تمكنت الطبيبة السورية "ميرنا عيروض" من الحصول على ترخيص مزاولة مهنة الطب في اليابان بعد أن اجتازت كل الاختبارات المطلوبة، لتصبح بذلك أول طبيبة سورية تزاول المهنة والثانية عربياً التي تستطيع تحقيق ذلك في ظل ظروف أقل ما يقال عنها أنها قاسية وصعبة.
وبدأت ميرنا رحلة دراسة اللغة اليابانية الصعبة من الصفر مع وجود طفلتها الصغيرة التي كانت ترعاها.
ودرست القادمة الجديدة في البداية ضمن مخبر في كلية الطب بجامعة كيتو اليابانية لكنها شعرت أن ذلك لا يرضي طموحها وقررت أن تدخل مجال العمل السريري في الطب لذا كان يجب تعديل شهادتها السورية في اليابان.
وتقول الطبيبة ميرنا لموقع "اليابان بالعربي" إنها سألت في بداية لجوئها إلى اليابان عن كيفية تعديل شهادتها أو الحصول على فرصة للتدريب العملي في إحدى مستشفيات اليابان فكانت الإجابة التي اتفق الجميع عليها تتلخص في كلمة واحدة "مستحيل .. ستدركين ذلك عما قريب حاول قبلك كثيرون وفشلوا".
ولكن ميرنا ركبت موجة المستحيل ورفضت الإستسلام لليأس وتمكنت من التغلب على العراقيل والصعوبات لتصل إلى ما تصبو إليه.
أحبت ميرنا اليابان وثقافتها فبدأت تدرس اللغة اليابانية من الصفر وشاركت في العديد من الأنشطة الثقافية بهدف تعميق معرفتها باللغة والثقافة والآداب اليابانية، كما شاركت أيضًا بنشاطات ثقافية تهدف لتعريف اليابانيين بالثقافة العربية.
عملت كذلك بعد تجاوزها المستوى النهائي للغة اليابانية كمتطوعة في مجال الترجمة الطبية بين اللغة العربية والانكليزية واليابانية وقد ساعدها ذلك على صقل مهاراتها التواصلية باللغة اليابانية وتوسيع معرفتها بالمصطلحات الطبية اليابانية.
ولم يكن الاستسلام خيارا واردا بالنسبة لها فقد مضت في رحلتها في اليابان واضعة أمامها هدفا واحدا وهو أن تتمكن من مزاولة الطب في اليابان، إلى أن حققت حلمها وتمكنت من تحقيق هذا الإنجاز الكبير لتصبح بذلك الطبيب السوري الأول والشخصية العربية الثانية التي تتمكن من مزاولة الطب بعد الطبيب المصري "أسامة محمد علي إبراهيم" أول طبيب عربي يتمكن من اجتياز اختبارات ترخيص مزاولة المهنة في اليابان.
وتقول الطبيبة القادمة من مدينة حلب في لقاء مع موقع showa أن طب الجهاز الهضمي أصبح أحد اهتماماتها الرئيسية منذ أن بدأت جلساتها السريرية كطالبة في كلية الطب.
و في ذلك الوقت ، لم تكن تعرف الكثير عن الثقافة أو اللغة اليابانية ، لكن الشيء الذي عرفته هو أن اليابان هي الأولى في العالم في مجال أمراض الجهاز الهضمي.
وفي الوقت الحالي، تقوم بإعداد نفسها للتقدم للامتحان الطبي الوطني الياباني لتصبح متخصصًة في اليابان.
ولطالما سمعت الطبيبة الشابة عن مدى امتياز اليابانيين من حيث العمل الجماعي لكن زيارة لمركز SUITE مكنتها من تجربة ذلك بنفسها. ليس فقط بيئة عمل جماعية رائعة، ولكن أيضًا بيئة تشجع فردية كل طبيب مما أشعرها بالثقة والتفاؤل.
وعلاوة على ذلك، كان بإمكانها-كما تقول- الوصول إلى العديد من الأوراق البحثية من مجلات مشهورة جدًا مما ساعدها كثيرًا في دراستها بمركز الجهاز الهضمي.
وتأثرت بالعلاقة اليابانية بين المريض والطبيب المليئة بالاحترام والمودة، ومن خلال هذا التدريب، أتيحت لها فرصة رائعة لمعرفة ما يعنيه أن تكون اختصاصية أمراض الجهاز الهضمي في اليابان.
وبعد اجتيازها الامتحان الطبي الوطني في اليابان بنجاح كتبت عيروض في منشور على حسابها في "فيسبوك":"رحلة طويلة لا يمكن لكلماتي أن تختصرها..أذكرها بتفاصيلها الكثيرة وكأنها حدثت البارحة واجهت خلالها الكثير من العثرات والمصاعب بخطواتٍ لم تكن بتلك السرعة لكنها كانت ثابتةً بفضل الله عز وجل.
وأضافت : "مع شح الأطباء الأجانب في اليابان كان مجرد تحصيل المعلومات عن التعديل أو الاستفادة من تجارب سابقة أمراً في غاية الصعوبة".
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية