أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

روسيا تستهدف ميناء أوديسا الأوكراني

أعلنت السلطات الأوكرانية إسقاط قواتها لعشرات الطائرات المسيرة، وستة صواريخ كروز في هجوم روسي قبل فجر الثلاثاء على ميناء أوديسا جنوبي البلاد.

يأتي ذلك بعد يوم من إلغاء موسكو لاتفاق سمح لكييف بتصدير الحبوب من أوديسا، المدينة المطلة على البحر الأسود، خلال الحرب.

وقالت القيادة الجنوبية للجيش الأوكراني إن القوات الروسية سعت في البداية لإضعاف دفاعاتها الجوية عن طريق الطائرات المسيرة، ثم استهدفت أوديسا بستة صواريخ كروز.

وذكر مسؤولون أن الدفاعات الجوية الأوكرانية أسقطت جميع الصواريخ الستة، بالإضافة إلى 25 طائرة مسيرة في أوديسا ومناطق أخرى في الجنوب، لكن الحطام ألحق أضرارا ببعض مرافق الميناء وبعض البنايات السكنية، ما أدى لإصابة رجل مسن داخل منزله.

وقال أندري يرماك، مدير مكتب الرئيس الأوكراني، إن الهجوم أظهر استعداد الكرملين لتعريض حياة الملايين حول العالم للخطر، والذين بحاجة إلى صادرات الحبوب الأوكرانية.

يمثل الجوع تهديدا متزايدا في إفريقيا والشرق الأوسط وآسيا، ودفع ارتفاع أسعار المواد الغذائية بمزيد من السكان إلى براثن الفقر.

وأضاف يرماك "يجب على العالم أن يدرك أن هدف الاتحاد الروسي هو نشر الجوع وقتل الشعوب. إنهم بحاجة لموجات من اللاجئين، وإنهم يريدون إضعاف الغرب عن هذا الطريق".

وجهت الأمم المتحدة وحلفاء أوكرانيا في الغرب انتقادات لموسكو بسبب إلغاء اتفاقية الحبوب، قائلين إن ذلك يعرض حياة كثيرين للخطر.

وأعلن الكرملين تعليق الاتفاق حتى تلبية مطالب موسكو برفع القيود المفروضة على صادرات الأغذية والأسمدة الروسية إلى العالم.

وقالت روسيا إن قرار وقف شحنات الحبوب الأوكرانية ليس مرتبطا باستهداف جسر القرم يوم الاثنين، والذي اتهم الكرملين قوات كييف بالوقوف وراءه عن طريق طائرات مسيرة.

من جانبه حذر دميتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين، الثلاثاء من أن محاولة الاستمرار في تنفيذ اتفاق تصدير الحبوب من أوكرانيا دون مساعدة روسيا "قد تنطوي على مخاطر مؤكدة".

وقال "هذه المنطقة تقع بجوار منطقة قتال. بدون ضمانات أمنية مناسبة ستكون هناك مخاطر مؤكدة. إذا حاولوا القيام بشيء ما بدون روسيا، فيجب أخذ هذه المخاطر في الاعتبار. لا يمكن القول بأن أي دولة تستطيع أن تكون مستعدة لتحمل هذه المخاطر".

وأضاف بيسكوف "إذا تحدثنا عن المنطقة، إذا جاز التعبير فيما يتعلق باتفاق تصدير الحبوب، هذا ليس سرا لأي شخص، إنها حقيقة واضحة: نظام كييف استخدم هذه المنطقة لأغراض عسكرية. هذا جانب مهم للغاية لا يجب نسيانه".

ورفض بيسكوف وصف وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن قرار روسيا بشأن اتفاق الحبوب بأنه "غير معقول".

وقال "روسيا أوفت بالتزاماتها، ومددت هذا الاتفاق عدة مرات على الرغم من عدم تنفيذ بنوده الخاصة بالاتحاد الروسي. في هذه الحالة، ينبغي على الأرجح تسمية موقف الدول الأوروبية بأنه غير معقول”.

وأعلنت الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية تقديم مساعدة مالية إضافية لأوكرانيا قيمتها 250 مليون دولار لدعم قطاع البلاد الزراعي.

جاء ذلك بالتزامن مع زيارة سامانثا باور، مديرة الوكالة، لأوديسا، حيث وبخت موسكو على قرارها إلغاء اتفاق الحبوب.

"تسبب تعطيل روسيا للتجارة البحرية منذ بداية غزوها الشامل، والذي تضمن حصار موانئ وتأخير عمليات تفتيش سفن والانسحاب من مبادرة حبوب البحر الأسود مؤخرا، تسبب في تقييد شديد لكمية الحبوب التي تستطيع أوكرانيا توفيرها للعالم وسط أزمة غذاء عالمية"، بحسب بيان صادر عن وكالة التنمية الامريكية.

وكان الرئيس الاوكراني فولوديمير زيلينسكي قد ذكر أن أوكرانيا ستستمر في تنفيذ اتفاق الغلال، وان تصدير الغلال بحرا وأمن الميناء تصدرا جدول أعمال اجتماع الثلاثاء مع كبار القادة العسكريين والمسؤولين الحكوميين، مضيفا أنه تلقى تقارير حول اللوجستيات وحماية المناطق الساحلية.

لم يعلن المسؤولون الأوكرانيون مسؤوليتهم عن الهجوم بشكل مباشر، كما فعلوا في ضربات سابقة مماثلة.

لكن يبدو أن جهاز الأمن الأوكراني اعترف بدوره في الضربة ضمنيا.

وأظهرت صور عبر الأقمار الصناعية التقطتها شركة (ماكسار تكنولوجيز)، يوم الاثنين، أضرارا جسيمة لحقت بجميع الممرات المتجهة شرقا وغربا إلى جسر القرم عبر مضيق كيرتش في الجزء القريب من البر الروسي، مع انهيار قسم واحد على الأقل.

لكن جسر السكة الحديد - الذي يمتد موازيا للطريق السريع - بدا أنه لم يتضرر.

وصفت روسيا ضربات الثلاثاء على طول ساحل البحر الأسود بأنها "انتقامية" لهذا الهجوم.

وقالت وزارة الدفاع الروسية إنها استخدمت أسلحة دقيقة تنطلق من البحر على منشآت عسكرية أوكرانية بالقرب من أوديسا وميكولايف، المدينة الساحلية الواقعة على بعد 50 كيلومترا شمال شرقي البلاد.

وأضافت الوزارة أن الجيش الروسي دمر منشآت متورطة في التحضير "لهجمات إرهابية" ضد روسيا تستخدم طائرات مسيرة، ومن بينها منشأة في حوض لبناء السفن قريب من أوديسا، بينما استهدف أيضا مستودعات وقود تابعة للجيش الأوكراني.

ذكرت وزارة الدفاع الروسية، يوم الثلاثاء، أن قواتها أحبطت هجوما أوكرانيا على شبه جزيرة القرم باستخدام 28 طائرة مسيرة.

وقالت الوزارة إن قواتها أسقطت 17 طائرة مسيرة، بينما تعرضت 11 طائرة أخرى للتشويش بوسائل الحرب الإلكترونية وتحطمت، دون وقوع أضرار أو إصابات على الأرض.

جاء الهجوم بعد يوم من اتهام الكرملين لأوكرانيا بقصف جسر القرم الذي يربط روسيا بشبه جزيرة القرم، وهو طريق إمداد رئيسي للقوات الروسية أثناء الحرب.

أ.ب
(68)    هل أعجبتك المقالة (61)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي