اعلن الرئيس السوري بشار الاسد الاثنين ان سوريا تحتفظ "بحق الرد باشكال مختلفة" على الغارة الاسرائيلية الاخيرة على اراضيها.
وقال الاسد في حديث الى هيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي) بثت قناة "بي بي سي وورلد" البريطانية مقتطفات منه: "الرد لا يعني صاروخا ضد صاروخ (او) قنبلة ضد قنبلة".
واضاف ان الغارة الاسرائيلية الشهر الفائت استهدفت "مبنى كان يستخدم لاغراض عسكرية" ولم تطاول اهدافا "مهمة". وتابع "نملك وسائلنا الخاصة للرد سواء سياسيا او باسلوب اخر. ولكن من حقنا ان نرد باشكال مختلفة".
وتدارك الرئيس السوري "ولكن اذا كان ردنا عسكريا نكون نرد بما يلائم الاجندة الاسرائيلية الامر الذي نرفضه. هذا لا يعني اننا نريد تبديد فرص السلام في مستقبل قريب".
واكدت سوريا ان دفاعاتها الجوية تصدت في السادس من ايلول/سبتمبر لطيران اسرائيلي انتهك اجواءها. ورفعت شكوى لدى الامم المتحدة مؤكدة ان الطائرات الاسرائيلية القت "ذخائر".
وسئل الاسد عما اذا كانت بلاده تنوي ضرب اسرائيل فاجاب "الامر ممكن ولكن لا يمكننا القول اننا سنتبنى هذا الخيار الان. لدينا وسائل متنوعة".
وبحسب معلومات اوردتها الصحافة الاميركية والبريطانية فقد قصف الطيران الاسرائيلي في السادس من ايلول/سبتمبر موقعا يشتبه في انه يؤوي انشطة نووية قد تكون كوريا الشمالية ضالعة فيها.
لكن المعلومات حول تلك الغارة ظلت مجتزأة وخصوصا ان اسرائيل تكتمت بشدة على ما حصل.
وفي ما يتصل باعادة التسلح وتعزيز نظام الصواريخ في سوريا وخصوصا في هضبة الجولان التي تحتل اسرائيل قسما منها منذ 1967 اعتبر الاسد ان "من الطبيعي والمؤكد ان نحضر انفسنا".
واضاف "لا نبني جيشا لشن هجمات بل للدفاع عن بلادنا وهذا امر طبيعي خصوصا بعد الحرب على لبنان العام الفائت حين دمر الاسرائيليون المدن اللبنانية وبيروت وجنوب لبنان" في اشارة الى الحرب التي شنتها الدولة العبرية على لبنان صيف 2006.
من جهته قال وزير الخارجية السوري وليد المعلم ان تقاعس المجتمع الدولي ازاء الغارة الاسرائيلية على سورية بداية ايلول الماضي شجع اسرائيل على التمادي في مسلكها العدواني.
وقال المعلم في كلمة له امام الجمعية العامة للامم المتحدة القاها مساء اليوم الاثنين " إن العدوان الإسرائيلي الأخير على سورية بتاريخ 6 أيلول/ سبتمبر2007 هو دليل واضح على رغبة إسرائيل في تصعيد التوتر. ونؤكد هنا أن تقاعس المجتمع الدولي، بما في ذلك مجلس الأمن، عن إدانة هذا العدوان من شأنه أن يشجع إسرائيل على التمادي في مسلكها العدواني ويسهم في تصعيد التوتر في المنطقة. كما أن قيام مصادر في الولايات المتحدة بترويج شائعات وتلفيق أخبار لتبرير هذا العدوان هو تزوير للحقائق يجعل من هؤلاء شركاء في العدوان".
و حول مؤتمر السلام المرتقب الخريف المقبل قال المعلم " إن الحديث عن سلام الشرق الأوسط، والتحرك من أجله، يحتاج أولاً وقبل كل شيء إلى توفر إرادة صنع السلام القائم على الحق والعدل.
هذه الإرادة غائبة عن أولويات بعض السياسات فيما يطرح هذه الأيام. إن ما يتم تداوله حول اجتماع دولي مازال يتسم بالغموض في المضامين والغايات وفي التوجه المطلوب نحو الحل الشامل للصراع العربي الإسرائيلي كما يفتقر أيضاً إلى تحديد الأهداف والأسس والمرجعيات والإطار الزمني".
وأضاف المعلم في كلمته " لقد أكدت سورية مراراً وتؤكد الآن أن السلام هو خيارها الاستراتيجي. وقد أشار الرئيس بشار الأسد الى أن سورية مستعدة للسلام العادل والشامل وفقاً لقرارات الشرعية الدولية كمقدمة لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة. وهذا ما يؤكد امتلاك سورية لإرادة صنع سلام حقيقي يعيد الأرض والحقوق لأصحابها ويضمن الأمن للجميع.
وأشار المعلم الى دعوة دمشق المتكررة لاستئناف عملية السلام على أساس مرجعية مدريد ومبدأ الأرض مقابل السلام. متسائلا " هل هذه الإرادة ؟ إرادة صنع السلام الحقيقي ؟ متوفرة سواء لدى حكومة إسرائيل أو لدى الإدارة الأمريكية الحالية؟ إن الأمور على أرض الواقع والفعل تشير إلى عكس ذلك.
كما اكد المعلم دعم سورية لكل المبادرات في لبنان حيث قال " إن المرحلة الدقيقة والحساسة التي يمر بها لبنان الشقيق تستوجب العمل المشترك بين اللبنانيين لتجاوز هذه المرحلة والوصول إلى حلول تصب في مصلحة لبنان وتخدم مستقبله. لقد أكدت سورية باستمرار على دعم جميع المبادرات الهادفة إلى تفعيل الحوار بين اللبنانيين وصولا إلى التوافق فيما بينهم.
نحن نرى أن الاستحقاق الرئاسي القادم يشكل فرصة طيبة للتوافق بين اللبنانيين على انتخاب رئيس وفقا للقواعد الدستورية وبعيداً عن التدخل الأجنبي وبما يحفظ مصلحة لبنان وعلاقاته العربية".
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية