأكد أنه سيتحدث إلى بوتين عبر الهاتف، وعبر عن أمله في مقابلته بتركيا الشهر المقبل.
وفي تصريحات نقلتها وكالة أنباء ”الأناضول” الحكومية ووسائل إعلام أخرى، حذر أردوغان من أن إنهاء مبادرة الحبوب سيرفع أسعار الغذاء العالمية ويزيد المجاعة ويطلق العنان لموجات جديدة من الهجرة.
في غضون ذلك، قالت وزارة الدفاع الروسية إن البحرية الروسية أجرت تدريبات تحاكي عملية لإغلاق جزء من البحر الأسود، حيث أطلق زورق صاروخي صواريخ كروز مضادة للسفن على هدف وهمي.
ومن ناحية أخرى، كرر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ادعائه بأن الهجوم المضاد الأوكراني الذي طال انتظاره لا يحقق نجاحا، رغم أنه لم يقدم أي دليل.
وقال بوتين، الذي اهتزت سلطته الشهر الماضي بسبب تمرد قصير الأمد شنته قوة مرتزقة روسية، في اجتماع لمجلس الأمن الروسي إن الجيش الأوكراني تكبد خسائر فادحة، مضيفا أن الغرب يكافح من أجل الحفاظ على إمدادات الأسلحة والذخيرة.
كما تحدث بوتين بشكل استفزازي عن بولندا، زاعما أن وارسو شكلت وحدة عسكرية خاصة لضمان الأمن في غرب أوكرانيا ولديها خطط للتدخل في شؤون كييف.
في تطورات أخرى، أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي استقالة وزير الثقافة في البلاد، مشيرا إلى أن إنفاق الوزارة كان مضللا خلال الحرب.
وقال “حجارة الأرصفة وزينة المدينة والنوافير يمكن أن تنتظر لما بعد النصر.”
جاءت الخطوة بعد فضائح برزت مؤخرا تضمنت سلطات محلية، بما فيها إصلاح طريق بالكوبالت (معدن نادر) وسط كييف وتجديد نافورة في مدينة غربي أوكرانيا.
أقال زيلينسكي أيضا سفير أوكرانيا لدى المملكة المتحدة، فاديم بريستايكو، الذي كان سفيرا أيضا لدى المنظمة الدولية للملاحة. ولم يعلن عن السبب، لكن بريستايكو كان انتقد الرئيس علنا في عدة مناسبات.
أ.ب
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية