سؤال طرحته عميدة الصحافيين في البيت الأبيض، اللبنانية الأصل هيلين توماس، على المتحدث الاعلامي باسم الادارة الأميركية روبرت جيبس، جعل من جلسة له مع مجموعة من الصحافيين أمس 1-6-2010 في البيت الرئاسي بواشنطن، شاهدة على أن تبرير الموقف المتراخي بعذر أضعف من الموقف نفسه ليس صعبا على الاطلاق.
بثوان معدودات عثر جيبس على السبب بعدم ادانة الادارة الأميركية لاسرائيل بشكل واضح وصارم، فقال ردا على سؤالها: "لا شيء بمقدوره أن يعيدهم ثانية" في اشارة منه الى أن الادانة الصارمة لاسرائيل لن تعيد الحياة الى من قتلتهم وهم على متون السفن في عرض البحر الأبيض المتوسط .
وكان جيبس يشرح للصحافيين حيثيات الموقف الأميركي مما أقدمت عليه اسرائيل حين طلبت هيلين توماس، المتممة 90 سنة من عمرها بعد شهرين، الاذن لها بالسؤال، فقالت: " الموقف (تعني الموقف الأميركي) منذ البداية من مجزرة السفن، وهي جريمة دولية ومجزرة متعمدة، كان موقفا يرثى له.. ماذا تعني بقولك انك تأسف لما كان من الواجب ادانته بشدة وصرامة أكثر؟ وأي علاقة متينة لنا مع دولة تتعمد قتل الناس وتحاصر أي نجدة لهم وتحاصرهم" ؟
حاول جيبس مقاطعة هيلين توماس مرات عدة حين كانت تطرح سؤالها الطويل بعض الشيء، بحسب ما يظهر من فيديو عرضته أمس معظم المحطات التلفزيونية الأميركية الرئيسية، لكنه تركها تكمل على مضض قبل أن يجيب بأن البيت الأبيض "أسف في البداية للخسارة في الأرواح ولم يتخذ أي موقف حاسم من أي طرف قبل أن يلم بالمعلومات الضرورية عن قضية حساسة". فقاطعته بفحوى السؤال الأول ثاتية، وهنا أجابها: "لا شيء يمكنه أن يعيدهم ثاتية".
ثم قال: "الادارة الأميركية تعتقد أن تحقيقا موثوقا به وشفافا يمكنه أن يغوص في عمق ما حدث ونحن نتطلع لمشاركة دولية في هذا التحقيق". وذكر أن ما حدث لن يحدث أي تغيير في برنامج زيارة مزمعة للرئيس الفلسطيني محمود عباس الى واشنطن، وستتم في موعدها المحدد يوم 9 الجاري.
ومجددا سألته "سيدة الصحافة الأولى" كما يصفونها، وقالت: " لماذا لم تقفز مباشرة الى النتائج حول هذه المجزرة، كما فعلت أنا مثلا" ؟. فعاد جيبس الى شرح موقف الادارة الأميركية المبدئي ثانية، ولم يجب على هذا السؤال، حتى أعطى الاذن لصحافي آخر، فطرح سؤالا مختلفا ضاع معه الجواب عن السؤال الأول.
والمعروف عن هيلين توماس أن والدها جورج توما هاجر في 1890 من مدينة طرابلس بالشمال اللبناني وهو بعمر 17 سنة، لينضم الى شقيقين كانا هاجرا قبله الى ولاية كنتاكي الأميركية، ثم عاد الى طرابلس بعد 13 سنة ليتزوج والدتها مريم، وكانت ايضا من طرابلس، وعادا معا للعيش في قرية بكنتاكي اسمها "وينشستر" وهناك في 4 أغسطس (آب) 1920 أبصرت هيلين النور.
ثم انتقلت العائلة في 1924 الى مدينة ديترويت المزدهرة بصناعة السيارات في ولاية ميتشيغن، حيث افتتح والدها محلا للبقالة ناشطا في الوقت نفسه في حقل العقارات ليعيل عائلة من 9 أبناء على تجاوز فترة "الركود الكبير" في الثلاثينيات. وفي ديترويت نشأت هيلي، أو "العجوز العربية" كما يسمونها في واشنطن، وفيها بدأت العمل بالصحافة منذ 69 سنة بلا توقف. |
العربية
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية