تحدث "مصطفى سيجري" القيادي في الجيش الوطني السوري عن ضرورة اتخاذ خطوات أكثر جدية تقود الثورة السورية إلى برّ الأمان، بعد مرور 12 عاماً من تضحيات الشعب السوري ومعاناته.
وقال "سيجري" في مقابلة خاصة مع "زمان الوصل" إن المؤسسات القائمة -للأسف- وعلى مدار سنوات لم تستطع أن تكون على قدر من المسؤولية تجاه تلبية تطلعات الشعب السوري.
وأضاف "سيجري" أن المؤسسات الموجودة فاقدة للإمكانيات والصلاحيات فتحولت إلى مؤسسات وظيفية، ولم تستطع أن تكون مؤسسات وطنية بالمعنى الحقيقي لعدة أسباب داخلية وخارجية.
ودعا القيادي في الجيش الوطني السوري إلى الاجتماع والاتفاق على تشكيل مجلس لقيادة الثورة السورية يُعنى باسترداد القرار العسكري والقرار السياسي والقرار الإداري.
*صعوبة المرحلة القادمة
وأشار "سيجري" إلى أن استمرار الوضع على حاله دون وجود قيادة للثورة وبدون أناس قائمين على مسؤولياتهم تجاه الشعب السوري عسكرياً وسياسياً وإدارياً، فبالتالي سيستثمر الكل بالواقع السوري، مبيّناً أن كل القوى الخارجية تستثمر بالواقع في سوريا والكل مستفيد إلا الشعب السوري الذي يدفع الضريبة الأكبر.
وتابع "سيجري" أنه من الممكن أن تحدث تسويات بشكل أو بآخر فيما يخص الملف السوري، تحقق المصالح الخارجية ولكن على حساب الشعب السوري.
ورأى "سيجري" أنه في حال لم نجتمع كسوريين وكقوى فاعلة على تشكيل هذا المجلس، فبكل تأكيد سنجتمع إما في سجون الأسد أو في دول اللجوء هاربين مطاردين.
*الموقف من تطبيع تركيا مع الأسد
وشدّد "سيجري" على الموقف التركي الثابت تجاه الملف السوري وقوى المعارضة السورية، ولا تغيير في الموقف التركي، بالرغم من وجود مفاوضات مع النظام السوري.
وقال "سيجري" إنه لغاية تسجيل هذه المقابلة لم يلمسوا أي تغيير في الموقف التركي، موضحاً ان هناك مفاوضات تبررها مصالح تركية على المستوى الداخلي والخارجي.
ووفقاً لسيجري، فإن المسار الجديد (تركيا وروسيا وإيران والنظام السوري) الذي طرأ مؤخراً في السياسة التركية، لكنه لم ينعكس سلباً على الواقع في سوريا، معرباً عن أسفه لهذا المسار.
ولفت "سيجري" إلى أنهم معنيون بتحقيق مصالح وأهداف الشعب السوري وحمايتها، معتبراً أن مصلحة تركيا تلتقي إلى حد كبير مع قوى المعارضة التي حاربت معها في خندق واحد.
وجدد "سيجري" التأكيد على أهمية استعادة القرار العسكري والقرار السياسي والإداري وإعلان الموقف السوري الواضح في حال حصل أي تغيير سواء بالموقف التركي أو العربي أو حتى من الجانب الأمريكي.
*تطبيع العرب مع الأسد
وذكر "سيجري" بأنهم ينظرون لأي تطبيع بعين واحدة، فكما أنهم ينظرون بأسف لهذا المسار بين تركيا والنظام ينظرون أيضاً بأسف لأي تقارب أو تطبيع عربي مع نظام الأسد.
واعتبر القيادي المعارض أن المرحلة الآن لقلب الطاولة وإيجاد قيادة حقيقية متوعداً بمواجهة كل جهة سواء داخلية أو خارجية تعمل على عرقلة استرداد المسار العسكري والسياسي والإداري.
كما أطلق "سيجري" على هذه المبادرة بالصرخة التي تعبر عن معظم وغالبية الجيش الوطني وعن معظم وغالبية كوادر والكفاءات السورية الفاعلة في الداخل السوري، وعن كل مواطن سوري، إلا أنها، وفق سيجري، تحتاج إلى تأطير وحوامل ورؤية وخطة عمل.
وكشف "سيجري" أنهم أجروا عدة لقاءات خلال الأسابيع والأشهر الماضية بهدف إيجاد مجلس للقيادة يعنى بإدارة الشأن العسكري والسياسي والإداري في المناطق المحررة.
وتوعد القيادي في الجيش الوطني بمواجهة أي قوة سواء داخلية أو خارجية تعمل على عرقلة هذه الخطوات، لافتاً إلى أن بعض قادة الفصائل العسكرية تحولوا إلى أمراء حرب، يعملون لمصالحهم الخاصة والضيقة، مطالباً بمواجهة أمثال هؤلاء وتحييدهم.
*كلمة أخيرة
وختم "سيجري" تصريحه لـ"زمان الوصل" بتوجيه كلمة للشعب السوري، طلب خلالها من السوريين أن يستعيدوا الثقة بأنفسهم والتكاتف، وتحديد الخيار والأهداف والعمل بتوكل على الله من أجل تحقيق أهداف الثورة ومواجهة كل قوى الفساد في الداخل والخارج.
وأردف "سيجري" قائلاً: "آن الأوان لنجتمع ونستعيد الثقة، لمواجهة قوى الفساد في الداخل والقوى متنفذة الخارجية التي لها مصالح تضر بمصالحنا".
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية