وجه عدد من مشرفي مخيمات اللاجئين السوريين في بلدة "عرسال" الحدودية نداء استغاثة إثر ظهور عشرات الإصابات بالطفح الجلدي والإسهال والإقياء والتهابات الكبد داخل عدد من المخيمات.
وقال مشرفو المخيمات عبر رسائل نصية أرسلوها لمجموعة "واتس أب" الخاصة بالمخيمات إن الإصابات استهدفت الفئات العمرية الصغيرة، وفئة كبار السن (فوق 60 عاما) وبدأت أعدادها بالتزايد على خلفية القرار الذي اتخذته المفوضية العليا لشؤون اللاجئين أول آذار/مارس الجاري والقاضي بتخفيض حصة اللاجئ السوري من الماء من 35 ليترا إلى 20 ليترا يوميا.
ووصف اللاجئ السوري أبو علي من مخيم "الوفاء العماني" قرار المفوضية بالجائر، مضيفا أنه بات على اللاجئ السوري في مخيمات "عرسال" تحمل تكاليف مادية إضافية باهظة قياسا لدخله المحدود،إذ أصبح مضطرا لدفع أجور شفط حفر الصرف الصحي والذي تصل قيمته مايعادل 50 دولار للنقلة الواحدة، ويتم تقسيم الأجور على جميع أفراد المخيم.
ونوه اللاجئ السوري أبو هاني من "مخيم القلمون" إلى أن الحصة الرسمية المخصصة للاجئ والمدرجة على قيود المفوضية 27 ليترا من الماء يوميا، ثم عملت المفوضية على زيادتها إلى 35 ليترا خلال الأشهر الثلاثة الماضية بسبب تفشي وباء " الكوليرا"،ثم عادت لتخفيضها إلى 20 ليترا يوميا للاجئ بداية الشهر الجاري.
واستهجن اللاجئ السوري أبو عبدو من "مخيم البراء" قرار المفوضية الأخير بتخفيض حصة اللاجئ من المياه، عازيا الأوبئة التي باتت تشهدها المخيمات إلى قلة النظافة الشخصية التي تسبب بسبب شح المياه التي بالكاد تكفي للشرب والطبخ. وحذرمن إحتمالية ظهور أوبئة جديدة قد تظهر في المخيمات مع دخول فصل الصيف وإرتفاع درجات الحرارة.
في سياق متصل قال مشرف مخيم "المحبة" في "عرسال": "لدينا أمراض جلدية ظهرت حديثا داخل المخيم، وحالات إسهال شديد مع وجع بطن"، منوها إلى أن أعداد المصابين إلى إزدياد.
ودعا إلى معالجة موضوع نقص الماء الذي هو أحد الأسباب الرئيسية في ظهور مثل هذه الأمراض.
وقال مراسل "زمان الوصل" من مخيمات "عرسال" إن الإصابات التي تم رصدها ومتابعتها حتى ساعة إعداد الخبر توزعت على كل من مخيم "الأبرار 4، مخيم الحلواني، مخيم بنيان القلمون، مخيم الملعب، مخيم الرحمن، مخيم أبناء الشهداء، مخيم أبوشريف، مخيم علي الفليطي، مخيم إيواءالورد، مجمع تلة الشاويش، مخيم نجلاء عودة، مخيم حسن الفليطي، ومخيم المحبة".
وأكد مراسلنا على عدم وجود أي خطة طوارئ طبية أو إسعافية لمعالجة الإصابات داخل المخيمات، مشيرا إلى الغياب شبه الكامل لفرق المفوضية وكوادرها الطبية عن متابعة الحالات المصابة، لافتا إلى أن الإجراء الجدي الوحيد المنفذ في مواجهة هذه الجائحة هو ما قام به بعض الناشطين السوريين داخل المخيمات بإحصاء أعداد الحالات المصابة، ونوع الإصابة، واسم المخيم المتواجدة فيه الإصابة، ورقم هاتف مشرف المخيم.
ويأتي قرار المفوضية بتخفيض حصة اللاجئ من كمية الماء بالتزامن مع انهيار متسارع في قيمة الليرة اللبنانية أمام سعر صرف الدولار، وناهز سعر صرف الدولار مساء اليوم الجمعة /91/ ألف ليرة لبنانية.
وتضم بلدة "عرسال" أكثر من 60 ألف لاجئ سوري يتوزعون على 160 مخيما، و172 تجمعا سكنيا.
عبد الحفيظ الحولاني - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية