أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

لاجئة سورية تُحرج السلطات اليونانية ووسائل إعلامها تختلق القصص والأكاذيب بحقها

بيداء الصالح

عادت قصة اللاجئة السورية "بيداء الصالح" وعائلتها للتداول عبر وسائل إعلام غربية، بعدما شكك مسؤولون يونانيون أن أحداثها لم تبنَ على معلومات صحيحة.

وكانت اللاجئة "بيداء الصالح" وهي كاتبة سورية من مدينة الرقة ضمن مجموعة مؤلفة من نحو 70 مهاجراً معظمهم من سوريا قد تركوا في آب أغسطس الماضي على جزيرة مهجورة وسط نهر "ايفيروس" الحدودي بين اليونان وتركيا دون إمكانية الوصول إلى مصادر مناسبة للطعام ومياه الشرب.

وفقًا لبيانات تحديد الموقع الجغرافي من صور اللاجئين، كان اللاجئون آنذاك في جزيرة "كيساري" في 25 آب أغسطس/2022 على الأقل، وكان تحديد الموقع الجغرافي متاحًا لكل من السلطات والمحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان.

ويبلغ طول الجزيرة الصغيرة أقل من كيلومتر واحد وتقع في بعض الأماكن على بعد أمتار قليلة فقط من البر الرئيسي اليوناني، ويوجد بالقرب منها نقطة حرس الحدود اليونانية.

وبحسب "بيداء" التي ظهرت في مقطع فيديو حينها فإن المجموعة فقدت أربعة أشخاص، من بينهم طفلة تبلغ من العمر خمس سنوات قضت بلدغة عقرب، ورجل قضى نتيجة ضرب عناصر الأمن اليوناني له، وآخران غرقا عندما تم إجبارهما على العودة إلى الجانب التركي سباحة.

ويبدو أن الفيديو والشهادة الحية لسوء معاملة حرس الحدود اليوناني للمهاجرين أحرجت السلطات اليونانية فبدأت وسائل إعلامها بنسج القصص والأكاذيب حولها، وزعمت صحيفة "ريل نيوز" اليونانية أن المعلومات التي نشرتها "بيداء" كاذبة وراحت تتقصى تفاصيل وأخباراً عنها، ومنها أن زوجها الذي يعيش في ألمانيا منذ سنوات واقترنت به بعد الحادث الذي وقع على الحدود اليونانية التركية بأسابيع قليلة يخضع لفحص السلطات الألمانية والبلجيكية لاحتمال تورطه في عصابة دولية لتهريب المهاجرين -حسب ما ذكرت الصحيفة- وزعمت أن السلطات اليونانية لم تستبعد احتمال أن تكون "بيداء الصالح" نفسها منتمية إلى عصابة لتهريب المهاجرين، بل لعبت دورًا قياديًا وإرشاديًا، كما فعل زوجها.

وبحسب شهادات اللاجئين الآخرين الذين تقطعت بهم السبل في جزيرة "إيفروس" قالوا إن "بيداء" لم تكن معهم منذ بداية رحلتهم، لكنها ظهرت أمامهم فقط عندما اقترب اللاجئون من الحدود اليونانية التركية.

وتشير الشهادات نفسها إلى أنه عندما وصل اللاجئون إلى الجزيرة، تم الكشف عن أن الفتاة البالغة من العمر 27 عامًا كانت بحوزتها معدات، مثل شاحن الهاتف المحمول، وبهذه الطريقة كانت قادرة على التواصل مع المنظمات غير الحكومية والصحفيين من وسائل الإعلام الأجنبية، ونقل صور الطفلة التي يُفترض أنها ميتة. كما اتضح لاحقًا، وكانت هذه الصور لطفلة أخرى حسب مزاعم الصحيفة.

فيما أشارت منصة "هاتف الإنذار" Alarm Phone المعنية برصد نداءات استغاثة المهاجرين أثناء عبورهم إلى أوروبا، على حسابها في "تويتر" بتاريخ 9 أغسطس 2022 أن شقيقة للطفلة التي توفيت بلدغة عقرب دون إمكانية الحصول على مساعدة طبية تعرضت أيضاً للدغة عقرب، وهو الأمر الذي اشتبه على الصحيفة المذكورة أو ربما حاولت بسوء نية طمس الحقيقة بهذا التمويه.

ووفق الصحيفة اليونانية فإن "بيداء" لم تتحرك لتقديم طلب اللجوء، كما فعل جميع المهاجرين الآخرين الذين كانوا معها، وتمكنت مع شخصين آخرين من الفرار من مركز الاحتجاز اليوناني بعد أيام قليلة من اختفائها، وأُبلغت السلطات اليونانية أنها وصلت أخيرًا إلى ألمانيا، حيث تزوجت بعد ذلك من مواطن سوري يعيش بشكل دائم في ألمانيا.

وأعربت "مجموعة الإنقاذ الموحد" المهتمة بشؤون الهجرة واللجوء عن اعتقادها بأن القضية يقف خلفها جهات لها علاقة بتهريب اللاجئين هي التي نسجت هذه القصة وموت الطفلة المزعومة، بهدف كسب تعاطف أووربي ونقل المجموعة إلى الطرف اليوناني، ويستخدم المهربون طرقاً مشابهة لنفس الهدف.

وكشف مصدر في "فريق المتابعة والإنقاذ" لـ"زمان الوصل" في تقرير سابق أن العديد من اللاجئين الذين تقطعت بهم السبل في الجزيرة الحدودية أصيبوا بأمراض في الجهاز الهضمي والكلى بسبب مياه نهر "إيفروس" الطينية الملوثة ويلجؤون إلى ترشيح ماء النهر بطرق بدائية، ولكن المياه تبقى ملوثة حتى بعد الترشيح علاوة على وجود حشرات سامة.

وأكد المصدر أن طفلة سورية في الخامسة من عمرها توفيت بسبب لدغة عقرب، وهناك طفلة أخرى مصابة مهددة بالموت في أي لحظة.

ولفت محدثنا إلى أن أغلب المحاصرين مرضى ويعانون من الجوع والتسمم جراء مياه النهر الملوثة، وهناك -بحسب المصدر- امرأة في السبعين من عمرها تعاني العديد من الأمراض، كما أن هناك العديد من الحوامل والرجال المرضى.

واتبعت اليونان منذ سنوات سياسة إنكار سوء معاملة طالبي اللجوء وصدهم في "ميريتش" وبحر إيجة.

وفي الآونة الأخيرة، حكمت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان على اليونان بدفع 330 ألف يورو كتعويض على أساس أنها لم تفعل شيئًا لإنقاذ 11 شخصًا غرقوا في عام 2014 قبالة سواحل جزيرة "بولاماتش"، ولم تقم بإجراء تحقيق فعال لتسليط الضوء على الحادث.

فارس الرفاعي - زمان الوصل
(136)    هل أعجبتك المقالة (177)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي