وثق مختار بانياس "منصور عبدالله محمد" أسماء عدد من ضحايا مجزرة بانياس التي تمر ذكراها العاشرة هذه الأيام ممن كانوا جيرانه وعاش معهم وعرفهم عن قرب.
ونشر محمد على حسابه في "تويتر" صورة لأحد مجازر المدينة التي ارتكبتها قوات الأسد، مشيراً إلى أسماءهم وهم "محمود جلول" و"أحمد هاني حسين" و"مصطفى محمد جلول" و"محمد أحمد ارناؤوط" و"أحمد سمير أرناؤوط" و"محمد مصطفى جلول الدحبش" وبدت جثثهم محروقة وبخاصة عند اليدين، ففي حالات كثيرة كانت مليشيات الأسد تحرق جثث من أردتهم بالرصاص.
وروى محمد أن أحد ضباط النظام أخذ الضحايا المذكورين بتاريخ 3-5-2013 إلى خلف البناء وهو يبتسم ويطمئنهم، وقال لهم "اللي ماعليه شي هلق بيرجع ع بيتو!.
وتابع أن صوت الرصاص سمع على الفور، ولكن صوتهم لم يسمعه أحد إذ ماتوا بصمت وفي اليوم الثالث اكتشفت جثثهم.
ووفق "الشبكة السورية لحقوق الإنسان" آنذاك قامت قوات الأسد في الفترة بين 2 أيار حتى 4 أيار مدعومة بشباب من أبناء الطائفة العلوية وهم مليشيات محلية مكونة من عناصر مدنية تسلحت من قبل القوات الحكومية وعناصر من حزب الله اللبناني –مليشيات مقاتلة أجنبية باقتحام بلدة البيضا في بانياس بعد حصارها وارتكاب مجزرة شملت عمليات ذبح وتشويه وتقطيع وحرق لجثث الأطفال والنساء في منطقتي البيضا ورأس النبع ما أدى لمقتل 459 مدنياً بينهم 92 طفلاً و71 امرأة .
وروى محمد أنه سمع عن المجزرة من شابة من رأس النبع وابنة أحد الضحايا الذي تم قتله مع ابنه وروت الشابة التي كانت شاهدة عيان على المجزرة أن ضابطاً جاء إلى حيهم ومعه عناصر وقاموا بتصفية عدد من أبناء رأس النبع، وأشارت إلى أنهم لم يجرؤوا على الإقتراب من الجثث بعد تصفيتهم بل سمعوا بعد ربع ساعة من أخذهم صوت رصاص، وبعد ثلاثة أيام من عودتهم إلى المكان اكتشفوا الضحايا وكانوا مقيدي الأيدي إلى الخلف على طرف طريق خلف أحد الأبنية.
وأضاف المصدر أن العشرات من أهالي رأس النبع حاولوا الفرار، وكان هناك كما قال حاجز للشبيحة على جسر رأس النبع منع المدنيين من العبور وأعادهم إلى الحي، وتم فيما بعد توثيق مقتل 182 شخصاً من رأس النبع، بالإضافة إلى فقدان أكثر من 100 شخص، وهناك-كما قال- مفقودون في قرية بساتين إسلام يقارب عددهم الـ 80 شخصاً تم اقتيادهم وراء بعض كالقطار وإخراجهم خارج القرية واختفوا ولا أحد يعلم عن مصيرهم شيئاً إلى الآن، وبحسب الأخبار المتواترة فمن تم أخذهم من رأس النبع باتجاه اللاذقية سرقت أعضاء من أجسادهم بعد تصفيتهم وهناك من نزعوا عيونهم أو قلوبهم أو كلاهم، ومن قرية البيضا تم أخذ ما يقارب الـ 180 شخصاً ليبلغ مجمل عدد الضحايا في بانياس وريفها ما بين شهداء ومفقودين بين 700 و800 إنسان.
وأشار المصدر إلى أن الضحايا الذين نشر صورة جثثهم هم من ضمن ما يقارب الـ 300 شخص مابين مفقود وقتيل.
وكشف محمد أن الفتاة المصدر كانت تتواصل معه لحظة ارتكاب المجزرة وكانت تراقب ما يجري من نافذة مطبخ منزلها وتنقل ما يجري وبعد ربع ساعة من انقطاع التواصل معها تم تصفيتها مع كامل أفراد عائلتها وكانت آخر كلماتها مناشدة أن نفعل شيئاً لأجلهم لأنهم يموتون كما قالت، وبدأت بالبكاء وآخر كلماتها "نحنا رايحين سامحونا" وكانت بحسب محدثنا تصف مجريات المجزرة وتقول له مات والدي، مات أخي مات عمي وحتى الأطفال الصغار لم يسلموا من رصاص القتلة.
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية