كرّمت بلدية "أولست-فايا" الهولندية الزميل الصحفي "حسن قدور" بتركيب لوحة شخصية (بورتريه) له بعرض 3,85 أمتار وارتفاع 1,95 متر في مدخل "نفق الدراجات والمشاة" مع نص تعريفي بجانب الصورة يشرح نبذة عن حياته وكيف هرب من الديكتاتور في بلده الأم واستقر في بلديتهم وساهم في حياتها الاجتماعية والثقافية، إضافة إلى إسهاماته الثقافية والإيجابية في مجتمع القرية وإقليم المنطقة المحلية، وعمله كصحفي على تقارب الثقافات ذات الخلفيات المختلفة في الإقليم الذي يعيش فيه ويدعى "سالاند".
وقد أقيم حفل تكريم يوم الجمعة الماضي، وحضره مسؤولو البلدية والمواطنون الذين أثنوا على نشاط مراسل "زمان الوصل" الزميل "حسن قدور" القادم من مدينة "سراقب" بريف إدلب السورية في مجال التطوع والمساعدة على إعادة بناء المجتمع المحلي، بما فيه عمله على سد فراغات التباعد الاجتماعي في المجتمع الهولندي المحلي من خلال تنظيم أحداث ومناسبات للقاء الناس كهولنديين ومهاجرين ولاجئين، من خلال عمله الصحفي في المنصة الإعلامية المحلية "داماسات" التي أنشأها بالشراكة مع صحفي هولندي. وتعمل "داماست" التي تعني البروكار السوري وهو نسيج خيطان الحرير المغلفة بالذهب والفضة كمعنى لدمج المجتمع بهذه الطريقة المنسجمة ولكون "داماسات" يرمز إلى العاصمة سوريا وإلى النسيج السوري المشهور في العالم. ومن بين العديد من الأشخاص الذين تم اختيارهم لتكريمهم بلوحات شخصية لتوضع في داخل النفق، تم اختيار الزميل "حسن" مع 15 شخصًا آخرين من بسبب أثرهم الكبير في تاريخ القرية وذلك من أصل 100 شخص مؤثرين في البلدة ترشحوا لهذا التكريم.
وقد تم تصميم العمل الفني الذي يمثل "اله الزمن"، حيث يعبر راكب الدراجة أو المشاة النفق ويرى صور تاريخ وحاضر ومستقبل البلدة ما بين صور الأشخاص وصور الأماكن التاريخية، وتمت معالجة اللوحات في النروج باستخدام تقنيات حديثة مع ضمانة بقاء اللوحات لمدة 40 عامًا دون تلف.
وأشاد رئيس البلدية بتلك الخطوة، ووصفها بأنها تعكس روح المجتمع المترابط، وتشجع المزيد من الأشخاص على تقديم المساعدة والعمل الدؤوب من أجل تحسين حياة الناس في المنطقة.
وقام أطفال من المدراس في البلدة بدفن كبسولة زمنية تحت الأرض تحتوي رسومات لأطفال الابتدائي وسوف يتم فتحها مرة ثانية في عام 2053.
"حسن قدور" الذي وصل هولندا لاجئا قبل 7 أعوام باشر بالعمل على فكرته في وصل نقاط الالتقاء بين الناس في المجتمع وحصل على الجنسية الهولندية عام 2020.
اندمج بسرعة في المجتمع المحلي حيث عمل في مجال الإعلام المحلي على الرغم من صعوبة إيجاد مكان في هذا المجال من العمل في هولندا لأسباب متعددة، حيث عمل بداية كصحفي لعدة صحف محلية قبل أن ينجح في إدارة منصته الإعلامية ويوسع انتشارها إضافة إلى عمله في "زمان الوصل"، كما أصدر في بلديته ديوان شعر باللغتين العربية والهولندية، ثم أصدر في العام الماضي كتابا باللغة الهولندية باسم " قصة قريتين من سراقب إلى إولست" يتحدث عن قصص الحرب في سوريا، واللجوء ونظرته كقادم جديد إلى الاختلاف في الثقافات بين المجتمع الهولندي السوري.
عمل بجد واجتهاد من أجل مساعدة الآخرين وتحسين حياتهم، ولكن تلك اللوحة الشخصية تعتبر إشارة من البلدية بأن أعماله لها مكانة وتقدير خاص في المجتمع المحلي، وتحفيز للجميع على العمل الجاد والتطوع.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية