بدون ضخ مليارات الدولارات الإضافية لإطعام الملايين من الجياع، سوف يشهد العالم هجرة جماعية ودولا مزعزعة الاستقرار وأطفالا وبالغين يتضورون جوعا خلال الاثنا عشر إلى الثمانية عشر شهرا القادمة، حسبما حذر رئيس برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة الحائز على جائزة نوبل يوم الجمعة.
أثنى ديفيد بيزلي على زيادة التمويل المقدم من الولايات المتحدة وألمانيا العام الماضي، وحث الصين ودول الخليج والمليارديرات ودول أخرى على ”تكثيف مساهماتهم في الأوقات الكبرى”.
في مقابلة قبل أن يسلم مقاليد أكبر منظمة إنسانية في العالم إلى السفيرة الأمريكية سيندي ماكين الأسبوع المقبل، قال حاكم ولاية كارولينا الجنوبية السابق إنه "قلق للغاية" لأن برنامج الأغذية العالمي لن يجمع حوالي 23 مليار دولار يحتاجها هذا العام لمساعدة ملايين المحتاجين.
وأضاف "بكل صراحة، سوف أتفاجأ في هذه المرحلة إذا حصلنا على 40 بالمائة من هذا المبلغ".
في العام الماضي، جمع بيزلي 14.2 مليار دولار لبرنامج الأغذية العالمي، أي أكثر من ضعف المبلغ البالغ ست مليارات دولار تم جمعها في عام 2017، وهو العام الذي تولى فيه منصب المدير التنفيذي.
ساعدت هذه الأموال أكثر من 128 مليون شخص في أكثر من 120 دولة ومنطقة.
وقال بيزلي إنه تمكن من إقناع الولايات المتحدة العام الماضي بزيادة تمويلها من حوالي 3.5 مليار دولار إلى 7.4 مليار دولار وألمانيا لزيادة مساهمتها من 350 مليون دولار قبل بضع سنوات إلى 1.7 مليار دولار، لكنه لا يعتقد أنهم سيفعلون ذلك مرة أخرى هذا العام.
وقال إن الدول الأخرى بحاجة إلى تكثيف مساهماتها الآن، بدءا من الصين، ثاني أكبر اقتصاد في العالم والتي منحت برنامج الأغذية العالمي 11 مليون دولار فقط العام الماضي.
وأشاد بيزلي بالصين لنجاحها في الحد بشكل كبير من الجوع والفقر في الداخل، لكنه قال إنها أعطت أقل من سنت واحد للفرد العام الماضي مقارنة بالولايات المتحدة، أكبر اقتصاد في العالم، التي أعطت حوالي 22 دولارا للفرد.
وأضاف أن الصين بحاجة إلى "الانخراط في عالم متعدد الأطراف" وأن تكون على استعداد لتقديم المساعدة الضرورية، فهم ”لديهم التزام أخلاقي للقيام بذلك".
وقال بيزلي إنهم قاموا "بعمل مذهل في إطعام شعبهم، والآن نحن بحاجة إلى مساعدتهم في مناطق أخرى من العالم"، حول كيفية قيامهم بذلك، لا سيما في البلدان الفقيرة بما في ذلك أفريقيا.
أشار إلى أنه مع ارتفاع أسعار النفط، يمكن لدول الخليج أن تفعل المزيد، خاصة الدول الإسلامية التي لها علاقات مع دول في شرق أفريقيا والصحراء وأماكن أخرى في الشرق الأوسط، معربا عن أمله في زيادة مساهماتها.
قال بيزلي إن أغنى المليارديرات حققوا أرباحا غير مسبوقة خلال جائحة كوفيد – 19، و"ليس من المبالغة مطالبة بعض أصحاب المليارات بزيادة مساهماتهم ومساعدتنا في الأزمة قصيرة الأجل"، على الرغم من أن الأعمال الخيرية ليست حلا طويل الأمد لأزمة الغذاء.
أضاف أن ما يود أن يراه فعلا على المدى الطويل هو استخدام المليارديرات لخبراتهم ونجاحهم للمشاركة "في الشيء الذي يحتاجه العالم بشدة، وهو الغذاء على الكوكب لإطعام 8 مليارات شخص".
وحذر قائلا "على العالم أن يدرك أن الأشهر الاثنا عشر إلى الثمانية عشر المقبلة حاسمة، وإذا تراجعنا عن التمويل، فسوف نشهد هجرة جماعية، وستكون هناك دول مزعزعة للاستقرار، وكل ذلك سيؤدي إلى المجاعة بين الأطفال والمواطنين حول العالم".
قال بيزلي إن برنامج الأغذية العالمي اضطر إلى خفض الحصص الغذائية بنسبة 50 بالمائة إلى أربعة ملايين شخص في أفغانستان، "وهؤلاء هم الأشخاص الذين يطرقون باب المجاعة الآن".
أضاف "ليس لدينا ما يكفي من المال لمجرد الوصول إلى الأشخاص الأكثر ضعفا الآن. لذلك نحن في أزمة في الوقت الحالي، وهي أزمة يمكن حرفيا أن تؤدي إلى جحيم على الأرض إذا لم نكن حذرين تماما".
وقال إنه في ظل وجود ثروة تبلغ 400 تريليون دولار على هذا الكوكب، لا يوجد سبب لموت أي طفل من الجوع.
برنامج الأغذية: نحتاج المليارات لتجنب الاضطرابات والمجاعة
أ.ب
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية